أخذ لقاء سمو الأمير عبدالله بن مساعد الرئيس السابق لنادي الهلال أبعاداً كثيرة وأصداءً كبيرة حيال ما أدلى به من آراء أرى بعضها "جريئة" وأخرى "بريئة" وثالثة "دريئة" تدرأ عنه ما سيناله من سهام منتقديه ونشابهم والتي تصفه دائماً بالحيادي (الذي لا وجود له إعلامياً وسأقبل به مجازياً) وهذا الوصف شَكاةٌ ظاهِرٌ عنه عارُها، حيث إن هذا اللقب الذي يظن مُطلقه أنه قبيح، هو في حقيقة الأمر مصدر فخر لمن اتصف بالموضوعية والمنطقية في الطرح. ورغم اختلافي مع كثير من آراء سمو الأمير ولكنني لا أجد مبرراً لهذا الهجوم الهلالي غير المبرر على حديثه حتى أن بعضهم جرده من هلاليته التي تقمص قميصها منذ عصور الهلال الأولى، فما ذكره يبقى في النهاية رأيه الشخصي ووجهة نظره الخاصة والتي لا يستطيع أحد انتزاعها منه، فضلاً عن أن هذا الحديث الذي تفوه به لم يجرم أو يقزم به الهلال ولاعبيه ولم يستصغر أو يستسخر من الأزرق ومنتسبيه، بل على النقيض من ذلك حيث أثنى على الفكر الهلالي وأطرى العمل المؤسساتي الذي ينهجه، وأشاد بلاعبيه وصنفهم تصنيفاً عالياً يليق بهم وبما قدموه. ورغم إيماني التام بأن حديث سموه لا يمكن أن يؤثر على الهلال والهلاليين لا من قريب ولا من بعيد ولن يربك حساباتهم أو ينسف تطلعاتهم أو يعرقل مسيرتهم كما صوره بعضهم، بيد أن سموه بالغ من وجهة نظري في استدفاع الانحياز تجاه الهلال وكأنه يدفع تهمة أو يرفع ظِنة، في رأي يُقبَل عقلاً ويُقنِع منطقاً ويُمتثل له أرقاماً. ومثار اختلافي معه استقر في بعض النقاط التي بدا لي تناقضه فيها لا سيما فيما يتعلق بلقب أفضل لاعب سعودي بالتاريخ، فعندما وضع هو بنفسه المعايير التي بموجبها يتم اختيار الأفضل جعل من بينها: الإنجازات الفردية والجماعية، فإنني أتساءل ما الإنجازات التي حصل عليها الغراب أو العبدلي حتى يذكر سموه اسميهما ضمن القائمة؟ ورغم ضعف إنجازهما مع النادي مقارنة بغيرهما فهما لم يحققا مع المنتخب أي إنجار يذكر، كذلك عنّ لي سؤال مهم هل إنجازات فهد الهريفي والتي تتمثل في ثلاثة ألقاب للدوري ولقب آسيوي يتيم مع النادي ومثله مع المنتخب تخوله لاقتحام هذه القائمة؟ وهل يحمل اللاعب المجتهد والخلوق والملتزم والذي واكب إنجازات المنتخب وساهم فيها بجده واجتهاده وحرصه جريرة إبعاد أو استبعاد نور عن المنتخب والذي لم يحقق معه سوى بطولة العرب ودورة الخليج؟! وهذه الأسماء التي ذكرها سمو الأمير هي من نجوم المملكة بلا شك لكنها لا تستحق اقتحام قائمة أفضل لاعب سعودي وفق معايير سموه، فمن وضع هذه المعايير عليه استبعاد هذه الأسماء من القائمة انتصاراً للموضوعية... أما ما ذكره بخصوص ميسي وقدومه للهلال فكثير يشاطرونه الرأي فنياً وهذه لن أخوض فيها لأن لها وجه فني قد يقبل من غيري أما أنا فأقول أن مجرد اسم ميسي سيصيب المنافسين بالذعر وسيضيف لأي فريق يلعب له، لكن من حيث الإعلام فلا أعلم لماذا وضع سموه النصر ورونالدو مسطرة قاس بها نجاح ميسي إعلامياً مع الهلال فإن تجاوز عدد المتابعين لحساب الهلال رقم نصر رونالدو فهو النجاح وإلا فالفشل حليف الصفقة؟ بلا شك ولا ريب أن قدوم ميسي للهلال سيقفز بالأرقام عالياً كعلو هلال السماء وسينقل الهلال لمرحلة جديدة ومختلفة، وسأدخل في تحدٍ مع سموه مفاده أن حساب الهلال سيتجاوز حساب النصر في حال قدوم ميسي وسيكسر رقمه إعلامياً وجماهيرياً. أخيراً لن أنكر على سموه اختياره لماجد عبدالله كأفضل لاعب سعودي وعدم تغيير قناعته وفقاً للمتغيرات التي أطلت برأسها مؤخراً ويبدو أن النوستالجيا تجاه ماجد ملازمة لسموه وسأنظر له كما أنظر للهلالي الحالي المصاب بالسنزوخت لرونالدو والمتعاطف معه وهو يحمل القميص الأصفر.