فشلت مسيرة ازادي (مسيرة الحرية) التي اطلقها رئيس الوزراء السابق عمران خان باتجاه العاصمة التي انتهت امس الاول بدون تحقيق هدف المعارضة بالضغط على الحكومة بالاعلان عن الانتخابات المبكرة. واضطر رئيس حركة الإنصاف عمران ان يحاول اخفاء الفشل باعطاء إنذار نهائي للحكومة الحالية؛ للإعلان عن الانتخابات في غضون ستة أيام أو عودة "الأمة بأكملها" إلى العاصمة مجددا: الا ان رئيس الوزراء شهباز شريف رفض الاملاءات والشروط معلنا احباط محاولة عمران لتأليب الشارع واحداث حالة عدم الاستقرار وخلق حالة فلتان امني تحولت مسيرة ازادي الى مسيرة دموية تخللها مداهمات واعتقالات وجرحى؛ فيما صرح رئيس حركة الإنصاف أن "احتجاجاته السلمية" لا يمكن أن تعرقلها الحكومة الفيدرالية قانونًا. ورفض عمران قرار المحكمة العليا منع دخول المسيرة الى اسلام اباد وتحويلها الى جلسة احتجاجية ليوم واحد، ولم ينجح رئيس الوزراء السابق من الوصول إلى إسلام أباد بعد أن شق عمال وأنصار الحركة طريقهم نحو العاصمة الفيدرالية، ودفعوا الحاويات جانباً وواجهوا قصفًا بالغاز المسيل للدموع وقاموا بحرق المتاجر والاشجار والسيارات التي احدثت اضرارا كبيرة في شوارع واحياء العاصمة.. ومع انتهاء مسيرة عمران خان الطويلة، بدأ الوضع في المدينتين التوأم في العودة إلى طبيعته. وبدأت ايضا الإدارة المحلية والشرطة في إزالة العقبات لإعادة فتح طريق ماري والطرق السريعة الأخرى، الا ان الجيش استمر في الانتشار في المناطق الحساسة امس، كما استمرت الحكومة في فرض الحصار الامني على اسلام اباد، وكان عمران خان قد تقدم مظاهرة ضمت الآلاف من أنصاره وتوجهت نحو العاصمة إسلام آباد واندلعت اشتباكات في أماكن عدة بين المتظاهرين والشرطة التي كلفتها الحكومة بمنعهم من الوصول إلى العاصمة. وكان خان قد قام مسيرة طويلة باتجاه إسلام آباد، مؤكدا أن مناصريه لن يغادروا الشارع ما لم تدع الحكومة لانتخابات مبكرة قبل الموعد المحدد في أكتوبر 2023. وبعد قيادته المظاهرة الرئيسة قال خان إنه "لن يمنعنا أي عائق، سنكسر كل الحواجز ونصل إلى إسلام آباد". ومنعت الشرطة المئات من أنصار خان الاتجاه صوب العاصمة، وسط إطلاق الغاز المسيل للدموع وضرب بالهراوات. واستدعت الحكومة وحدات شرطة إضافية وأفراد من القوات شبه العسكرية إلى مشارف اسلام اباد وعززت الحكومة الإجراءات الأمنية في عدد من المدن الباكستانية. وتفرّق أنصاره بعد ذلك بهدوء واستؤنفت حركة السير في العاصمة فيما عاد الوضع إلى طبيعته في بقية أرجاء البلاد. وعلى الرغم من أنّ بعض أنصار خان أصيبوا بخيبة أمل، إلا أنّهم عبّروا عن استعدادهم للالتزام بكل قراراته. ومن المفترض أن تجرى الانتخابات في أكتوبر 2023، وهو التاريخ الذي كان يجب أن تنتهي خلاله ولاية خان المنتخب عام 2018. ويبدو أنّ حكومة شهباز شريف، قررت أن تحاول تحسين الأوضاع الاقتصاديّة للبلاد قبل تنظيم انتخابات.