ما أن يبدأ العد التنازلي لحلول شهر رمضان المبارك، تتسابق الأسر في السعودية، على شراء (أغراض رمضان)، والتي تتميز عن بقية شهور السنة. وتكاد تكون المائدة الرمضانية في المملكة متشابهة حاليا في معظم مناطق ومدن المملكة، لكنها في وقت مضى كان لكل إقليم أو منطقة في الجزيرة العربية أكلاتها وطقوسها الخاصة بها، والتي تميزت في التنوع الكثير في الأكلات في مناطق الحجاز كمكة والمدينة وجدة وكذلك بعض المناطق الجنوبية. ونظرا لوقوع منطقة نجد في وسط الجزيرة، فإنه في الغالب لم تكن السفرة الرمضانية متنوعة كما هو في الحجاز أو الساحل الشرقي قديما. ويرى د. عبداللطيف الحميد أستاذ التاريخ السعودي، أن السفرة الرمضانية كانت متميزة في الحجاز أكثر من نجد، كون تلك المنطقة يأتيها زوار وفود طوال العام وفي الغالب يأتون بثقافاتهم معهم ومنها الأكلات. وبين د. الحميد أن المائدة في مكةالمكرمة والمدينة المنورةوجدة كانت أكثر ثراءً من نجد، لأن نجد قديما كان من المعروف عنها التمور والقمح ومشتقات الألبان بسبب وقوع المنطقة في الوسط بمنطقة شبه منعزلة، حتى إن الأوقاف التي كانت توقف كان ينص عليها قديما (للصوام في رمضان). وأضاف أستاذ التاريخ أنه بعد ما وحد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه البلاد، أصبح هناك تقارب وانسجام في الثقافات بما في ذلك الأكلات الشعبية والرمضانية، مشيرا إلى أنه في الرياض ظهرت أحياء مثل البطحاء وحلة الأحرار، فأصبح في رمضان يجلب للأسواق في هذه الأحياء أكلات لم تكن معروفة في المائدة الرمضانية في الرياض، فوجدنا أكلات مثل السمبوسة واللقيمات والشوربة والحلويات كالتطلي والماسية والمحلبية، كل هذه استجدت ثم ظهر معها عصير التوت، والتي انتشرت مطلع الستينات الميلادية. وتابع أنه خلال ستين سنة ماضية أصبحت هذه الأكلات ثقافة رمضانية، بل إنه في حال تقديم بعض هذه الأكلات في غير رمضان يستغرب الناس منك ذلك، مستذكرا شوارع كانت مشهورة بوجود مطاعم تقدم أكلات متنوعة في رمضان، مثل: شارع الوزير والبطحاء وغيرها في وسط الرياض والتي كانت متميزة بتقديم الأكلات الشامية واللبنانية. -