يقود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حراكا فاعلا دعما للأمة الإسلامية، ونصرة لقضاياها، وتعزيزا لقوتها لمواجهة التحديات، وفي مقدمتها الإرهاب والتطرف، وصدام الثقافات، وعدم احترام سيادة الدول، والتدخل في شؤونها الداخلية، لذا فإنه يواصل دبلوماسيته ذات الرؤى المستنيرة لمواجهة هذه التحديات، فقد ناشد في كلمة لدى زيارته مجلس النواب الإندونيسي الخميس الماضي قادة دول العالم لتنسيق المواقف والجهود لتظل دول الأمة والعالم بعيدة عن أخطار التنظيمات الإرهابية ومنها «داعش». جولة الملك سلمان التي يواصل المحطة الثانية منها في إندونيسيا بعد ماليزيا، تشمل اليابانوالصين والمالديف وسلطنة بروناي، إضافة إلى الأردن حيث يرأس وفد المملكة العربية السعودية في القمة العربية في العاصمة الأردنية عمّان، ويتوقع أن يتواصل توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع هذه الدول بمليارات الدولارات دعما لرؤية السعودية 2030، وبعد أن يختتم الملك سلمان زيارته لإندونيسيا يتوجه في محطته الثالثة إلى اليابان وهي إحدى المحطات الأبرز، نظرا لحجم التبادل التجاري بين البلدين الذي بلغ 32 مليار دولار عام 2015، ليواصل بعدها زيارته للمحطة الرابعة الصين والتي يعد اقتصادها ثاني اقتصاد في العالم وأكبر المصدرين للسعودية، ثم يزور بروناي وجزر المالديف قبل أن يختتمها بزيارة الأردن التي تستضيف القمة العربية. وحقّقت زيارة خادم الحرمين إلى ماليزيا أهدافها في تعزيز العلاقات السياسية والدفاعية والتجارية والاستثمارية والاقتصادية، واستهدفت خلال ثلاثة أيام تعزيز العلاقة بين الرياض وكوالالمبور على كل المستويات؛ خصوصا السياسية والاقتصادية، إضافة لتأكيد التعاون بينهما في محاربة الإرهاب، وتعزيز الشراكة الاقتصادية من خلال إقامة مشاريع مشتركة، إذ وقّعت «أرامكو السعودية» وشركة النفط الحكومية الماليزية «بتروناس» اتفاقا ومذكرات تفاهم جديدة، تشمل التعاون في مجمع للتكرير والبتروكيماويات بطاقة 300 ألف برميل يوميا في ولاية جوهور بجنوب ماليزيا تبلغ قيمته 27 مليار دولار، وتبلغ استثمارات أرامكو في مشروع مصفاة نفطية في ماليزيا بقيمة 7 مليارات دولار، وتظل العلاقة بين البلدين قوية ومتماسكة، فقد وصفها رئيس وزراء ماليزيا ب«المهمة»، وقال: «نحن فخورون بهذه العلاقة؛ لأن ماليزيا والسعودية تتعاونان بشكل وثيق في الحفاظ على الوئام وتوفير القيادة للأمة الإسلامية». وجاءت زيارة خادم الحرمين إلى ماليزيا مشجّعة للقطاع الاقتصادي السعودي لجذب استثمارات ماليزية دعما لرؤية 2030؛ من خلال تعزيز العلاقات الاقتصادية، ومد يد الشراكة مع الجانب الماليزي الذي لديه الكثير من الإمكانات الفنية والبشرية التي يمكن الاستفادة منها. وتعد إندونيسيا المحطة الثانية في جولة الملك سلمان ذات ثقل إسلامي كبير، كما أن وجودها ضمن القوى العشرين لاقتصاديات العالم يؤكد أهميتها الاقتصادية وارتفاع حجم تجارتها الدولية، وشهد ملتقى الأعمال السعودي الإندونيسي في جاكرتا توقيع عدة مذكرات واتفاقيات شراكة إستراتيجية بين البلدين في قطاعات الطاقة الصحة والإسكان والسياحة بقيمة 13.5 مليار ريال، بهدف جذب الاستثمارات الإندونيسية دعما لرؤية 2030 وهكذا تواصل السعودية برامجها لاستقطاب الاستثمارات النوعية من الدول الشقيقة والصديقة في مختلف القطاعات الاقتصادية، واتخاذ الإجراءات الكفيلة لتطوير بيئة الأعمال والاستثمار دعما لرؤية 2030. وذات الشيء ينطبق على زيارة سلطنة بروناي دار السلام، إذ أكد البيان المشترك في ختام أول زيارة لملك سعودي إلى السلطنة، على تعزيز التعاون التجاري والإستثماري والسياسي والعسكري والأمني، وتنسيق المواقف لمصلحة الأمة الإسلامية، ونبذ التطرف والإرهاب.