فقدت الساحة الأدبية والشعرية يوم الأربعاء أحد أبرز الشعراء في منطقة جازان والوطن بشكل عام الشاعر علي محمد صيقل الذي اشتهر بغنائيته الشهيرة (وسم على ساعدي نقش على بدني وفي الفؤاد وفي العينين ياوطني) والتي تغنى بها ولحنها الفنان محمد عمر قبل قرابة الأربعين عاما ولا زالت تواصل حضورها إلى الآن في الساحة الفنية. ويعد الشاعر علي صيقل المولود في جزيرة فرسان سنة 1943م إذ تلقى تعليمه الأول في الكتاتيب قبل أن يلتحق بالتعليم النظامي ويدرس في مدرسة الصايغ ثم بمعهد إعداد المعلمين الابتدائي بجازان ويتخرج منه معلما 1382 هجرية ثم عمل معلما في إحدى مدارس قرىمحافظة بيش ثم التحق بمهد الدراسات التكميلية بالطائف 1394 هجرية. عمل بعدها معلما في مدرسة فرسان الابتدائية ثم انتقل للعمل بالقطاع الخاص وللشاعر صيقل العديد من القصائد التي نشرها في عدد من الصحف والمجلات السعودية، وعمل عضوا في نادي جازان الأدبي ومديرا للعلاقات العامة فيه وله ديوانان ، هما: ترانيم على الشاطئ 1401ه(1981م)، وأغنية للوطن 1409ه(1989م). و استطاع علي صيقل أن يطوّع الشعر الموزون المقفّى للرؤية الشعرية الجديدة، وجاءت تجاربه الشعرية انفعالاً صادقًا، ولغة تركيبية، وصورة شعرية جديدة، وإيحاءً مشعا في كل اتجاه.كما تتسم شاعريته بعذوبة اللفظ والعاطفة الجياشة. وقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي فور الإعلان عن وفاة الشاعر الكبير علي صيقل كما غرد العديد من الكتاب والمثقفين تحت الوسم الذي حمل اسم الراحل؛ حيث غرد الأديب والكاتب الإعلامي حمد القاضي (رحمة الله شاعر سكن الوطن قلبه وشعره شاعر كم قرأنا له قصائد معجونة حروفها بحب الوطن وباذخة قوافيها بعذوبة الحرف، أما رفيق دربه الشاعر والأديب المؤرخ إبراهيم مفتاح فقال: ورحل شاعر الوطن. وشم على ساعدي نقش على بدني وفي الفؤاد وفي العينين ياوطني رحل صاحب الكلمة الحريرية والشعر الأنيق، رحل الشاعر الذي وقف ذات زيارة للجنة من الزراعة والتحلية ليقول لهم : إنا نعاني مشكلات جمة واهم مشكلة لدينا الماء رحل الشاعر الذي كنت أتهيب الوقوف إلى جانبه في أي أمسية أو مناسبة شعرية؛ لأنه كان صاحب نسيج شعري فريد. لقد خسرناه ، وخسره الوطن ، وخسرته منطقته جازان ومهبط رأسه وتوهج شبابه وشاعريته ( فرسان ) وفقده أبناؤه وأهله ومحبوه ، وفقدته ( أنا ) كرفيق درب ومسيرة حياة تعليمية ، جليس مساءات تضيئها مصابيح الشعر ، وذكريات اللقاءات الحميمة . لمن أقول - من هذا الحشد - أحسن الله عزاءكم وعزاءنا جميعا . كما نعت الجمعية العلمية السعودية للأدب العربي الراحل صيقل، وأعربت عن تعازيها للوسط الادبي والثقافي بالمملكة في وفاة الشاعر علي صيقل، وأعرب الفنان محمدعمر عن اعتزازه بالعلاقة التي جمعته بالشاعر علي صيقل والتي بدأت مع ميلاد ذلك العمل والذي سيبقى رمزا خالدا في مسيرته الفنية. آخرنص شعري للراحل قبل وفاته بأسبوعين: "رباه" سجدت لله إيماناً وبوح ضنا سجدت شكراً فزملني الإله سنا وقلت ربي إني واهن دَنِفُ ومن سواك إلهي يبرى الوهن وليس غيرك رب الكون ملتجأٌ وملجأ يكشف الألام والشحنا إني أنا عبدك الأواه خذ بيدي إلى الشفاء أنا الأواب بعد عنا سجدت لله نور الله يغمرني.. نور على نور، نور الله حين رنا وصب في مهجتي من فيضه ألقاً فرحت....... في ثوب الحبور أنا مدثراً بثياب النور معتمراً مزملاً بضياء الله مرتهناً