يعاود اليوم الاثنين متداولو النفط من كبار المستثمرين والمضاربين وسماسرة الصناعة لشاشات البورصات البترولية العالمية في نيويورك حيث الخام الأمريكي الوسيط القياسي، ولندن حيث المعيار القياسي الآخر، خام برنت، من بين أسواق كبرى أخرى في طوكيو وبكين وسيئول والهند وهي الدول الأكبر استهلاكاً للنفط والطاقة في العالم، بتفاؤل لاستمرار جني المكاسب والنفط يحلق مهيمنا فوق 122 دولارا للبرميل التي أغلق عليها الجمعة الماضة، رغم تراجعها على إثر ارتفاع أسعار المستهلكين في الولاياتالمتحدة أكثر من المتوقع، مع فرض الصين إجراءات إغلاق جديدة بعد تسجيل إصابات فيروسية جديدة متفشية لجائحة كورونا. ونزل خام برنت 1.06 دولار ليغلق عند 122.01 دولارا للبرميل، ونزل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 84 سنتا ليغلق عند 120.67 دولارا للبرميل الجمعة الفائتة، ولا يزال الخامان القياسيان يسجلان مكاسب أسبوعية، 1.9 ٪ لخام برنت و1.5 ٪ لخام غرب تكساس الوسيط. وتزامن انخفاض أسعار النفط يوم الجمعة جنبًا إلى جنب مع أسهم وول ستريت بعد أنباء عن تسارع أسعار المستهلكين الأمريكيين في مايو، ووصلت أسعار البنزين إلى مستوى قياسي وارتفعت أسعار المواد الغذائية، ما أدى إلى أكبر زيادة سنوية منذ حوالي 40 عامًا، وهذا يثير التوقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيشدد السياسة بشكل أكثر قوة. وقال فيل فلين، المحلل في العقود الآجلة للأسعار، "هناك علامة حمراء أخرى للطلب، حيث عادت شنغهاي وبكين في حالة تأهب لصفر الجائحة يوم الخميس"، مشيراً إلى فرض أجزاء من شنغهاي قيودًا جديدة للإغلاق وأعلنت المدينة عن جولة من الاختبارات الجماعية لملايين السكان. وارتفعت واردات الصين من النفط الخام في مايو بنسبة 12 ٪ من قاعدة منخفضة في العام السابق، على الرغم من أن المصافي لا تزال تكافح ارتفاع المخزونات مع إغلاق الوباء وتباطؤ الاقتصاد الذي أثر على الطلب على الوقود الشهر الماضي. وأظهرت بيانات من الإدارة العامة للجمارك، يوم الخميس، أن أكبر مشتر للنفط الخام في العالم استورد 45.83 مليون طن الشهر الماضي، بما يعادل 10.79 ملايين برميل يوميًا. ويقارن ذلك ب 10.5 ملايين برميل يوميًا في أبريل ومتوسط 2021 يبلغ 10.3 ملايين برميل يوميًا. وانخفضت الواردات من يناير إلى مايو بنسبة 1.7 ٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي عند 217 مليون طن أو نحو 10.49 ملايين برميل يوميا. وقال متعاملون ومحللون: إن تشغيل المصافي الشهر الماضي عادت مرة أخرى بعد انخفاضات حادة في مارس وأبريل حيث رفعت بعض المصافي المستقلة الإنتاج أو عادت من الصيانة. وارتفع استخدام المصافي المستقلة في مقاطعة شاندونغ بشرق الصين إلى أكثر من 60 ٪ الأسبوع الماضي من معدلات أقل من 50 ٪ في أبريل، لكن العديد من المصافي الحكومية لا تزال في تخضع للصيانة، وفقًا لشركة استشارات السلع الصينية "جيه إل سي". وقال كارستن فريتش المحلل في كومرتس بنك: "هذا لا يشير إلى أن الطلب على النفط يرتفع. وبدلاً من ذلك، من المرجح أن تكون الصين قد تصرفت بشكل انتهازي، حيث اشترت النفط الخام من روسيا بسعر أقل بكثير من مستوى السوق العالمية من أجل تجديد مخزوناتها". وارتفع