الحركة تنتقم من النساء وترفض الثقافة المدنية تقديم صورة مشوهة للدين الإسلامي مغايرة للحقيقة، الحكم المتطرف، والتعصب للرأي المتشدد، كره الثقافة الحضارية والمدنية، انعدام الفكر الوسطي والتسامح، والعداء للتعليم العصري وقمع النساء ومنع التعليم للفتيات، ورفض الأعراف والشرعية الدولية، وأخيرا وليس آخرا دعم الفكر الإرهابي واستخدام الأراضي الأفغانية لتكون مسرحا للتنظيمات الإرهابية، هذا غيض من فيض وقليل من كثير سياسات حركة طالبان التي لم تتغير منذ سيطرتها على الحكم في 15 أغسطس 2021، والتغيير الوحيد كان في النواحي الإعلامية لتحسين صورة الحركة، من خلال وجود قيادات في الحركة يعدون على الأصابع يتحدثون اللغة الإنجليزية ولكن الباطن والأصل كان التطرف والتزمت وهو أيدلوجية الحركة منذ إنشائها. طالبان لا تتغير وطالبان أفغانستان اليوم في عام 2022، لا تختلف كثيرا عن أفغانستان عام 2016، وقبل ذلك، ولن تختلف أيضا عام 2024، الفرق فقط في غياب قيادات الحرس القديم، واستكمال أبناء الحرس القديم السيطرة على الحكم بعمائم جديدة متطرفة. اعتراف عالمي صفري طالبان عام 2022 ورغم مرور عامين تقريبا على سيطرتها، خرجت بصفرية اعتراف دولي حتى من أقرب جيرانها، مثل روسيا والصين وباكستان التي لم تعلن اعترافها بنظام طالبان، كونهم ما زالوا غير واثقين من هذه الحركة، بسبب هواجسهم من استمرار الأرض الأفغانية كساحة لحروب الوكالة، لأجل المصالح والنفوذ بين القوى الكبرى والأطراف الإقليمية. الحروب بالوكالة ويخشى المجتمع الدولي من جهته انبعاث حروب الوكالة في أفغانستان من جديد، وتمكين الفاعلين في الداخل، لا سيما التنظيمات الإرهابية والميليشيات الإثنية والطائفية، من توفير ملاذات آمنة على الأراضي الأفغانية، واتخاذها منصات لزعزعة استقرار دول الجوار، وتهديد السلم والأمن الدوليين، ولهم في مقتل أيمن الظواهري في كابل أكبر دليل على حقيقة تلك المخاوف، وطالبان لم تفتأ تؤكد أنها لا تسمح لأحدٍ باستخدام أراضيها لشن هجمات خارجية، إلا أن مقتل الظواهري أثبت عكس ذلك. اضطهاد المرأة كما شنّت الحركة منذ سيطرتها هجومًا مستمرًا على المرأة الأفغانية المغلوبة على أمرها، واضطهدت الأقليات، وقمعت الاحتجاجات السلمية بعنف، وانتهكت حقوق المرأة، واستخدمت عمليات الإعدام خارج نطاق القضاء والاختفاء القسري لنشر الخوف بين الأفغان. نكث بالعهود ومر عامان من نكث طالبان بالوعود وفرض القيود الصارمة وممارسة العنف مثل التعذيب والقتل الانتقامي. أغلقت الجامعات كما أغلقت طالبان أبواب الجامعات الأفغانية أمام جميع الفتيات دون استثناء، وكان القرار صادماً، أظهر بوضوح أن طالبان، الذين أعلنوا شفهياً في البداية "اعتدالهم"، لم يفكروا حتى في التغيير، قرروا العودة إلى أفكارهم القديمة المتزمتة، حيث حظرت طالبان على الفتيات من الدراسة في الجامعات "حتى إشعار آخر". القمع العنيف وسرعان ما تبخرت أي آمال في التغيير مع سعي طالبان إلى الحكم، من خلال ممارسة القمع العنيف مع الإفلات التام من العقاب"، وعادت الاعتقالات التعسفية وممارسات التعذيب والاختفاء والإعدام بإجراءات موجزة لتشكّل الوضع السائد. تجريد النساء من حقوقهن وجُردت النساء والفتيات من حقوقهن ويواجهن مستقبلاً قاتمًا، حيث يُحرمن من التعليم أو من إمكانية المشاركة في الحياة العامة". والتعليم حق أساسي من حقوق الإنسان، كما قال نائب الممثل الخاص للأمم المتحدة في أفغانستان، رامز الأكبروف، "إن الباب مغلقاً أمام تعليم المرأة هو باب مغلق أمام مستقبل أفغانستان". قرار مدمر فقرار طالبان حرمان النساء والفتيات من الحق في التعليم - قرار مدمر وسيكون له تأثير كبير على آفاق الانتعاش الاجتماعي والنمو الاقتصادي في أفغانستان، ومثل هذه السياسة تمييزية وغير عادلة وتنتهك القانون الدولي، يجب إلغاء جميع القرارات التي تحرم النساء والفتيات من الحق في التعليم على الفور. تقييد تعليم الإناث وأثار تقييد طالبان الأخير تعليم الإناث قلق المجتمع الدولي الذي لم يعترف رسميا بحكومة الأمر الواقع في أفغانستان. وتقول حكومات أجنبية، بينها الولاياتالمتحدة، إن هناك حاجة إلى تغيير في السياسات المتعلقة بتعليم المرأة قبل أن تبحث الاعتراف رسميا بالإدارة التي تديرها طالبان وتخضع أيضا لعقوبات صارمة. تغيير الفكر المتطرف واشترطت الأسرة الدولية الاعتراف بنظام طالبان وتوفير المساعدات الإنسانية والمالية بالتزام الحركة بحقوق الإنسان، لا سيّما في ما يخصّ حقّ النساء في التعليم والعمل. وندّدت الولاياتالمتحدة بدورها بقرار طالبان الأخير وحذّرت من اتخاذ تدابير مضادة فضلا عن مزيد من العزلة عن بقية العالم. وصرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين بأن "طالبان يجب أن تتوقع أن هذا القرار الذي يتعارض مع الالتزامات التي تعهدت بها بشكل متكرر وعلني لشعبها، سيرتب عليها تكاليف ملموسة"، مضيفا أن الولاياتالمتحدة تدين القرار "بأشد العبارات". المملكة تأسف فيما أعربت وزارة الخارجية السعودية، عن استغراب وأسف المملكة لقرار حكومة تصريف الأعمال الأفغانية بمنع الفتيات الأفغانيات من حق التعليم الجامعي. ودعت الخارجية السعودية حكومة طالبان، للتراجع عن هذا القرار الذي يثير الاستغراب في جميع الدول الإسلامية، ويتنافى مع إعطاء المرأة الأفغانية حقوقها الشرعية الكاملة، وعلى رأسها حق التعليم الذي يسهم بدعم الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار لأفغانستان وشعبها الشقيق. وتعهّدت حركة طالبان بعد عودتها إلى السلطة في أغسطس 2021 بإبداء مرونة أكبر، لكنها سرعان ما رجعت إلى تفسيرها المتشدّد الذي طبع حكمها بين 1996 و2001. وقد زادت الحركة من التدابير المقيّدة للحريات، لا سيّما في حقّ النساء اللواتي استبعدن تدريجا من الحياة العامة وأقصين من المدارس الثانوية. المنع من الظهور في الحدائق وفي محاولة على ما يبدو للانتقام من النساء في كابول لظهورهن العام الأخير، أمرت الحركة في نوفمبر بمنع النساء من دخول الحدائق العامة والمعارض والصالات الرياضية في العاصمة. وهناك دلائل على وجود انتفاضة واسعة النطاق وتحدي لطالبان قبل أفغانستان، جميع أنحاء البلاد، وستزداد حدته كل يوم، الشعب لن يتسامح مع محاولات إعادة البلاد إلى العصر الحجري لفترة طويلة. وتُعرّض حركة طالبان النساء لعنف متزايد منذ أن تولّت السلطة، وفي بعض الأحيان تستخدم ذلك كوسيلة لمعاقبة أفراد أسرهن. لقد قضت الحرب التي استمرت لعقدين من الزمن على 47,245 مدنياً أفغانياً و66 ألفاً من قوات الأمن الأفغانية ونحو 52 ألفاً من مقاتلي طالبان منذ عام 2001. في ضوء كل ذلك، فإن سيناريوهات المستقبل، ما تزال ضبابية وحذرة ومتشائمة، حيث لم تلتزم طالبان برسائل الطمأنة التي بعثتها في عدة اتجاهات؛ للداخل وللخارج فور سيطرتها على أفغانستان، حيث أبدت الاستعداد للانفتاح والتعامل مع الجميع، هذه الرسائل كانت تشير إلى وجود فرصة لانطلاقة جديدة إلا أن ال365 يوما الماضية، أثبتت العكس تماما. تضييق الخناق وضيقت طالبان الخناق على الحق في التعليم، مما أفسد آفاق ملايين الفتيات الأفغانيات. وعندما أعيد فتح المدارس الثانوية في 17 سبتمبر 2021، منعت طالبان الفتيات فوق الصف السادس من الحضور، مدعية أنها حالة مؤقتة ريثما