عندما تجد ملكاً مُلقباً «بالملك المثقف» فمن المؤكد أن هذا اللقب لم يكن من فراغ، بل لما يمتاز به من ثقافة ورؤية ثاقبة وصائبة، ولطموحه وحبه الشديد للاطلاع والتعلم بشكل مستمر، ولذلك يرى العديد من كبار المثقفين في الوطن العربي أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- رائد حقيقي في دعم العلم والثقافة، وأبرز ما يؤكد هذه الرؤية هو كم المشاريع والمبادرات التي تم إنشاؤها في عهده، التي هدفها الرئيس هو الارتقاء بالمستوى التعليمي والثقافي لدى المواطن السعودي، فهو أول من وضع الميزانية الضخمة بهدف دعم وتعزيز المؤسسات العلمية والثقافية، وهذا ما نجني ثماره جميعنا الآن ونراه من دور الثقافة في التأثير على جودة الحياة لدى المواطن. وعلى الرغم من انشغاله بالعلم والثقافة وأحوال المملكة لم ينس أبداً أبناء وطنه الشعب السعودي، فهو كان دائمًا قريباً من العائلات والأسر ليس داخل الرياض فقط بل في كافة أنحاء المملكة، كان سموه يسعى دومًا لمعرفة مشاكلهم ولا ينام الليل إلا أن يجد أفضل الحلول لتلك المشكلات، من المستحيل أن تجد حاكماً في الوطن العربي بالكامل يتواصل قدر ما يتواصل خادم الحرمين الملك سلمان حفظه الله. منذ بداية عمل خادم الحرمين الملك سلمان الإداري كأمير لمنطقة الرياض، وهناك تطور حقيقي وملموس في جميع النواحي الثقافية والعلمية والأدبية، فهو أكثر من اهتم بالتراث التاريخي، وتطوير البنية التحتية للإعلام والصحافة السعودية، فهو شغوف إلى أقصى درجة بشتى النواحي العلمية، سواء كانت التاريخية، أو الاقتصادية وعلم الاجتماع والعديد من العلوم المختلفة، ويعتبر هذا الحب والشغف للثقافة وراثة من أبيه جلالة الملك عبد العزيز -رحمه الله- الموصوف بمتعدد المواهب سواء كانت الفطنة أو الذكاء، أو سرعة البديهة مما جعله قائدًا ناجحًا على جميع المستويات. يتجلى اهتمام خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في المجال التعليمي من خلال تأسيس العديد من الجامعات والمعاهد التعلمية، والتي تهدف في المقام الأول إلى تطوير البحث العلمي وتعزيز المعرفة في كافة المجالات، كما أسس مكتبات ومراكز ثقافية هدفها الرئيس تثقيف المواطنين وتعزيز الثقافة لديهم، يؤمن الملك سلمان بدور وأهمية الثقافة في تشكيل الهوية الوطنية وتعزيز الانتماء لديه، فهو لديه اعتقاد تام بأن الثقافة لها دور قوي في زيادة الشعور بالأمن والأمان لكل مواطن نظرًا لما توفره الثقافة من استقرار لجميع أفراد المجتمع وبالتالي تؤهل المواطن لأن يكون مطمئناً بالقدر الكافي. بالإضافة إلى ذلك يعتبر الملك سلمان -حفظه الله- من القلائل المهتمين بالأدب بهذه الدرجة الكبيرة وغير المسبوقة، وأبرز ما يمكنه التأكيد على الاهتمام والحرص الشديد من قِبل الملك سلمان بالأدب هو دعمه الكبير للمبدعين والمثقفين، كما أنه دائمًا كان من أول الداعمين والمتصدرين لفكرة إنشاء الندوات الثقافية بشكل مستمر، ودائمًا ما يوجه بعدم انقطاع هذه الندوات، إيمانًا منه بمدى أهميتها في تثقيف الشباب. وتظهر قدرة الملك سلمان -حفظه الله- كشخص شديد الحكمة في رؤيته الثاقبة والصائبة لمواجهة التحديات المختلفة، وقدرته على إنشاء العلاقات الدولية سواء كانت العربية أو الخارجية، فحكمته تسمح له لأن يكون من الملهمين الذين يتم النظر إليهم بشكل دائم من قِبل جميع متخذي القرار في العالم، فالملك سلمان -حفظه الله- يعتبر مدرسة حقيقية، يمكن لأي أحد التعلم منها وتحقيق أقصى درجات النجاح بمجرد السير على خُطاها. كما شهدت المملكة منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان اهتمامًا وتطورًا غير مسبوق بالمتاحف والمعالم الأثرية، حيث بدأ العمل على تطوير عدد كبير من المتاحف الحكومية في مناطق المملكة وتأهيل المتاحف القديمة وتطويرها بما يتناسب مع رؤية المملكة 2030 بالإضافة إلى إنشاء متاحف جديدة في كل منطقة داخل المملكة، والأمر لا يقتصر على المتاحف الحكومية فقط، بل أيضًا هناك اهتمام ملحوظ بالمتاحف الخاصة، وذلك بتقديم الدعم اللازم لملاكها للمحافظة على ما بداخل متاحفهم من إرث وطني، مع العمل على زيادة توعيتهم بأهمية المشاركة في إبراز تاريخ الوطن وحضارته، كما أنه تم بدء العمل على إنشاء أكبر متحف إسلامي في العالم؛ حيث تستهدف المملكة جعل هذا المتحف محطَّةً رئيسةً ووجهة سياحية لملايين المسلمين الذين سيفدون إلى أرض الحرمين للحج والعمرة، للوقوف على التاريخ الإسلامي العريق للجزيرة العربية. في النهاية لا يمكننا القول سوى دُمت لنا فخرًا خادم الحرمين الشريفين، صاحب النهضة والطفرة في جميع المجالات.