تعرضت العاصمة الأوكرانية أمس السبت لما وصفه مسؤولون بأنه أكبر هجوم روسي بطائرات مسيرة خلال الحرب، والذي أدى إلى إصابة خمسة أشخاص. وبدأ الهجوم بضرب مناطق مختلفة في كييف في الساعات الأولى من صباح السبت، مع توالي المزيد من الضربات مع شروق الشمس، واستمرت الإنذارات من الغارات الجوية ست ساعات في المجمل. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا أطلقت أكثر من 70 طائرة مسيرة من طراز شاهد التي صممتها إيران على أوكرانيا، وتم إسقاط معظمها لكن ليس جميعها. وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية بعد ذلك إسقاط 71 طائرة مسيرة من طراز شاهد وصاروخ واحد. وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو على تيليجرام إن الهجوم أدى إلى إصابة خمسة أشخاص من بينهم طفلة عمرها 11 عاما، كما ألحق أضرارا بمبان في مناطق في أنحاء المدينة. وأضاف أن شظايا طائرة مسيرة تم اعتراضها تسببت في اشتعال حريق في حضانة أطفال. وقال زيلينسكي إن الهجوم وقع في الساعات الأولى من اليوم الذي تحيي فيه أوكرانيا ذكرى مجاعة هولودومور التي أودت بحياة ملايين الأوكرانيين في عامي 1932 و1933. تعتبر أوكرانيا وأكثر من 30 دولة أخرى الهولودومور إبادة جماعية تعرض لها الشعب الأوكراني على يد الاتحاد السوفيتي الذي كان يحكم أوكرانيا في ذلك الوقت وسعى إلى سحق رغبتها في الاستقلال. وتنفي موسكو أن تكون الوفيات نجمت عن سياسة إبادة جماعية متعمدة، وتقول إن الروس ومجموعات عرقية أخرى عانوا أيضا بسبب المجاعة. ولم يتضح بعد هدف الهجوم لكن كييف حذرت في الأسابيع القليلة الماضية من أن روسيا ستشن مجددا حملة جوية لتدمير نظام الطاقة في أوكرانيا مثلما حاولت فعل ذلك في الشتاء الماضي. وقالت وزارة الطاقة الأوكرانية إن ما يقرب من 200 مبنى في العاصمة، بما في ذلك 77 مبنى سكنيا، انقطعت عنها الكهرباء نتيجة الهجوم. إلى ذلك أعلنت كييف أن أكثر من 13 ألف أوكراني كانوا قد فروا إلى روسيا بسبب الحرب عادوا إلى البلاد عبر المعبر الحدودي الوحيد العامل مع روسيا والذي أفتتح الصيف الماضي. فر آلاف الأوكرانيين من القتال العنيف المستمر منذ عامين تقريبا إلى الأراضي الروسية، لكنهم بدأوا في العودة ببطء منذ أن افتتحت موسكو المعبر المؤدي إلى منطقة سومي في شرق أوكرانيا في تموز / يوليو. وقالت الوزارة الأوكرانية المسؤولة عن الأراضي المحتلة في بيان "عاد أكثر من 13,500 أوكراني إلى أوكرانيا من مناطق الاتحاد الروسي عبر الممر الإنساني في منطقة سومي". وأضافت أن هذا الرقم يشمل 1,653 طفلا و131 شخصا من ذوي الاحتياجات الخاصة. وأشارت إلى أنه تم إنشاء مركز استقبال هناك والعمل جار لإنشاء مأوى يتسع لنحو 150 شخصا. واتُّهمت موسكو أيضا بنقل آلاف الأوكرانيين قسرا إلى الأراضي الروسية، وتقول كييف إنها حددت هويات نحو 20 ألف طفل تم نقلهم إلى روسيا بعد الغزو في شباط / فبراير 2022. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتهمة النقل غير القانوني لأطفال من مناطق محتلة. تقديم المساعدة الطبية والنفسية بعد انفجار مسيرة روسية في ساحة بين المباني السكنية (أ ف ب)