أجد نفسي كسعودي مغتبطاً متطلعاً.. وأنا أقرأ وأشاهد الاهتمام العالمي بزيارات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، ومع وقع الزيارات إلى مصر فالأردن ثم تركيا، بحثت عن أسباب الاهتمام بهذه الزيارات رغم أنها تدخل في إطار علاقات اقتصادية وسياسية مع الدول الثلاث، لتكون الإجابة وما يبدو أنه متفق عليه بشكل أكبر تذهب إلى الأهمية الاستراتيجية والتأثيرية للمملكة العربية السعودية ومن نواحٍ كثيرة، وعليه فإن لهذه الزيارات أهمية في تحديد قضايا مصيرية اقتصادية وسياسية. وحتى ما يذهب منها إلى العلاقاتية وتطويرها، فلن يكون هناك استقرار اقتصادي عالمي إلا بمشاركة السعودية، ناهيك عن دورها الفاعل في إرساء السلام في مناطق إقليمية كثيرة حول العالم. جانب مهم في وقع الزيارات وهو ما يخص أنها معنية بشخصية الأمير محمد بن سلمان، بما تحمله من فكر وتطلع جعلا من السعودية ذات تأثير كبير على القرارين العالمي والإقليمي، وهو تأثير سعودي -دولة وقيادة- زاد من شأنه ما أسسه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في جعل هذا البلد على خطى مؤسسه العظيم شامخة قوية، تحصد الارتقاء والنجاحات تباعاً، ولتكون خطى ولي العهد على هذا المنوال. وهنا حق لي أن أستعيد حضور ولي العهد سواء لقمة دول العشرين أو خلال زياراته الميمونة إلى الشرق في أقصاه وما قبل أقصاه وأوسطه، وما تبع ذلك من عظمة الاستقبال والاحتفاء بشخصية سياسية كبرى تملك القدرة على التغيير وصنع التحالفات والمستقبل. ونؤمن أيضاً أن الشأن السعودي الحديث اقتصادياً بقيادة خادم الحرمين وولي عهده قد بلغ درجات كبرى في ميزان تقييم الرقي عالمياً، حينما وضع الشفافية أساساً لتفعيل العلاقات، والتعاون كعنوان أمثل لمستقبل واعد، جعل من أكبر مؤسسات التقييم العالمية في الشأنين المالي والائتماني تعلن أن السعودية وعبر رؤيتها الطموحة جداً في طريقها لتكون ضمن أقوى الاقتصادات المزدهرة المتنوعة بحلول العام 2030. انطلاقاً من التوجيهات الملكية المستمرة التي تعيد صياغة كل التراكمات البيروقراطية على الاقتصاد السعودي بتطويرها أو التخلص منها، وبما يضمن إعادة بنائه من جديد بمشاركة وطنية كاملة، وعلاقات دولية متوازنة. الأهم في القول إن العمل السعودي الكبير إقليمياً وعالمياً شأن يهم العالم ويلاحقه من منطلق أهمية الرياض وتأثيرها على الشأن العالمي اقتصادياً وسياسياً كفعل يتنامى يوماً بعد آخر، ولعله تعبير مثالي عن نتاج دبلوماسية مؤثرة وفاعلة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي غير ملامح كثيرة للسياسة والاقتصاد في المنطقة، وجعل من بلاده قبلة للسياحة ورائدة في التنظيمات الاقتصادية والرياضية والترفيهية الكبرى، وهو بكل تجلٍ جعل هذا الإعلام المؤثر المهتم يدرك أن الاهتمام بالزيارات نابع من معاني الاهتمام الكبير الذي يكنه العالم والشعوب المتحضرة لبلادنا وقادتها كبلد مهم جداً في الخارطة العالمية.