اليوم الوطني العظيم يوم يجب أن يرفع كل مواطن سعودي رأسه عاليًا في السماء. يجب أن يحتفل كل أبناء الوطن. ثلاثة وتسعون عامًا نفخر بماضينا العريق وحاضرنا التليد نفتخر بهويتنا وقوتنا نفتخر بعقيدتنا وعروبتنا ثلاثة وتسعون عامًا من النماء والرخاء ثلاثة وتسعون عامًا من الازدهار والأمن والأمان والتطور، ستبقى شامخًا يا وطني. ستبقى شامخًا على مر الزمان. كم نحن محظوظون بولاة أمرنا الذين دائمًا كانت لهم رؤية ثاقبة وصائبة في جميع المجالات وعلى جميع الأصعدة. فجميعنا نرى الجهُد المبذول والدور العظيم الذي يقوم به ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ورؤيته الموجهة في جميع المجالات ومنها في اتجاة الثقافه والتراث الثقافي، وسعيه الدائم للحفاظ على ما تركه لنا الأجداد من إرث ثقافي، والأمر لا يقتصر فقط على الحفاظ على الإرث فقط، بل يوجد تصور ورؤية ثاقبة وصائبة من سمو ولي العهد للتخطيط ومن ثم التنفيذ من قبل وزارة الثقافة لعام 2030 وما هي الإنجازات التي ستصل إليها السعودية من الناحية الثقافية والأدبية بما لها من أبعاد إنسانية وحضارية، وغرضها الرئيس هو تعزيز الارتقاء الثقافي داخل المملكة، والهدف الأساس من هذه الرؤية هو اعتماد الثقافة كأسلوب حياة لجميع المواطنين داخل المملكة. المملكة هي كنز حقيقي موجود في شبه الجزيرة العربية فهي أرض الحضارات. هي بلد الثقافات ومنبع الآثار. على مدار تاريخ المملكة دائماً ما كان يهتم جميع ملوكنا بالثقافة إيمانًا منهم بمدى أهمية الثقافة ودورها في الارتقاء بجودة الحياة، لذلك دائمًا ما نلاحظ أن جميع ملوكنا بدون استثناء أحد يحرصون كل الحرص للحفاظ على الإرث الثقافي الذي تركه لنا أجدادنا، فكيف يُمكننا أن نغفل الدور العظيم الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية-، وهذا الدور على مرأى ومسمع من الجميع، فنحن جميعًا نرى كم المجهودات التي يبذلها ولي العهد -حفظه الله- في سبيل الحفاظ على هذا الإرث الثقافي. أحد أكبر الأمثلة التي يمكننا من خلالها استبيان مدى اهتمام المملكة بالأدب والثقافة والتراث هي تنظيمها لندوة كبرى في باريس بالتعاون مع اليونيسكو بعنوان «السعودية مملكة الحضارات» وهذه الندوة قائمة في المقام الأول على العلوم والثقافة وشارك في هذه الندوة نخبة من كبار الخبراء في علم الآثار داخل المملكة، ومن خلال هذه الندوة تم عرض جميع الجهود التي تبذلها المملكة في سبيل الارتقاء بالثقافة السعودية على مدار خمس عقود. في أوقات كثيرة قد نجد العديد من الأشخاص في حالة تعجّب ولديهم فضول قوي لمعرفة ما السر وراء الاهتمام من قبل جميع القيادات داخل المملكة بالثقافة والأدب والحضارة عبر التاريخ، نظرًا لعدم معرفتهم وإلمامهم بالدور الثقافي ومدى أهميته في تطور المُجتمع، فالثقافة والتُراث وجهان لعملة واحدة فكلاهما يُعتبران بمثابة حجر الأساس والركيزة الأساسية التي يتم من خلالها بناء المُجتمع، وتحقيق الانتماء من قبل مواطنيه، وأيضاً الشعور بالأمان حيث إنه كلما كان المجتمع الذي تنخرط به على قدر عالٍ من الثقافة والتحضر كلما تولّد لديك شعور بالطمأنينة والأمان، وهذا ما كان يعتبر بمثابة رد قاطع على كل من يرد في ذهنه الدهشة ودائماً ما يتساءل لماذا كل هذ الاهتمام بالثقافة، ولكن في إجابة أخرى مختصرة يمكننا الرد بأن كل أُمّة تتميز وتزيد من قدرها وشأنها بحضارتها وثقافتها. تاريخنا السعودي شامل فهو لا يقتصر على الثقافة فقط أو الأدب فقط أو التراث فقط، بل يمكننا وصف التاريخ السعودي بأنه شامل كامل، وأحد أهم النقاط المُضيئة في تاريخنا هو ما نمتلكه من مدن أثرية، وما تحتوي عليه هذه المُدن من قطع أثرية مُنذ آلاف السنين. وأهم وأبرز هذه المُدن الأثرية هي مدينة العلا التي تبعُد عن المدينةالمنورة من الاتجاه الشمالي حوالي 300 كم والتي تقع في الشمال الغربي من المملكة، وبذكر المناطق الأثرية ليس من المنطقي أن نغفل منطقة الدرعية والتي تعد أهم المُدن الأثرية ليس في المملكة فقط بل في الوطن العربي أجمع. من تاريخنا نستمد مجدنا وقوتنا نحن المملكة نحن التاريخ نحن الحاضر نحن المُستقبل.