يقول ارين بنيس وهو اقتصادي وكاتب وعالم نفس أمريكي: "القيادة هي القدرة على ترجمة الرؤية إلى واقع ملموس".. ووفق هذه النظرية فإن الرؤية السعودية وفق استراتيجياتها التطويرية مجتمعيا واقتصاديا داخليا، تسير بنفس التطور التصاعدي خارجيا سواء ما ذهب إلى السياسة أو الاقتصاد أو بكليهما معا.. أدركنا ذلك وفق تحقق نعمة القائد المُلهِم القادر على استخدام كل المعطيات الإيجابية للوصول ببلاده إلى أفضل تنمية واستقرار داخليا وخارجيا. وفي التفكير الاستراتيجي السعودي الحديث يظهر قادة العمل أنهم يؤطرون أن مصلحة البلاد والعباد فوق كل شيء وهي من تحدد العلاقات وتوجه المصلحة، لن تنضوي تحت اتجاه واحد ولا إلى اقتصاد معين، وحسب وجهة المصلحة المبنية على الاحترام والثقة تكون العلاقة.. لذا كان حديث وزير النفط الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز مع مجلة اينرجي انتلجنس، قد كشف عن الرؤية السعودية الحكيمة التي لا تخنع وفق توجيه خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- وولي العهد الأمير محمد بن سلمان -وفقه الله-، بأن من حق المملكة الحفاظ على مصالحها الاقتصادية، ولها في سبيل ذلك اتخاذ أي إجراءات تراها لتحقيق استقرار اقتصادها وبما ينعكس إيجابا على العالم.. كتعبير عن الاستقلالية ورفض التبعية.. وأن المصلحة السعودية هي من يحدد التعاملات بكل أنواعها سياسيا واقتصاديا. حديث وزير النفط كان معبرا جدا عن الحال السعودية المتطورة فالرؤية الثاقبة والتفكير المتزن هي من يدفع إلى بناء العلاقات السياسية والاقتصادية وتطويرها وفق احترام المواثيق لأن ليس هناك علاقات اقتصادية مستمرة، لذا كان إعلان الأمير "منع الصادرات النفطية عن أي دولة تفرض سقف أسعار على إنتاج المملكة، كحق أصيل لأي دولة تحافظ على مواردها".. في الشأن السيادي نفسه فنحن الآن نسابق الزمن ونتجاوز الكثير من العالم في نيل الأفضليات صناعة واقتصادا وتعليما وتنظيما بل ومصداقية في التعامل والتحاور اقتصاديا وسياسيا. الحوار حمل إشارات عظيمة اقتصاديا وتعامليا ويكفي أن العالم يدرك التزام السعودية بما اتفقت عليه دول أوبك بلس، وما آلت إليه التشويهات المعلوماتية التي يتبناها التجمع المسمى "نوبك" وتأثيره السلبي على سوق النفط منتجين ومستهلكين.. ويكفي أن هذا الصوت السعودي القوي قد كشف ما هم عليه. المهم في القول الآن لا صوت يعلو على صوت المصلحة والالتزام بالمواثيق.. والمملكة تملك النفط والارتقاء والبنية الاقتصادية المنطلقة بسرعة هائلة نحو المستقبل، ولديها الصناعة والقدرة على التأثير عالميا، ناهيك عن قيادتها للعالم الإسلامي والعربي اللتين أصبحتا ثابتتين لا جدال فيهما.. ومن مصلحة العالم كله أن يكون صديقا لها لأن "من يملك المال والتأثير يضع القواعد" وعليه نحن نبني علاقاتنا وفق قيمنا ومصلحتنا، وبارك الله في كل من عبّر عن مبادئنا العظيمة وتمسك بها داخليا وخارجيا.