استقرت أسعار النفط أمس الأربعاء بأعلى ارتفاع متجاوزة 130 دولارا للبرميل، وسط مخاوف من حدوث صدمة محتملة في المعروض، حيث حظرت الولاياتالمتحدة واردات النفط الروسية وسط مؤشرات على نبذ بعض المشترين للنفط الروسي وظلت أحجامه غير مباعة. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.65 دولار أو 2.07 ٪ إلى 130.63 دولارا للبرميل الساعة 0720 بتوقيت غرينتش بعد أن قفزت 3.9 ٪ في اليوم السابق. وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.21 دولار أو 1.79 بالمئة إلى 125.91 دولار للبرميل بعد صعودها أيضا 3.6 بالمئة يوم الثلاثاء. وفرض الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الثلاثاء حظرا فوريا على واردات النفط والطاقة الروسية الأخرى وقالت بريطانيا إنها ستوقف واردات النفط الروسية تدريجيا حتى نهاية عام 2022 ردا على الغزو الروسي لأوكرانيا. وقالت شركة شل يوم الثلاثاء: إنها ستتوقف عن شراء الخام الروسي وستتوقف تدريجياً عن مشاركتها في جميع الهيدروكربونات الروسية لتصبح واحدة من أولى شركات النفط الغربية الكبرى التي تخلت عن روسيا بالكامل. في غضون ذلك، قدر بنك جولدمان ساكس أن أكثر من نصف النفط الروسي المُصدَّر من الموانئ ظل غير مباع، في حين قدر جي بي مورجان أن نحو 70 ٪ من النفط الروسي المنقول بحراً كان يكافح للعثور على مشترين. وصعدت أسعار النفط أكثر من 30 بالمئة منذ أن أطلقت روسيا، ثاني أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، ما أسمته "عملية خاصة" في أوكرانيا. وقال محللون إن المخاوف، من مزيد من الاضطرابات في إمدادات النفط وسط تصعيد العقوبات على موسكو، عززت الشراء. وقالت فاندانا هاري، مؤسسة فاندا انسايت لتحليل سوق النفط: "يستمر الضغط التصاعدي على أسعار النفط في التعزيز حيث تستوعب السوق تداعيات حظر الواردات الأميركية على البراميل الروسية وتنتظر تفاصيل حظر تصدير موسكو". وقفزت أسعار النفط يوم الاثنين إلى أعلى مستوياتها منذ يوليو 2008، حيث بلغ سعر خام برنت 139.13 دولارًا للبرميل و130.50 دولارًا لخام غرب تكساس الوسيط. وقال هيرويوكي كيكوكاوا، المدير العام للبحوث في شركة نيسان للأوراق المالية، "علاوة على تأثيرات إعلان الولاياتالمتحدةوبريطانيا، فإن المخاوف من مزيد من الاضطرابات في الإمدادات من روسيا بسبب تشديد العقوبات على موسكو دفعت إلى عمليات شراء جديدة"، وقال "لكن ارتفاعات يوم الاثنين ستصبح على الأرجح سقفا للمدى القصير حيث من المتوقع أن يتباطأ الشراء القائم على المضاربة قريبا وتتجه البلدان في نصف الكرة الشمالي إلى الربيع عندما ينخفض الطلب على الوقود". ارتفعت مخزونات الخام الأميركية بمقدار 2.8 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 4 مارس، مقابل توقعات المحللين بهبوطها، لكن مخزونات البنزين ونواتج التقطير تراجعت، وفقًا لمصادر السوق نقلاً عن أرقام معهد البترول الأميركي يوم الثلاثاء. وقال إدوارد مويا، كبير محللي السوق في أوندا، في مذكرة أن "أسعار النفط التي تزيد على 100 دولار خلال الصيف ستشكل عبئًا أكبر على الاقتصاد مما تتوقعه السوق"، وأضاف أن "إدارة بايدن تعلق الآمال على إمكانية إبرام بعض الاتفاقات مع كل من إيران وفنزويلا التي يمكن أن تجلب بعض الإمدادات التي تشتد الحاجة إليها للأسواق، مع عدم حدوث انفراجة في محادثات الاتفاق النووي الإيراني، ستستمر أسعار النفط في الارتفاع". وحول مخاوف ارتفاع الأسعار نتيجة المقاطعة الأميركية للنفط الروسي، قال الرئيس الأميركي جو بايدن سأبذل قصارى جهدي لتقليل ارتفاع أسعار الوقود هنا في الولاياتالمتحدة، وقد سبق أن أعلنا بالتنسيق مع شركائنا عن الإفراج عن 60 مليون برميل من النفط من احتياطياتنا النفطية المشتركة. وتأتي نصف هذه الكمية من الولاياتالمتحدة، أي 30 مليونا. وقال في خطاب الثلاثاء على أثر المقاطعة، "نتخذ خطوات لضمان الإمداد الموثوق به للطاقة العالمية، وسنواصل العمل مع كل أداة تحت تصرفنا لحماية العائلات والشركات الأميركية واسمحوا لي أن أتوجه بالكلام إلى شركات النفط والغاز والشركات المالية التي تدعمها: نحن ندرك أن حرب بوتين ضد الشعب الأوكراني تدفع الأسعار إلى الارتفاع، نحن ندرك ذلك، وهذا أمر مفروغ منه. ولكن... ولكن ليس لديكم أي ذريعة لترفعوا الأسعار بشكل مفرط أو تزيدوا الأرباح أو تحاولوا الاستفادة من الوضع واستغلال المستهلكين الأميركيين.