تتواصل الإثارة والندية وتشتعل المنافسة في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين أقوى دوري عربي، ولا يقتصر أمر التنافس على حسم الدوري وإلى من سيؤول الظفر باللقب الكبير والفوز بالبطولة الأقوى، بل إلى اشتداد الصراع بشكل قوي وكبير بين الفرق التي تقبع في مؤخرة الترتيب وكل يبحث عن الابتعاد عن شبح الهبوط أيضاً، ومازال أمر الفرق التي ستغادر دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين متوجهة لدوري يلو أو دوري المظاليم غير معروف، ولم يحسم من سيغادر، وإن كان الحزم يبدو أنه حزم حقائبه مبكراً للمغادرة رغم انتعاشه مؤخراً بالفوز على الفيحاء، فمن يقبع في المركز الثامن مازال مهدداً ولم يحسم أمر بقائه وفي أي لحظة تتغير المراكز، وبالطبع يعاني الجار الأهلاوي هذا الموسم من شبح الهبوط بسبب سوء نتائجه وترديها، وإن كنت أظن (بما أنه ليس كل الظن إثم وإنما بعضه) أن الأهلي لن يهبط وسيعود للانتصارات في مقبل الجولات، وأما صراع الذهب وتحقيق الدوري فالأمر يقتصر على قطبي الكرة السعودية، متصدر الدوري الاتحاد، عميد الأندية السعودية صاحب الإنجازات والبطولات والعائد لإسعاد جماهيره وإعادة بوصلة الرياضة السعودية لمكانها الحقيقي، والوصيف المنافس الوحيد والحقيقي الهلال، زعيم نصف الأرض، الزعيم العالمي، الملكي الحقيقي، رابع أندية العالمي. طبعاً يوجد النصر في دائرة المنافسة، ولكن وجوده لا يعد كونه نظرياً ومن باب الحسابات على الورق فقط، فهو يحتاج لمعجزة وينتظر فزعة الآخرين أيضاً بعرقلة الاتحاد والهلال، وهما من سيكون لهما الكلمة الفصل خصوصاً الاتحاد الذي عليه أن يواصل انتصاراته فقط أو مثلما يقال في هذا الموقف عليه أن يأكُل بيده ويمضي قدماً في كسب النقاط متى ما أراد تحقيق اللقب بغض النظر عن نتائج الهلال، فلديه فارق مريح تقريباً ست نقاط، وعلى الجهاز الفني الاتحادي واللاعبين أن لا يركنوا لذلك الفارق حتى لا تقع الفأس في الرأس ويطير الحلم، بل عليهم خوض جميع المباريات المقبلة وكأنها نهائيات ومباريات كؤوس، وأولها مباراة الكلاسيكو المقبلة مساء الأحد في الجوهرة المشعة بإستاد مدينة الملك عبدالله الرياضية في معقل النمور وحضور جماهير الاتحاد أمام الهلال المنافس على اللقب، وهي ستحدد هوية الفائز باللقب ومسح الصورة المهزوزة التي كان عليها الاتحاد في آخر لقاءين أيضاً، أمام الفيحاء وخسارة نصف نهائي كأس الملك، والتعادل مع الفتح في الدوري ورفض نجومه الفوز بعد التقدم ثلاث مرات، أما الهلال فعليه انتظار هدايا الفرق، لعل وعسى أن تعرقل النمور الاتحادية، وتقربه أكثر للمحافظة على لقبه في الدوري، وبدأ الهلال العودة للانتصارات بعد هزيمة الفيحاء في ثاني أيام العيد، والتي كانت مفاجأة للجميع لينتصر في مباراته أمام ضمك برباعية كبيرة في ريمونتادا أسعدت عشاق الزعيم ومنحتهم الثقة في فريقهم بعدما كان متأخراً بهدفين مقابل هدف، لكن رغبة النجوم الهلالية ظهرت في وقت الحسم وحققت الفوز العريض وواصلت المطاردة للاتحاد، وبعد لقاء ضمك خاض الزعماء لقاءهم الآخر أمام الاتفاق، والذي أنهى الهلال بخوضه مؤجلاته مساء الأربعاء، ورغم الغيابات الهلالية وحالة الانتشاء التي كان عليها الاتفاقيون قبل المباراة خصوصاً بعد فوزهم الكبير على التعاون برباعية نظيفة إلا أن الهلال استطاع الخروج منتصراً بهدفين نظيفين، وتقدم بقوة في الترتيب محافظاً على وصافته ومقلصاً الفارق لست نقاط، وضارباً موعد مع العميد الاتحادي في لقاء البطولة، والذي ينتظره الجميع من عشاق الفريقين ومتابعي الدوري السعودي، ونتمنى أن يوفي بجميع وعوده ويمتع المتابعين والمشاهدين بسهرة كروية تليق بسمعة الفريقين الكبيرين وما يمثلانه من ثقل كروي على الساحة الرياضية محلياً وآسيوياً، ويكون الانتصار ونقاطه الثلاث من نصيب النمور الاتحادية.