يُعتبر "التمر والقهوة" سيدَيْ الشرف على الموائد السعودية في شهر رمضان، فيما تتلون المائدة نفسها بأكلات لها تاريخ عريق مع السفرة الرمضانية السعودية، مثل المهلبية والسمبوسة والشوربة. وتفصيلاً، تحظى المهلبية بشعبية كبيرة، ولها جذورها التاريخية مع موائد الأسر السعودية، ولا تكاد تخلو سفرة رمضان من تلك الوجبة التي اختلفت الروايات بشأن سبب تسميتها، غير أن مصادر تاريخية عديدة نسبت تسميتها إلى الوالي " يزيد بن المهلب بن أبي صفرة"، الذي عاش حاكماً لولاية خراسان في زمن الدولة الأموية، وقد أمر الخدم بصنع حلوى مميزة، وتسميتها باسمه.
وتُصنع المهلبية من لب شجرة المحلب، وهي ذات أنواع: إما أن تكون مع الأرز أو مع القشطة أو السميد أو البسكويت، وإما أن تكون عبارة عن حليب مطبوخ مع النشا حتى يتكثف المزيج ويصبح له قوام أغلظ، ثم تصب في أطباق تزين بالمكسرات أو القرفة.
"السمبوسة": وتُعتبر فرضاً من فروض المائدة السعودية منذ زمن بعيد، ولا تخلو المائدة السعودية منها، خاصةً في شهر رمضان الكريم. وعلى الرغم من تلك الشهرة التي تحظى بها السمبوسة في السعودية ودول الخليج العربي إلا أنها لا تعد الموطن الأصلي لظهورها؛ إذ تتضارب المصادر التاريخية في الدولة صاحبة الفضل لظهورها. وقد نسبت مصادر تاريخية أصلها للأتراك، بينما ذكرت مصادر أخرى أنها انطلقت من اليمن إلى الدول المجاورة. ونسبت بعض المصادر سبب تسميتها إلى قصة غرامية نشأت بين عاشقين قديماً.
"الشوربة": تُعتبر من تقاليد الإفطار الصحي؛ إذ تتميز بدفئها وسلاسة طعمها، ودورها الرئيس في تعويض الجسم بالسوائل التي فقدها خلال صيام النهار الطويل، إلى جانب تهيئتها الأمعاء لاستقبال وجبات أخرى؛ لتحافظ بذلك على سلامة الجهاز الهضمي من الاضطرابات.
ومؤخراً حضرت أكلات شعبية أخرى على السفرة الرمضانية السعودية، من بينها "المنتو واليغمش"، وهما من الأكلات التي لم يكن لها تاريخ معروف في العديد من مناطق السعودية، وتزامن وجودهما بالموائد الرمضانية مع وجود العمالة الأجنبية، وبالتحديد الأفغانية والشرق آسيوية بشكل عام؛ وأصبحت من الأكلات الشعبية الشهيرة والمعروفة فيما بعد.