أعلن جهاز الأمن الفدرالي الروسي (إف إس بي) الخميس أنه فتح تحقيقًا بحق مواطن أميركي بتهمة التجسس، وسط أزمة دبلوماسية بين موسكووواشنطن مرتبطة بالنزاع في أوكرانيا. ولم يحدد الجهاز هوية هذا المواطن الأميركي ولا إذا تمّ توقيفه ولا إذا كان في روسيا أو في الخارج. وقال في بيان مقتضب "يُشتبه في أن يكون الأميركي قد جمع معلومات استخباراتية مرتبطة بمسائل بيولوجية تتعارض مع أمن الاتحاد الروسي". وتحتجز روسيا عددًا من المواطنين الأميركيين، ما يساهم في تسميم العلاقات بين موسكووواشنطن. ويتبادل الأميركيون والروس التهم باحتجاز مواطنين من البلدين لأغراض سياسية. وسبق أن جرت عدة عمليات تبادل أسرى. الشهر الماضي، أفرجت روسيا عن لاعبة كرة السلة الأميركية بريتني غراينر التي أُدينت بتهمة تهريب المخدرات عند وصولها إلى روسيا في فبراير. وحكم عليها بالسجن تسع سنوات ثم نقلت إلى حبس في وسط روسيا، وأُطلق سراحها بعد مفاوضات طويلة مقابل الإفراج عن تاجر الأسلحة الروسي فيكتور بوت الذي كان يقضي عقوبة بالسجن لمدة 25 عامًا في الولاياتالمتحدة. وأوقف جندي أميركي سابق يُدعى بول ويلان في روسيا في العام 2018 وحُكم عليه بالسجن 16 عامًا بتهمة "التجسس"، رغم نفيه للتهمة. ولا يزال في السجن. من جانب آخر قال ديميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن توريد الأسلحة إلى كييف لشن ضربات على أراضي روسية أمر خطير للغاية، مشيرا إلى أن مثل هذه الإمدادات ستنقل الصراع إلى مستوى جديد، بحسب ما نقلت RT بالعربية. وأضاف بيسكوف في تصريحات صحفية الخميس: "بالطبع.. حول إمداد أوكرانيا بأسلحة تسمح بشن ضربات على الأراضي الروسية هو أمر في غاية الخطورة". ولفت بيسكوف إلى أن إمداد أوكرانيا بالأسلحة لشن ضربات ضد روسيا سيعني رفع الصراع إلى مستوى جديد، قائلاً: "هذا سيعني رفع الصراع إلى مستوى نوعي جديد، وهو بالطبع لن يبشر بالخير فيما يتعلق بالأمن العالمي لعموم أوروبا". وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد ذكرت في تقريرها نقلا عن مصادر مطلعة أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بدأت ترى أن أوكرانيا تحتاج إلى قدرات إضافية للهجوم على شبه جزيرة القرم. وأشارت الصحيفة إلى أن البيت الأبيض، رفض حتى وقت قريب تزويد كييف بالأسلحة لشن ضربات ضد أهداف في شبه الجزيرة، ولكن "هذا الخط أصبح الآن أكثر ليونة". إلى ذلك صرح الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في وقت سابق، بأن بلاده تسعى لاستعادة شبه جزيرة القرم التي انضمت إلى روسيا سنة 2014، داعيا الدول الغربية إلى تزويده بالمزيد من الأسلحة. وانتقد زيلينسكي تردّد ألمانيا في تزويد أوكرانيا دبابات ثقيلة من صنعها، عشية اجتماع مهم لمجموعة الاتصال الأوكرانية في رامشتاين في ألمانيا لتنسيق تقديم المزيد من المساعدة لكييف. وكان الرئيس الأوكراني يشير إلى تقارير إعلامية تفيد بأنّ برلين لن تمنح أوكرانيا دبابات ثقيلة إلّا في حال أرسلت الولاياتالمتحدة دبابات "ابرامز". غير أنّ واشنطن ليست مستعدّة لتزويد أوكرانيا هذه الدبابات القتالية القوية، حسبما أكد الأربعاء مسؤول كبير في البنتاغون، مبرّراً هذا الرفض بمسائل تتعلّق بالصيانة والتدريب، من دون أن يستبعد تغيير الموقف الأميركي في هذا الشأن في المستقبل. وأشار النائب الأميركي غريغوري ميكس إلى أنّ المستشار الألماني أولاف شولتس يأمل في أن ترسل الولاياتالمتحدةوألمانيا دباباتهما معاً إلى أوكرانيا. وقال لوكالة فرانس برس الخميس "يجب أن تكون الولاياتالمتحدةوألمانيا (معاً)، لا شك في ذلك". * "أعطونا أسلحتكم" - قال الرئيس الأوكراني "لا أظن أنّ هذه الاستراتيجية الصحيحة التي يجب اتباعها"، مشيراً إلى برلين التي تتعرّض لضغوط متزايدة من عدد من الدول الأوروبية للسماح بتسليم دبابات "ليوبارد". و"ليوبارد" من الدبابات الثقيلة الحديثة ذات التصميم الغربي التي تطلبها كييف من حلفائها، ويقول الخبراء إنّها ستكون حاسمة في المعارك المقبلة في شرق أوكرانيا. والجمعة، سيجتمع وزراء الدفاع وكبار المسؤولين العسكريين في الدول الغربية التي تقدّم مساعدات عسكرية لأوكرانيا إضافة إلى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في رامشتاين. وسيكون هذا الاجتماع الثالث من نوعه. وسيلتقي أوستن في برلين الخميس نظيره الألماني بوريس بيستوريوس الذي تمّ تعيينه هذا الأسبوع. وكانت المملكة المتحدة قد وعدت بتقديم 14 دبابة ثقيلة من نوع "تشالنجر 2" لأوكرانيا، كما أعلنت بولندا أنها مستعدة لإرسال 14 دبابة "ليوبارد 2" ألمانية الصنع. كذلك، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ الأربعاء أنّ الدول الأعضاء في الحلف ستسلّم كييف أسلحة "أثقل وأحدث". وقرّرت السويد تزويد أوكرانيا مدافع آرتشر طويلة المدى المتنقلة والحديثة التي تطالب بها كييف منذ أشهر عدة، على ما أعلن رئيس الوزراء أولف كريسترسون.