سيكولوجية تعاطي المخدرات تتضمن دراسة سلوك الأفراد الذين يتعاطون المخدرات والعوامل التي تؤدي إلى تعاطيهم لهذه الأنواع من العقاقير، ويتضمن كذلك دراسة العوامل النفسية والاجتماعية والثقافية والبيئية التي تؤثر على تعاطي المخدرات، وهي تشمل العوامل النفسية التي تؤثر على تعاطي المخدرات الشعور بالضيق والقلق والاكتئاب والضغوط النفسية والاضطرابات النفسية الأخرى، وقد يلجأ الأفراد إلى تعاطي المخدرات كوسيلة للتعامل مع هذه المشكلات النفسية وتخفيف الألم النفسي. وتشمل كذلك العوامل الاجتماعية التي تؤثر على تعاطي المخدرات الضغوط الاجتماعية والثقافية والتعرض للمخدرات في المجتمع والأصدقاء والأسرة والزملاء، كما يمكن أن يؤدي الشعور بالتشبث بالمجموعة والتعرض للضغوط الاجتماعية والحاجة إلى الموافقة الاجتماعية إلى التعاطي. وكذلك تشمل العوامل البيئية التي تؤثر في الوصول إلى المخدرات والتوافر والتعرض المتكرر لها والتعرض للإعلانات والأفلام التي تروج لها. يتضمن علاج تعاطي المخدرات العمل مع العوامل النفسية والاجتماعية والثقافية والبيئية التي تؤثر على تعاطي المخدرات، ويشمل الأساليب السلوكية والعلاج النفسي والعلاج الدوائي والعلاج الجماعي والعلاج الأسري والدعم الاجتماعي وتعزيز الصحة النفسية والتعليم والتدريب المهني والمشاركة في أنشطة الرياضة والترفيهية، كما يتطلب العلاج العمل على تحسين ظروف الحياة وتوفير فرص العمل والتعليم وتعزيز الثقافة المجتمعية ضد تعاطي المخدرات. العلاج النفسي يعد فعالًا في علاج تعاطي المخدرات؛ حيث يتم توظيف مجموعة واسعة من الأساليب النفسية لمساعدة الأفراد على التخلص من التعاطي المخدرات والحفاظ على الانتعاش النفسي والجسدي، وهي تشمل العلاج السلوكي؛ الذي يركز على تغيير السلوكيات الضارة وتطوير سلوكيات جديدة وصحية، ويمكن استخدام تقنيات، مثل: الإيحاء والتحفيز المعنوي والعمل بالمكافآت لتشجيع السلوك الإيجابي. وتشمل العلاج النفسي الاجتماعي؛ والذي يركز على تحسين العلاقات الاجتماعية للمدمنين وتعزيز الدعم الاجتماعي واستخدام تقنيات التفاعل الاجتماعي لتحفيز السلوك الإيجابي. ويشمل كذلك العلاج النفسي الإدراكي؛ الذي يركز على تغيير الأفكار الضارة والمعتقدات الخاطئة التي تدعم التعاطي المخدرات، وتنمية المهارات الإدراكية للمدمنين. ويشمل العلاج النفسي النفساني؛ الذي يركز على التعرف على العوامل النفسية التي تؤدي إلى التعاطي المخدرات وتحليلها ومعالجتها، ويمكن استخدام تقنيات مثل التحليل النفسي والعلاج النفساني لتحقيق ذلك. يمكن استخدام هذه الأساليب بشكل فردي أو مجتمعي أو متعدد التخصصات، وتحتاج كل حالة إلى مقاربة فردية ومخصصة لتلبية احتياجات المريض ومساعدته على التغلب على تعاطي المخدرات وتحقيق الانتعاش النفسي والجسدي، ويجب أن يتم تقديم العلاج النفسي بالتزامن مع الدعم الاجتماعي والعلاج الدوائي وفقًا لاحتياجات المريض وحالته الصحية. يمكن للأصدقاء والعائلة أن يساعدوا الأفراد على تجنب التعاطي المخدرات وتقليل احتمالية الوقوع في هذه الفعالية الضارة. وذلك عن طريق توفير الدعم النفسي للأفراد الذين يعانون من الضغوط النفسية والاضطرابات النفسية، وذلك عن طريق الاستماع إلى مشكلاتهم وتقديم النصح والدعم اللازم، وعن طريق إعطاء معلومات صحيحة عن المخدرات؛ حيث يجب تزويد الأفراد بالمعلومات الصحيحة حول المخدرات وتأثيرها على الصحة النفسية والجسدية، وما يمكن أن يحدث إذا تم تعاطيها. وعن طريق تشجيع النشاطات الصحية؛ مثل: ممارسة الرياضة والتغذية السليمة والنوم الكافي، وذلك لتقوية صحتهم النفسية والجسدية وتقليل احتمالية اللجوء إلى التعاطي المخدرات. الإنسان هو الثروة الوطنية الكبرى، والحفاظ عليه هو من أساسيات الدول المتحضرة، وما نشهده من حملة للقضاء على المخدرات مؤشر إيجابي لوطن نظيف وآمن وصحي، ومؤشر لمستقبل زاهر بالإنتاجية، والبرامج العلاجية لا بد أن تكون مصاحبة للحملة للوصول للتكامل الذي يخدم الإنسان، وحيث إن أسباب العلاج قد تكون قريبة منا وبين يدينا، ونستطيع أن نخدم بها من هم بين أيدينا ممن دخل نفق التعاطي والإدمان.