إكمالاً للدلع والدلال في التنادي بالألقاب، نقل عدد من لاعبي أندية دوري المحترفين السعودي "زين" في الآونة الأخيرة، أسماء (البيوت والحارة)، إلى الملاعب من خلال طباعتها على قمصانهم، كموضة جديدة غير تلك التي اعتادت عليها جماهير الكرة في المملكة، حيث أصبحت تكتب أسماء هؤلاء اللاعبين بأحرف قليلة، البعض منها من باب الاختصار، والآخر من باب (دلع نفسك). فبعد أن كان المتفرج يرى اسم المنتشري وأسامة والموسى والحربي وغالب، كاملة على أظهر الأقصمة، بات يجد بدائلاً لها، ك(مونتي) الخاصة بمدافع الاتحاد حمد المنتشري و(أُس) الموجودة على قميص مدافع الاتحاد أسامة المولد و(موتا) التي يرتديها لاعب خط وسط الأهلي معتز الموسى و(مانس) الخاصة بمدافع الأهلي منصور الحربي و (إبرا) للاعب خط وسط النصر، إبراهيم غالب، غيرها من الأسماء المختصرة بصور ملفتة ومختلفة. ورغم صلابته وطريقة لعبه الرجولية وحمله العبء الأكبر في الزود عن المرمى، يعتبر مدافع الاتحاد، الدولي أسامة المولد أقل اللاعبين حملاً للحروف على فانيلته ب (OS)، وهو يماثل بذلك، المحترف السنغالي في صفوف نيوكاسل الإنجليزي، ديكبا با (BA). كما اختار حارس مرمى فريق الفيصلي المنتقل إليه من نادي الاتحاد تيسير آل نتيف، اسم Alnetev على قميصه وهو يشبه كثيراً أسماء نجوم أندية ومنتخبات أوروبا الشرقية. ولم يعد اللاعبون يتنافسون على أرقام معينة عرفت على مستوى العالم بنجوم ومشاهير في كرة القدم على غرار رقم 10 الذي كان يرتديه الجوهرة السوداء، البرازيلي بيليه أو قائد الأرجنتين السابق دييغو مارادونا أو البرازيلي زيكو أو الأرجنتيني أفضل لاعب في العالم للعام الثالث على التوالي، مهاجم برشلونة الأسباني ليونيل ميسي وغيرهما.. ويحمله في المملكة مع ناديه الهلال والمنتخب السعودي لاعب الوسط الدولي محمد الشلهوب. كما لم يعد يهتم اللاعبون بالرقم 9 الذي ارتداه الأسطورة الهولندية كرويف وأحد أفضل لاعبي كرة القدم في العالم، البرازيلي رونالدو، واشتهر بارتدائه محلياً، قائد الأخضر وفريق النصر المعتزل ماجد عبدالله، وقائد الأخضر الآخر وفريق الهلال المعتزل سامي الجابر. لقد أصبح لاعبو دوري المحترفين يرتدون أرقاماً كبيرة، حيث ظهر مهاجم فريق النصر المنتقل حديثاً إلى الهلال سعد الحارثي بالرقم 77 دون تبرير لهذا الظهور الجديد، حيث اكتفى اللاعب عقب توقيعه بقول" يكفيني ارتداء قميص الهلال حتى لو بدون رقم"، وقبل ذلك تردد أنه سيرتدي الرقم 14 الذي يوافق يوم زواجه، قبل أن يرتفع الرقم إلى 77. يذكر أن ذات الرقم كان يرتديه لاعب الاتحاد إبراهيم سويد عقب انتقاله للعميد قادماً من الأهلي. ويبدو أن اللاعبين تأثروا كثيراً بالأرقام الكبيرة التي تمنح لهم مقابل التعاقد معهم أو التجديد لهم، وربما أيضاً تأثروا بالارتفاع الملحوظ الذي يشهده السوق العالمية بصفة عامة، ففضلوا الظهور بأرقام كبيرة على قمصانهم بعد أن كانت في السابق محصورة بين 1 إلى 11 تقريباً، وكانت تنطوي تحت تنظيم معين يبدأ بالرقم 1 لحارس المرمى و2 و3 و4 للمدافعين وهكذا. فحارس المرمى تمرد على الرقم (1) وقفز إلى (55) تماماً كما يفعل حارس مرمى فريق نجران عبدالرحمن رجب، وقائد الأهلي محمد مسعد، فضل ارتداء الرقم (70)، أما زميله المنتقل لقلعة الكؤوس قادماً من الوحدة كامل الموسى فما يزال صاحب الرقم الأكبر في القميص، حيث يرتدي (99). وتعليقاً على هذه الظواهر والتقليعات الجديدة، اكتفى مدير كرة القدم بنادي الاتحاد عبدالله فوال بقول" إن اختيارات الأسماء والأرقام تعود إلى رغبة اللاعبين وطلبهم، وهي تأتي من انتقائهم الشخصي لها، والإدارة لا تجد أي إشكالية في تنفيذ رغباتهم في طباعة الاسم والرقم المطلوبين على قميص كل لاعب".