أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، عن استضافة المملكة مقر الأمانة العامة لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر، والإسهام بمبلغ مليارين وخمس مئة مليون دولار دعماً لمشروعات المبادرة وميزانية الأمانة العامة على مدى عشر سنوات، وذلك تأكيداً على التزام المملكة بجهود الاستدامة الدولية. تنويع مزيج الطاقة لإنتاج 50 % من الكهرباء بالاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة وكان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وصل إلى شرم الشيخ أمس الاثنين لافتتاح قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر 2022، وكان في استقباله فخامة رئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسي. وانطلقت مساء أمس أعمال قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر 2022 برئاسة مشتركة بين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظه الله -، وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، النسخة الثانية من قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية الشقيقة. الوصول للحياد الصفري لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في 2050 وقال سمو ولي العهد في افتتاح القمة، مخاطبا أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، الحضور الكرام: يسرني أن أكون بينكم في القمة الثانية لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وأن أنقل إليكم تحيات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وتمنياته بنجاح أعمال هذه القمة، كما أشكر أخي فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي؛ رئيس جمهورية مصر العربية على الدعوة الكريمة وحسن التنظيم لإنجاح العمل ضمن هذه المبادرة الإقليمية النوعية، التي تأتي بالتزامن مع مؤتمر الأطراف في اتفاقية التغير المناخي (COP 27). وقال ولي العهد: إنّ تحقيق الأهداف المرجوة من مبادرة الشرق الأوسط الأخضر الطموحة يتطلب استمرار التعاون الإقليمي، والإسهامات الفاعلة من قبل الدول الأعضاء للإسهام في الوصول للأهداف المناخية العالمية، وتنفيذ التزاماتها بوتيرة أسرع في إطار الاتفاقيات الدولية ذات الصلة، وبتضافر الجهود الإقليمية تسعى المبادرة إلى دعم الجهود، والتعاون في المنطقة، لخفض الانبعاثات وإزالتها بأكثر من 670 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، وهي الكمية التي تمثل الإسهامات الوطنية المحددة من جميع دول المنطقة، كما تمثل 10 % من الإسهامات العالمية عند الإعلان عن المبادرة، بالإضافة إلى زراعة 50 مليار شجرة وزيادة المساحة المغطاة بالأشجار إلى 12 ضعفاً، واستصلاح 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة مخفضة بذلك 2.5 % من معدلات الانبعاثات العالمية. وبين ولي العهد أنه تحقيقاً لمستهدفات خفض الانبعاثات، أطلقت المملكة مبادرة "السعودية الخضراء" لخفض الانبعاثات بأكثر من 278 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون بحلول 2030م، من خلال تطبيق نهج الاقتصاد الدائري للكربون، وإطلاق العديد من المبادرات الأخرى، منها منصة تعاون دولية لتطبيق هذا النهج، وصندوق استثمار إقليمي مخصص لتمويل حلول تقنيات الاقتصاد الدائري للكربون، ومبادرة حلول الوقود النظيف من أجل توفير الغذاء. كما قامت المملكة بتسريع وتيرة تطوير وتبني تقنيات ومصادر الطاقة النظيفة، المتمثلة باستخدام الطاقة المتجددة، بهدف إدارة الانبعاثات من المواد الهيدروكربونية. وأبرز هذه الخطوات يتمثل في تنويع مزيج الطاقة المستخدم في توليد الكهرباء في المملكة بحيث يتم إنتاج 50 % من الكهرباء داخل المملكة بالاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030م، والوصول بالتالي إلى إزالة 44 مليون طن من الانبعاثات الكربونية، أي ما يعادل 15 % من إسهامات المملكة المحددة وطنياً حالياً، بحلول عام 2035م. وتحقيقاً لمستهدف التشجير، الذي يجسد استخدام الحلول الطبيعية لمواجهة الانبعاثات، تم في القمة السابقة إطلاق مبادرات عديدة، منها تأسيس مركز إقليمي للتغير المناخي، وبرنامج إقليمي لاستمطار السحب. وإسهاماً في تنفيذ أهداف هذه المبادرة، أعلنت المملكة عن استهدافها زراعة 10 مليارات شجرة، وزيادة المناطق المحمية البرية والبحرية إلى 30 % من إجمالي المساحة الوطنية. وقال ولي العهد: إنه تأكيداً على التزام المملكة بجهود الاستدامة الدولية، أُعلن عن استضافة المملكة مقر الأمانة العامة لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وقرارها الإسهام بمبلغ مليارين وخمس مئة مليون دولار دعماً لمشروعات المبادرة وميزانية الأمانة العامة على مدى عشر سنوات. كما أُعلن اليوم عن استهداف صندوق الاستثمارات العامة للوصول للحياد الصفري لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2050م، من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون ليكون من أوائل صناديق الثروة السيادية عالمياً، والأول في منطقة الشرق الأوسط، في استهداف الوصول للحياد الصفري بحلول عام 2050م، بما يعزز دور الصندوق لاعباً رئيساً في دعم الجهود العالمية في مواجهة تحديات المناخ. مع الأخذ بعين الاعتبار الخطط التنموية للدول الأعضاء، وقدرتها على الانتقال المسؤول إلى أنظمة طاقة أكثر استدامة، وتشجيع الاستثمار فيها بالتعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات الإقليمية والدولية. وفي الختام، تجدد المملكة التزامها بالعمل مع دول المنطقة من أجل تحقيق أهداف مبادرة الشرق الأوسط الأخضر لتكون نموذجاً عالمياً لمكافحة التغير المناخي، ونأمل أن تحقق قمة اليوم مخرجاتٍ تساهم في تعزيز العمل المشترك لضمان مستقبلٍ مشرق وزاهر لأجيالنا القادمة. وفي ختام أعمال قمة الشرق الأوسط الأخضر، أتقدم بجزيل الشكر لفخامة الأخ الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، على ما لقيناه والوفد المرافق من حفاوة الاستقبال، وكرم الضيافة، وحسن الإعداد، والتنظيم المميز لاجتماعنا هذا، كما أتقدم بالشكر لقادة وممثلي الدول الأعضاء والدول المشاركة لمشاركتهم ومساهمتهم القيمة وجهودهم المبذولة لإنجاح أعمال القمة، وتُثمن المملكة مخرجات هذه القمة، والتي عكست التزام دولنا ورغبتها في تلبية أهداف مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وحرصها على استمرار التعاون، ورفع مستوى التنسيق لمواجهة تحديات التغير المناخي، للإسهام في الوصول إلى الأهداف المناخية العالمية. وانطلاقا من دور المملكة الريادي أعلنت المملكة اليوم عددا من المبادرات التي من شأنها تمكين تحقيق مستهدفات المبادرة الطموحة، ونسأل الله أن يبارك جهودنا ويكللها لما فيه الخير لشعوبنا والعالم.