يتفاعل جسم الإنسان ويتخذ ردود أفعال مختلفة تبعاً لأفكاره التي بدورها تؤثر على مشاعره وبالتالي نجد أن الجسم يخضع للأفكار، وهنا ندرك أن الجسم يتبع العقل وليس العكس. فكلما خلت عقولنا من الأفكار السيئة حافظت أجسادنا على صحتها. وأفكارنا تفسر على أنها إيجابية بناءة أو سلبية هدامة، وبالتالي تؤثر على مشاعرنا، فإذا كانت أفكارنا إيجابية غمرتنا المشاعر المفيدة كالشجاعة، والحياد، والاستعداد، والقبول، والعقل، والحب، والفرح، السلام. حيث تعزز فينا تلك المشاعر العظيمة، طاقة إيجابية قوية ذات ذبذبات عالية، تسمو بنا في أفق السعادة، وتجعلنا نشطين وقادرين على العمل والتفكير بحيوية، حيث تمنحنا الطاقة العالية القدرة للتغلب على مشاكل وصعوبات الحياة. وفي الجانب الآخر نستمد الطاقة السلبية من أفكارنا غير الإيجابية، والتي تهوي بمشاعرنا إلى أقل درجاتها، حيث تبعث فينا مشاعر سلبية ضارة كالشعور بالذنب، واللامبالاة، والأسى، والخوف، والرغبة، والغضب، والفخر أو التكبر. وتلك المشاعر السلبية هي التي تهدم طاقتنا وتقلل نشاطنا، وتجعلنا مشوشي الأفكار ولا نستطيع التركيز ولا التغلب على أبسط العقبات. بل قد تؤدي بنا إلى الأمراض النفسية والجسدية والعزلة والاكتئاب. إن نظام الطاقة بجانبيه النافع والضار، المذكورة أعلاه تؤثر بشكل مباشر على الجسم وجميع أعضائه، مما يجعل الجسم إما قوياً متماسكاً وصحياً أو مفككاً ضعيفاً وخاملاً، حيث إن مناعة الشخص تزداد وتقوى مع المشاعر النافعة وتنخفض المناعة مع المشاعر السلبية الهدامة. ونظراً لما تم إدراكه من أهمية العمل مع الأفكار الإيجابية وخطورة تراكم الأفكار السيئة على صحتنا النفسية والجسدية، فإنه يلزمنا الاستمرارية في ملاحظة أفكارنا وتعزيز الإيجابي منها للحصول على مشاعر إيجابية والمحافظة عليها، ثم التخلص من الأفكار السلبية والسماح برحيل المشاعر الهدامة التي تتبعها، وإحلال مشاعر إيجابية مكان السلبية بقدر الإمكان. ويوجد تقنيات مهمة عند اتبعنا لها بشكل مستمر فإننا مع الوقت سنصل إلى مستوى الرضا عن مشاعرنا وأفكارنا وجميع سلوكياتنا، فإذا أردنا أن تستعيد طاقتنا، ونصحح أفكارنا، وننمي مشاعرنا الإيجابية، فإن علينا ملاحظة أفكارنا، وعدم كبت أو مقاومة السلبية منها، بل يجب السماح لها بالظهور، ثم في مرحلة أخرى التخلص منها بتفكيكها بشكل تدريجي، عبر توجيه بعض الأسئلة لأنفسنا عن كل شعور سلبي، ومحاولة تحجيم المشاعر الضارة الناتجة من الأفكار السلبية. كذلك عملية الوعي بالشعور القابع خلف الفكرة السيئة، ومحاولة استبداله بشعور آخر إيجابي. كما أن بعض علماء علم النفس يحثون على آلية التأمل الواعي، بحيث تبقي تفكيرك محصوراً بشكل واعٍ في اللحظة الآنية، كالتأمل في وضعية جلوسنا والإحساس بجميع أعضاء أجسامنا والتركيز على عملية الشهيق والزفير، وأخذ نفس عميق وتكراره، مما قد يؤدي على المدى القصير إلى رفع طاقتنا بشكل تدريجي، حتى نصل إلى قيمة مرضية من مراحل الشعور الإيجابي. والذي بدوره يعزز صحتنا النفسية والجسدية.