لم نقف مكتوفين أمام تاريخنا العريق وحضاراتنا الممتدة، بل كنا على خطى التطوير المستمر في مختلف المجالات كان عمادها رؤية 2030 والتي فتحت آفاق جديدة وعززت من أهمية وتأثير مختلف القطاعات، كيف لا والترفيه اليوم حاضراً ليكون مرآتنا للعالم. صناعة الترفيه عجلة متكاملة، تؤثر بشكل مباشر في تعزيز الاستثمار في الاقتصاد الإبداعي (Creative Economy) وزيادة فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، وتأثيرها كبير على الاقتصاد الوطني حيث تنعكس بشكل غير مباشر في العديد من القطاعات والتي من خلالها تعزز منظومة الثقافة والسياحة والفنون وتساهم في ضخ المليارات في الاقتصاد السعودي من خلال استقطاب السياح القادمين من خارج المملكة. وحتى نعي أهمية قطاع الترفيه، فبحسب دراسة نشرتها بي دبليو سي (PwC) سيصل حجم قطاع الترفيه والأفلام إلى 2,9 ترليون دولار بحلول العام 2026، وفي المقابل سيصل عدد حضور الفعاليات حول العالم أكثر من 93 مليون شخص بحلول 2024 في مجالات الثقافة والرياضة والترفيه وهو ما يكشف الأثر الاقتصادي الضخم لقطاع الترفيه وكذلك أهميته في فرع جودة الحياة في الدول. أما عن تجارب الدول فيكفي الإشارة إلى تجربة كوريا الجنوبية أو ما يسمى بالحقبة الكورية (Korean -Wave) والتي تسعى لأن تحقق مراتب متقدمة حول العالم في مجال صناعة الأفلام والترفيه من خلال إبراز النجوم الشباب ليشكلوا أحد أهم مصادر قوتها الناعمة إذا أن 30% من جيل الألفية ينظرون بتقدير لصناعة الترفيه الكورية. ولسنا ببعيد عن مثل هذه التجارب الناجحة إذ أطلق صندوق الاستثمارات العامة شركة سافي المتخصصة الرياضات الإلكترونية والتي ستعمل على تحويل المملكة إلى مركز عالمي لقطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية بحلول عام 2030 من خلال إنشاء 250 شركة للألعاب الإلكترونية في المملكة مما سيوفر 39 ألف فرصة عمل تتيح تطوير الكوادر البشرية الوطنية في هذه الصناعة الواعدة. يعد موسم الرياض من أهم المبادرات التي نفذتها الهيئة العامة للترفيه من خلال إطلاق مئات التجارب التفاعلية والعروض الفنية والعالمية والتي بلاشك ستساهم في تحويل الرياض لوجهة سياحية ترفيهة عالمية تساهم في تحقيق مستهدف العام الحالي من الزيارات للمملكة من الخارج إلى 12 مليون زائر فضلاً عن التأثير الكبير لمثل هذه الفعاليات على رفع تصنيف المملكة على مؤشر السعادة العالمي حيث تقدم تصنيفنا للعام الحالي للمرتبة 25 على مستوى العالم. وإحقاقاً للحق لم يكن لمثل هذه المواسم أن ترى النور دون دعم سمو الأمير محمد بن سلمان - يحفظه الله - الذي وضع اللبنات الأولى لهذا التحول الضخم منذ إطلاق رؤية 2030 والتي تنقلنا إلى مصاف متقدمة في مختلف المجالات وليس أدل من ذلك نتائج موسم الرياض في دوراته السابقة وحرص المستثمرين على الاستفادة من مثل هذه الفرص والذي حظي بمداخيل مالية تزيد عن 6 مليار ريال في النسخة الأولى للموسم وأكثر من 15 مليون زائر و 122 ألف فرصة عمل في نسخة الموسم الثانية وهو ما يعزز من هوية الرياض كمدينة عصرية ذات تاريخ عريق. موسم الرياض فرصة ذهبية لتعريف العالم بنا، فهي القوة الناعمة التي من خلالها يمكن ايصال رسالتنا للعالم من خلال عدد كبير من الأدوات التي تشكل منظومة متكاملة يمكن من خلالها التعريف بالمملكة كما هي والتعريف بالإنسان السعودي الأصيل كما يجب أن يراه العالم. ختاماً نهنئ القائمين على موسم الرياض الفريق المميز من أبناء وبنات الوطن وقيادة موسم الرياض ونقول أن استمرار موسم الرياض للسنة الثالثة يعني وبكل تأكيد الترفيه في المملكة صناعة واعدة ترتقي لمصاف العالم. *الرئيس التنفيذي لمجموعة عبدالله العثيم للاستثمار