تحصين البيت العربي ومنع التدخلات الإيرانية ودحر الإرهاب على أجندة الزيارة السند الأقوى والأدوم للعلاقات السعودية الأردنية هي الإرادة والتصميم السياسي القوي لدى قيادتي البلدين؛ فضلاً عن الترابط الشعبي والديني والثقافي والامتداد العشائري والعلاقات الاجتماعية المشتركة، والعادات، والتقاليد العربية الأصيلة المتشابهة. لقد عكس اختيار سمو ولي العهد زيارة الأردن كمحطة ثانية في جولته التي بدأها بمصر، في إطار حرص الأمير محمد بن سلمان على تعضيد العلاقات السعودية الأردنية وإيصالها لمصاف الشراكة الإستراتيجية في جميع المجالات. ويبدأ الأمير محمد بن سلمان اليوم الأربعاء سلسلة من اللقاءات المكثفة مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني لتنسيق الموقف العربي المشترك قبل القمة الأميركية الخليجية والقمة الأمريكية مع الأردن ومصر والعراق، بحسب ما أوضحه مصدر إعلامي في الديوان الملكي الاردني ل»الرياض» مؤكداً أن العلاقات السعودية - الأردنية ستشهد آفاق تنسيق وتعاون في القريب، فيما ترى مصادر سياسية أردنية تحدثت ل»الرياض» أن العلاقات الاقتصادية والسياسية الأردنية السعودية تدخل مرحلة جديدة من التعاون المؤسسي، وتستعد المملكتان الأردنية والسعودية بدعم قيادتهما الحكيمتين إلى تأطير العلاقات الاقتصادية والسياسية. وأشار مصدر في الخارجية الأردنيةل»الرياض» أن مخرجات زيارة ولي العهد ستتمخض عن خروج العلاقات من إطارها التقليدي إلى الشراكة الجيوستراتيجية التفاعلية إلى توسيع أطر التعاون السياسي الاقتصادي، كون الأردن يتطلع إلى السعودية لتكون الداعم الرئيسي لعملية التنمية الشاملة في الأردن. وتتجه أنظار المراقبين والسياسيين الخليجيين والعرب إلى العاصمة الأردنيةعمان، لمراقبة مخرجات زيارة ولي العهد كونها تأتي في ظروف حساسة تمر بها المنطقة وتتطلب تشاوراً سعودياً أردنياً على أعلى المستويات لتعزيز وتقوية الشراكة وإيجاد حلول لقضايا المنطقة والأمة الإسلامية، فضلاً عن تحصين البيت العربي من الداخل ومنع التدخلات الإيرانية في الشؤون الخليجية ودحر الإرهاب الظلامي والطائفي، وتعزيز العمل العربي المشترك فضلاً عن إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينة وفق قواعد الشرعية الدولية. وبحسب مصادر أردنية رفيعة تحدثت ل»الرياض» فإن الأمير محمد بن سلمان الذي يرافقه وفد سعودي رفيع المستوى، سيجري محادثات مستفيضة مع القيادة الأردنية تتعلق بسبل تعزير العلاقات الثنائية ومناقشة سبل إيجاد حلول عادلة لأزمات المنطقة والحيلولة دون اتساع دائرة الأزمات وكبح جماح الإرهاب والتدخلات الإيرانية في الشؤون العربية.. وتفتح زيارة ولي العهد محمد بن سلمان إلى الأردن آفاقاً جديدةً في العلاقات السياسية والاقتصادية، حيث يقول مراقبون إن المملكة والأردن لديهما رؤية مشتركة حيال العديد من القضايا والمشكلات، وعلاقاتهما الطيبة ليست وليدة اليوم، بل توطدت عبر التاريخ، وعززتها القيادة الحكيمة بين البلدين. وتأتي زيارة الأمير محمد بن سلمان، في إطار حرصه على تعميق وتعزيز علاقات المملكة مع الدول العربية، وتأكيداً على أهمية ودور المملكة وما تشكله من عمق استراتيجي في المحيطين الإقليمي والعربي. وتنظر الدوائر السعودية والخليجية الى الأردن كعضو فاعل في المنظومة العربية ومن دول الاعتدال التي ترفض الإرهاب وتتبنى النهج الوسطي، ورغم أن زيارة ولي العهد ستناقش تنسيق المواقف العربية قبيل قمة الرياض، إلا أن محللين يؤكدون أن تعزيز الشراكة بين الرياض وعمّان وسبل تعزيزها محور مهم على جدول الأعمال. وقالت مصادر أردنية ل»الرياض» إن زيارة ولي العهد حدث مهم، وهي جزء من تواصل دائم بين قيادتي البلدين، ومن تطوير دائم لكل أشكال العلاقة التي تتجاوز حدود السياسة إلى الاستراتيجية لكلا البلدين، وعلى أجندة الزيارة العلاقات الثنائية بكل تفاصيلها، مؤكدة أن على طاولة البحث أيضا ملفات المنطقة في سوريا والعراق ولبنان، وهي ملفات لديها مكانة في جدول اهتمامات الأردن والسعودية، إلى جانب التدخل الإيراني في المنطقة العربية، وتأثيره السلبي في العديد من الساحات العربية، وكيفية التعامل معه. وتطورت العلاقات الاقتصادية بين البلدين حيث تجاوز حجم الاستثمارات السعودية في الأردن 13 مليار دولار، في قطاعات النقل، والبنية التحتية، والطاقة والقطاعين المالي والتجاري وقطاع الإنشاءات السياحية، وفي المقابل بلغ حجم الاستثمارات الأردنية في المملكة 5.84 مليارات دولار، تشمل قطاعات الصناعات التحويلية، والتشييد والمعلومات والاتصالات. تحتل المملكة المرتبة الثانية كشريك تجاري لصادرات الأردن، والمرتبة الثالثة كشريك تجاري لواردات الأردن، وتشمل مجالات التعاون بين البلدين قطاعات النقل والخدمات والبنية التحتية والطاقة والقطاع المالي والتجاري، وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال السنوات الست الماضية (2016 - 2021) 81 مليار ريال (21.6 مليار دولار)، وتجاوز حجم الصادرات السعودية غير النفطية في 2021 حاجز ال5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار) ومن المؤكد أن زيارة ولي العهد ستعمل على فتح أفق جديد في العلاقات مع الأردن، مما يعطي الانطباع بأن القادم أجمل ليس فقط للسعودية بل وأيضاً للأردن والمنطقة.