أكد الوزير المفوض، والقائم بأعمال سفارة المملكة الأردنية الهاشمية لدى الرياض، د. ماهر الطراونة أن مشاركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في أعمال القمة العربية التي تنطلق اليوم، تمنحها قيمة مضافة تعزز عوامل النجاح، مشيرًا إلى عمق العلاقات التي تربط البلدين منذ 84 عامًا، حفلت بعلاقة أخوة مثمرة. وقال القائم بالأعمال الاردني في حوار أجرته معه «اليوم» في مقر السفارة بالرياض: إن القمة العربية تواجه عدة تحديات تتمثل في معالجة حالة الفوضى التي ضربت بعض البلدان العربية وفي مقدمتها معالجة ملفي اليمن وليبيا، والتصدي للإرهاب. وأضاف: إن زيارة خادم الحرمين الشريفين الى الاردن، تزامنت مع توقيع 12 اتفاقية بقيمة بلغت 4 مليارات دولار. وفيما يلي نص الحوار: كيف تنظرون لزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الى الأردن، ومدى انعكاسها على البلدين في مختلف الجوانب؟ جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الاردنية الهاشمية، غرد عبر حسابه في «تويتر» مرحبا بخادم الحرمين الشريفين في الأردن، والأمل معقود على هذه الزيارة المهمة، والاستراتيجية، حيث تم عقد العديد من الاجتماعات على أعلى المستويات، والترحيب شعبي وكبير على الأصعدة كافة، والمأمول في العلاقات السعودية الأردنية أن تستمر من خلال التكامل الاستراتيجي والتحالف والتوافق والشراكة السياسية بين البلدين، وأمن الأردن من أمن السعودية، وأمن السعودية من أمن الأردن. كما أن الأردن يحظى بدعم كبير من قبل المملكة العربية السعودية، من خلال انشاء المجلس التنسيقي بين البلدين، ويعتبر الصندوق السعودي للتنمية هو الداعم، وهناك معونات، ومنح تقدم للأردن خلال الفترات السابقة وقروض ايضا، والعديد من البرامج التي تقدم للأردن، حيث تم توقيع كثير من الاتفاقيات المشتركة بين البلدين خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الحالية، بلغت 12 اتفاقية فنية اقتصادية بحتة بقيمة تتجاوز 4 مليارات دولار. وهناك ترتيبات أخرى واتفاقيات من خلال تشجيع وحماية الاستثمارات، والاتفاقيات في مجال الإسكان، والصحة والبيئة، والبيئة والشباب، ومجال التنمية الاجتماعية وهذه الاتفاقيات سيتم توقيعها واستكمالها خلال الزيارة. المجلس التنسيقي ما مدى أهمية المجلس التنسيقي السعودي الأردني؟ سُجلت العلاقة بين الأردن والسعودية في الأممالمتحدة منذ 84 عاما، وهي فترة قد شهدت حسن جوار وتعاونا وثيقا ومثمرا، والعمق التاريخي من مئات السنين، تأطير العلاقات بالاتفاقيات كان منذ عام 1962م، وهي عبارة عن اتفاقية انشاء لجنة أردنية سعودية والتي تعتبر وعاء للعلاقات التجارية بين البلدين. الجديد في العلاقات الاقتصادية بين البلدين كان بتأسيس المجلس التنسيقي الذي يؤسس لعهد جديد في العلاقة الاقتصادية، وأعني بالعهد الجديد، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حيث تم تأسيس المجلس التنسيقي في أبريل من عام 2016، والذي محاوره الأساسية تأتي من ضمن التشاور والتحاور بين البلدين، والاتفاقيات الثنائية، واعداد البرامج التنفيذية وتفعيل جميع الاتفاقيات المبرمة بين البلدين، في مختلف المجالات، وانشاء صناديق استثمار، واتفاقيات بين التلفزيون الأردني والسعودي وغيرها. أهمية القمة تستضيف الأردن الدورة الثامنة والعشرين للقمة العربية اليوم الاربعاء، كيف تنظرون لأهمية انعقاد القمة في ظل ما تعيشة الدول العربية من تقلبات؟ تعتبر القمة العربية المقامة في الأردن، القمة الرابعة طوال مسيرة الاجتماعات السابقة في المملكة الأردنية الهاشمية، وهناك أهمية كبرى لانعقاد القمة في عمان وذات صلة بكون التحضير الزمني لهذه القمة جاء في وقته، في ظل التحديات التي تعيشها المنطقة العربية، من صراعات واضطرابات، وأوضاع أمنية ونظم، تعاني من ازمات، وهناك تحد آخر فيما بعد الربيع العربي وما تأتى من مخرجات عدم الاستقرار في المنطقة، كما أن هناك تحديا أيضا يتمثل في قضايا الإرهاب المتفشية بفعل جماعات وتنظيمات إرهابية متعلقة بإرهاب الدول، والمشاكل الاقتصادية التي تعانيها الدول، كل تلك التحديات تجعل من الأهمية بمكان انعقاد القمة العربية زمانيا في هذا التوقيت في العاصمة الأردنيةعمان. وتعتبر من أكثر القمم التي تحظى بحضور زعماء العرب. وهناك تمثيل دولي مميز في القمة العربية من خلال مبعوث روسي، ومبعوث امريكي، ومبعوث من أجل القضية السورية، وبحضور الأمين العام للأمم المتحدة، فالحضور مؤشر هام لنجاح القمة في ظل حضور خادم الحرمين الشريفين للقمة والذي يشكل قيمة مضافة أساسية لإنجاح القمة، وللمملكة العربية السعودية دور محوري ومركزي في القمة وذلك من ثقلها السياسي وزعامتها الدينية والسياسية في المنطقة مما يجعل من حضوره قيمة مهمة ومؤشر نجاح بالإضافة إلى التأثير القوي للمملكة العربية السعودية في العديد من الملفات والقضايا، إضافة إلى تقريب وجهات النظر بين زعماء الدول العربية. القضايا الدولية والاقليمية ماذا عن التنسيق بين المملكة والأردن وأهميته تجاه القضايا الدولية والاقليمية؟ * تتفق الرؤى بين المملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة العربية السعودية في الكثير من القضايا الإقليمية، هناك توافق سياسي واقتصادي، وتكامل استراتيجي بين البلدين وأيضا تحالف بين المملكتين وكل ذلك يؤكد اهمية الدور الكبير والمحوري بين المملكتين في القضايا الإقليمية وتقريب وجهات النظر بين دول المنطقة وحل القضايا العالقة، والأطروحات لحل الأزمات. في ملف الإرهاب والبرامج المشتركة بين السعودية والاردن، هل هناك مبادرات مشتركة؟ هناك تطابق في وجهات النظر فيما يخص الإرهاب و«تحالف» في مواجهته باعتبار انه يمثل تهديدا للمنطقة بصفة عامة، وهو تهديد للسلم والأمن الدوليين، وهناك رؤية واحدة لمكافحة الإرهاب وأنه عدو للجميع، وهناك تحالف ضمن التحالف الدولي في محاربته والأردن طرف في التحالفات الإسلامية، وطرف أيضا في إعادة الشرعية لبعض الدول التي تعصف بها التدخلات الخارجية وعدم الاستقرار. قضايا المنطقة تأتي القمة العربية في ظل الأوضاع الساخنة التي تمر بها المنطقة، ما توقعاتكم لمجمل القضايا خلال الفترة القادمة؟ ¿¿ من خلال «رؤية شخصية» أرى أن العالم العربي تعرض للعديد من الأزمات على مر التاريخ وعصفت به، وقد تم تجاوزها في مراحل كثيرة، سواء كانت تلك الأزمات على مستوى الاستعمار وتم تجاوزها، وبالتالي هذا الامر يدعو لقوة العزيمة والإصرار لدى الشعوب والزعماء العرب، فالواقع العربي الآن في سوريا يجعل الآمال عريضة بأن تخرج القمة العربية بحلول سياسية للأزمة السورية بما يحقق تطلعات الشعب السوري ويكفل عودة اللاجئين إلى وطنهم، ومعالجة الملفين الليبي، واليمني بقيادة المملكة العربية السعودية وأشقائها في التحالف لإعادة الشرعية في اليمن. اللاجئون السوريون قضية اللاجئين السوريين، كيف يتم التنسيق بين المملكة والأردن في تلبية احتياجات السوريين؟ هناك تنسيق مشترك مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لإيصال المساعدات والإغاثة للاخوة السوريين، فالأردن تتفق مع المملكة في مساعدة الشعب السوري في مختلف النواحي، تمت استضافة اللاجئين السوريين وتوفير كافة الامكانات لتلبية متطلباتهم حيث يقيم في الأردن الآن ما يقارب 1.8 مليون سوري، منتشرين بين المخيمات وداخل الأردن، وهذا العدد يشكل ثقلا كبيرا من الناحية الاقتصادية، فعدد اللاجئين يشكل «خمس» عدد سكان الأردن، يقابله دعم دولي قليل يشكل ثلث ما يتم تقديمة للاخوة السوريين من خدمات في مختلف القطاعات، من التعليم والصحة والبنية التحتية في المملكة الأردنية. السياح السعوديون كم عدد السياح السعوديين القادمين الى الأردن، وما نسبة المبتعثين؟ هناك 4500 طالب سعودي يدرسون حاليا في الأردن، ونطمح بأن يزداد العدد أكثر خلال الفترة القادمة، فيما بلغ عدد السياح السعوديين خلال 2016 ما يقارب 1.5 مليون سائح ويشكلون العدد الاكبر خليجيا، وهناك أخوة وتصاهر وحراك يومي بين البلدين، من خلال تواجد الأردنيين في المملكة بعدد 500 ألف مواطن أردني يعيشون في المملكة، وهذا مؤشر كاف لعمق العلاقة بين البلدين. د. ماهر سالم الطراونة يحمل درجة الدكتوراة في القانون والحقوق، وماجستير وبكالوريوس القانون من الجامعة الأردنية. تولى العديد من المناصب في الخارجية الأردنية طوال مسيرته العملية، منها نائب السفير الأردني في الهند، ونائب السفير الأردني في طاشقند، ونائب السفير الأردني في رام الله. أمضى في منصبه الحالي بالسفارة الأردنيةبالرياض ستة أشهر. 20 مليار دولار صادرات سعودية خلال 5 سنوات أوضح د. ماهر الطراونة الوزير المفوض، والقائم بالأعمال أن قيمة الصادرات الأردنية إلى السعودية، خلال الخمس السنوات الأخيرة بلغت 4 مليارات دولار، فيما بلغت قيمة الصادرات السعودية إلى الأردن 20 مليار دولار، وحجم الاستثمارات السعودية في الأردن خلال عام 2015-2016 بلغت 10 مليارات دولار. واعتبر هذا الرقم كبيرا ومهما، وبعد الاتفاقيات الأخيرة التي ابرمت من المتوقع أن يرتفع حجم التبادل التجاري.