النفط بأكثر من دولار واحد في وقت سابق من الجلسة في إغلاق الجمعة بسبب مخاوف من تعطل محتمل في الإمدادات في أوروبا وأفريقيا. وقالت جمعية النفط والغاز النرويجية إن إنتاج النفط في النرويج قد ينخفض إذا دخل العمال في إضراب يوم الأحد. ويخطط حوالي 845 من حوالي 7500 موظف على المنصات البحرية للإضراب اعتبارًا من 12 يونيو إذا فشلت مفاوضات الأجور السنوية. وحول الإنتاج الليبي، قال مهندسون في الحقل إن إنتاج النفط في حقل الصرير الليبي انخفض بعد إغلاق مينائي رأس لانوف والسيدر، ومع تهديد مجموعة بإغلاق ميناء الحريقة. وفي الإمدادات الأمريكية، ارتفع عدد منصات النفط الأمريكية، وهو مؤشر على الإمدادات المستقبلية، ستة إلى 580 هذا الأسبوع، وهو أعلى مستوى منذ مارس 2020. بينما تتراجع آفاق التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران ورفع العقوبات الأمريكية عن قطاع الطاقة الإيراني. وقال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي إن إيران وجهت يوم الخميس ضربة شبه قاتلة لفرص إحياء الاتفاق النووي حيث بدأت في إزالة جميع معدات المراقبة التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تم تركيبها بموجب الاتفاق. وقالت لجنة تداول العقود الآجلة للسلع الأمريكية يوم الجمعة إن مديري الأموال خفضوا صافي عقودهم الآجلة للخام الأمريكي وخياراتهم بمقدار 1674 عقدًا إلى 284171 في الأسبوع المنتهي في 7 يونيو. في غضون ذلك، بلغت مخزونات النفط الخام الصيني أعلى مستوياتها منذ يوليو 2021، حيث قفزت على أساس أسبوعي منذ نهاية مارس إلى ما يزيد قليلاً على 920 مليون برميل، وفقًا لتحليلات فورتكسا، التي تتعقب مخزونات النفط على اليابسة. وأظهرت البيانات أيضا أن صادرات المنتجات النفطية المكررة الصينية بلغت 3.27 ملايين طن في مايو، بانخفاض 40 ٪ عن 5.41 ملايين طن في العام السابق، وانخفضت الصادرات منذ بداية العام وحتى تاريخه بنسبة 38.5 ٪. وعلى الرغم من هوامش التصدير القياسية التي حفزها تعافي الطلب العالمي وتعطل الإمدادات الروسية، فقد حدت الصين من صادراتها من الوقود وخاصة الديزل والبنزين وحافظت على سياسة واسعة تم تنفيذها في أواخر العام 2021 للحد من عمليات التكرير المحلية المفرطة. وأصدرت الصين 4.5 ملايين طن من الحصص لصادرات الوقود المكرر الأسبوع الماضي، حسبما قالت مصادر لرويترز، في زيادة على الإصدار الأول من الحصص لعام 2022، لتخفيف المخزونات المحلية المرتفعة مع تراجع الطلب المحلي بسبب عمليات الإغلاق الوبائي. في حين، انخفضت واردات الغاز الطبيعي للصين - عبر كل من خطوط الأنابيب وكغاز طبيعي مسال - الشهر الماضي 9.07 ملايين طن، بانخفاض عن مايو من العام الماضي. وانخفضت الواردات في الأشهر الخمسة الأولى بنسبة 9.3 ٪ إلى 44.91 مليون طن. وكان الانخفاض مدفوعًا في الغالب بانخفاض واردات الصين من الغاز الطبيعي المسال، والتي من المتوقع أن تنخفض بنسبة تصل إلى 19 ٪ هذا العام بسبب تراجع الاستهلاك المحلي للوقود شديد البرودة. لا يزال الخامان القياسيان يسجلان مكاسب أسبوعية، 1.9 ٪ لخام برنت و1.5 ٪ لخام غرب تكساس الوسيط أغلق خام برنت عند 122.01 دولاراً والأمريكي عند 120.67 دولاراً للبرميل "الجمعة الفائتة"