منذ أن تم الإعلان عن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، إلى مصر وبريطانيا وأمريكا، وهي دول ذات تأثير على أحداث العالم، بدأت وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والعالمية بالتحليل العميق لهذه الزيارة، التي رأى العالم فيها أهمية قصوى حتى قبل أن تبدأ. وما إن تمت الزيارة لمصر، وهي المحطة الأولى، حتى اتضح خلالها وخلال المحادثات التي جرت عمق العلاقة السعودية المصرية والتنسيق المستمر بين البلدين في أمور تخص عالمنا العربي منذ وقت الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه. وفي هذه الزيارة بدأت المحادثات الجدية منذ لحظة وصول ولي العهد واستقبال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي له في المطار في بادرة تعكس أهمية الزيارة التي تأتي في وقت يمر فيه عالمنا العربي بأصعب الظروف. والمملكة العربية السعودية ومصر تتمتعان بمكانة مؤثرة تجعل من الاتفاق الخاص بحماية الأمن العربي ومحاربة الإرهاب أمرا ممكنا تنفيذه خاصة فيما يخص مواجهة الإرهاب والمحاولات الإيرانية المتكررة للتغلغل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة. وقد بدا واضحا نجاح الزيارة التي تخللها الكثير من الزيارات المختلفة للكثير من المواقع التي تمثل أهمية إستراتيجية واقتصادية ودينية وسط تأكيد من الجانب السعودي بالوقوف مع مصر في قضاياه الأساسية سواء أكان ذلك ما يخص مياه النيل الذي يعتبر شريان الحياة للشعب المصري أو ما يخص أهمية الحل السياسي لحل الأزمة الليبية. وفي الوقت الحالي وبعد مغادرة ولي العهد لمصر فقد وصل إلى محطته الثانية وهي بريطانيا التي وصلها في زيارة رسمية يلتقي خلالها مع الملكة إليزابيث الثانية وولي العهد الأمير تشارلز ورئيسة الوزراء تيريزا ماي. ومن خلال الحفاوة والتغطية الإعلامية لهذه الزيارة فقد كان واضحا أن الزيارة ستفتح عهدا جديدا من العلاقات بين البلدين خاصة لما تمثله الدولة السعودية وبريطانيا من عمق التأثير على مجريات الأحداث العالمية ولما للبلدين من قوة اقتصادية وسياسية. واعتبر الكثير من المحللين أن زيارة ولي العهد لبريطانيا وما تم فيها من محادثات ستكون دافعا قويا لزيادة الاستقرار العالمي، خاصة أن وجهات النظر السعودية والبريطانية متقاربة حيال أسباب بعض التوترات التي رأتها المنطقة.. الأمير محمد بن سلمان يزور ثلاث دول ولكن الواقع يقول إنه يتحدث للعالم أجمع.