يتم تعيين المزيد من المعلمات وضمان تهيئة الظروف "المناسبة" للتعليم المنقسم حسب النوع الاجتماعي. وحتى الآن، لم يتم تنفيذ أي من هذه الخطط. الشعب محتقن ويعتبر المراقبون الأفغان أن هذا السيناريو جعل الشعب الأفغاني محتقنا كما فشلت طالبان في تحقيق مطالب المجتمع الدولي، وتنفيذ ما تعهدت به، سواء فيما يتعلق بتشكيل حكومة أو حرصها على علاقات طبيعية مع جيران أفغانستان، وعدم السماح باستخدام البلاد كنقطة انطلاق من قبل الجماعات الإرهابية أو التي تهدد أمن المنطقة والعالم. مزيد من العزلة ويؤكد المراقبون ل"الرياض" أن استمرار السيناريو يعني مزيدا من العزلة الدولية لشعب أفغانستان وخنق طالبان لهذا الشعب المغلوب على أمره لعقود قادمة. ويستند السيناريو الأسوأ بحسب الخبراء على التمرد داخل الحركة وانقلاب الشعب ضد طالبان على المدى المتوسط والبعيد، خصوصا أن طالبان فرضت نظام شديد القسوة في أفغانستان، ما أدى إلى مزيد من التدهور في الحياة الاقتصادية العامة وتذمر الشعب، واتباع طالبان سياسة القمع والإقصاء؛ ما قد يؤدي إلى تجدد الاقتتال الأهلي، خاصة مع القوى المناوئة لطالبان خصوصا في الأقاليم الشمالية، ومن ثم لا يستبعد حدوث حرب أهلية مجدداً وتعود أفغانستان لسيرتها الأولى. ويشكل المسلمون السنّة 90 % من تعداد سكان أفغانستان مع وجود أقلية شيعية تقارب 10 %، وأعداد قليلة جداً من السيخ. وتمثل حالة طلبة العلوم الدينية وعلمائهم "المولوية" التيار الديني المتطرف العام السائد ونظراً لولادة حركة طالبان من رحم تيار المولوية، وفي عمق مناطق قبائل البشتون التي تمثل غالبية داخل الغالبية السنية (التي تضم الطاجيك والأوزبك وغيرهم) فإن مشروع طالبان يمثل غالبية الغالبية الثقافية والعرقية في أفغانستان. وكما كان الحال منذ أكثر من عقدين، الشيء الوحيد الذي يمكن تأكيده هو استحالة الاعتراف الدولي بها أو التعاون معها كونه أمراً مستحيلاً مع استمرار الوضع كما هو عليه. وأكملت طالبان الواحد والعشرين عاماً من الغياب في الأرياف والكهوف الأفغانية، وعادت كما غادرت، بقدر أكبر من السيطرة على الأرض، حيث يرجح المحللون الأفغان أن العودة الثانية لن يطول أمدها وفق المتغيرات الجيو- استراتيجية الأمنية العالمية، التي لن تقبل بوجود نظام كطالبان يسيطر على أفغانستان ويواجه العالم بتعنته وعناده. تردي الأوضاع الاقتصادية ورغم تردي اقتصاد أفغانستان وتزايد معدلات الفقر، لا يزال المجتمع الدولي منقسما حيال تقديم المساعدات خشية أن يؤدي ذلك إلى تقوية حركة طالبان. ورغم كل الصعوبات التي واجهها المجتمع الدولي في العقود الماضية بسبب تعقيدات الأوضاع السياسية والعرقية وتفاقم الأوضاع على الأرض، إلا أن المجتمع الدولي أخفق في دعم الشعب الأفغاني إنسانيا وإغاثيا وتنمويا الأمر الذي أدى لتعاظم الأزمة الإنسانية والاقتصادية، التي تسببت بالفعل في أضرار جسيمة للملايين، لم تنحسر، ومن المتوقع أن تتفاقم بشكل أكبر بسبب توقف المساعدة الإنمائية الدولية وتجميد الأصول الأفغانية في الخارج وهذا كله يعود لعدم تعاون حركة طالبان مع المجتمع الدولي. أخيرا فإن كل الخيارات مفتوحة وكل الاحتمالات قابلة للتحقق، فهشاشة أفغانستان وتاريخها الطويل مع الصراع لا يمكن التنبؤ بمنتجاته. وقد تغرق أفغانستان مجدداً في مستنقع حرب أهلية وتتحول إلى ملاذ للإرهابيين، الأمر الذي سيؤثر بشكل مباشر على الغرب ومصالحه وإحداث حالة عدم استقرار في المنطقة بأكملها. محتجات يطالبن بمزيد من حقوق المرأة في أفغانستان طفل أفغاني أمام منزله المدمر وأخرى فقدت رجلها في الحرب حرس طالبان لا يعرفون إلا لغة القتل