مع دخول المشهد السياسي في حالة التأزم والاحتدام على ضوء إصرار عمران خان على المضي في المسيرة الاعتصامية الكبرى الثلاثاء؛ وللتعامل مع الوضع المتشنج، أعلنت الحكومة الباكستانية حالة التأهب القصوى ورفعت حالة الاستعداد الأمني إلى اللون الأحمر تحسبا لحدوث مواجهات دموية من قبل مؤيدي عمران خان في الشارع، وعلمت "الرياض" أن الجيش الباكستاني حذر عمران خان بعدم خروج الاعتصام عن سلميته ورفض أي عمل غوغائي أو تحريضي وإحداث أي حالة عدم استقرار. وقال رئيس الوزراء شهباز شريف بعد ترؤوسه اجتماعا طارئا للحكومة أمس إن الأمة الباكستانية لن تغفر لرئيس الوزراء السابق إذا اندلعت حرب أهلية في أعقاب المسيرة إلى إسلام أباد التي دعا لإقامتها، مضيفًا أنه سيتعين عليه دفع ثمن جميع أفعاله وأن الحكومة ترفض تحويل العاصمة لساحة حرب ولن تسمح إطلاقا لعمران بدخول إسلام آباد. ودعا عمران خان، أنصاره إلى مسيرة سلمية إلى إسلام آباد، للضغط من أجل انتخابات جديدة. وجاءت دعوة خان بعد جلسة لقادة من حزبه (حركة الإنصاف الباكستانية) في مدينة بيشاور، إذ وصف خان المسيرة بأنها "خطوة لحماية سيادة البلاد"، وأن "التصويت الذي أطاح به كان مؤامرة نظمتها الولاياتالمتحدة". وحثّ خان "السلطات على عدم معارضة المسيرة التي ستكتسب قوة خارج إسلام آباد قبل التوجه إلى وسط المدينة، وأن أنصاره سيبقون هناك حتى حل البرلمان والدعوة لانتخابات جديدة". وخرجت تظاهرة حاشدة لحركة الإنصاف في كراتشي ضد حكومة شهباز، وأتت بعد خطاب ألقاه رئيس الوزراء السابق عمران خان دعا فيه إلى اتخاذ إجراءات ضد "الحكومة المستوردة". واعتبر المتظاهرون الرافضون للحكومة الحالية أن الولاياتالمتحدة الأميركية هي من فرضت الحكومة الجديدة، كما رفعوا شعارات تطالب بإجراء انتخابات جديدة وعودة رئيس الوزراء السابق عمران خان إلى الحكم.