الصمت لغة يتقنها الصامتون، وهي كذلك مهارة لا يتقنها الجميع، وتتطلبها بعض المواقف الحياتية0 وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم عقبة بن عامر حين قال: يا رسول الله! ما النجاة؟ فقال له صلى الله عليه وسلم: أمسك عليك لسانك؛ وليسعك بيتك؛ وابك على خطيئتك)، وجاء في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)، و(من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة)، وقال أبو الدرداء: تعلموا الصمت كما تعلمون الكلام؛ فإن الصمت حكمة عظيمة. وكن إلى أن تسمع أحرص منك إلى أن تتكلم، ولا تتكلم فيما لا يعنيك0 ومن أجمل ما قيل من عبارات عن الصمت: يحتاج المرء إلى سنتين تقريباً ليتعلم الكلام لكن يحتاج إلى سنين ليتعلم الصمت0 قيل لبشر بن الحارث رحمه الله: يقولون إنك لا تحفظ الحديث؛ فقال: أنا أحفظ حديثاً واحداً إذا عملت به فقد حفظت الحديث، قال صلى الله عليه وسلم (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)، قال ابن عباس رضي الله عنه: يا لسان قل خيراً تغنم أو اسكت عن شر تسلم0 قال علي بن أبي طالب فلا تكثرن القول في غير وقته وأدمن إلى الصمت المزين بالعقل يموت الفتى من عثرة لسانه وليس يموت المرء من عثرة الرجل ومن فوائد الصمت كتب رجل حكيم يقول: لمَ تبخل على الناس بالكلام؟ فقال الحكيم: إن الخالق سبحانه وتعالى قد خلق لك أذنين ولساناً واحداً لتسمع أكثر مما تقول، لا لتقول أكثر مما تسمع0 إن للصمت في بعض المواقف حكمة وثقة بالنفس0 لسانك حصانك إن صنته صانك وإن هنته هانك0 إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب. وإذا ارتقت العقول بأفكارها طابت الألسن بحديثها. ومن أشعار أبي العتاهية: ولئن ندمت على سكوتك مرة فلقد ندمت على الكلام مرارا وخاتمتي لكم أحبتي أن مع ضغوطات الحياة وكثرة برامج التواصل الاجتماعي وتغير نمط حياة الإنسان ولأن الكلمة مسؤولية يجب علينا أن نجعل بعين الاعتبار ثقافة الصمت طريقاً نعبر به وأسلوب حياة في تعاملنا مع الآخرين، فربما كلمة قالت لصاحبها دعني فعثرة القدم أسلم من عثرة اللسان0 قال الإمام الشافعي رحمه الله: يخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مجيبا يزيد سفاهة فأزيد حلما كعود زاده الإحراق طيبا