ارتفعت أسعار النفط يوم أمس الثلاثاء مع صعود خام برنت متجاوزا 126 دولارا للبرميل وسط مخاوف من فرض عقوبات رسمية على صادرات النفط والوقود الروسية مما أثار مخاوف بشأن توافر الإمدادات. فيما تدرس الولاياتالمتحدة التصرف بمفردها لحظر واردات النفط الروسية بدلا من التعاون مع حلفائها في أوروبا مما يخفف المخاوف من تعطل أوسع لإمدادات الخام. وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت لشهر مايو 3.07 دولارات أو 2.49 بالمئة إلى 126.28 دولارا للبرميل في الساعة 0756 بتوقيت جرينتش. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم أبريل 2.29 دولار أو 1.92٪ إلى 121.69 للبرميل. وروسيا هي ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم وتشحن نحو 7 ملايين برميل يوميا من الخام والمنتجات النفطية مجتمعة. وقد تتحرك الولاياتالمتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، من تلقاء نفسها لحظر واردات النفط الروسية بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير. ومع ذلك، رفضت ألمانيا، أكبر مشتر للنفط الخام الروسي، خططا لفرض حظر على الطاقة. وقال المستشار الألماني أولاف شولتز في 7 مارس ردا على دعوات لفرض عقوبات أكثر صرامة على الطاقة: "لقد تعمدت أوروبا إعفاء إمدادات الطاقة من روسيا من العقوبات". وأضاف "لا يمكن تأمين إمداد أوروبا بالطاقة لتوليد الحرارة والتنقل والكهرباء والصناعة بأي طريقة أخرى في الوقت الحالي". وكرر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون التأكيد على أن القيود المحتملة على صادرات النفط والغاز الروسية لا تزال "مطروحة على الطاولة" ، لكنه أقر بأن بعض الدول تعتمد على واردات الطاقة الروسية. وتعتمد ألمانيا، أكبر سوق للنفط في أوروبا، بشكل كبير على الطاقة الروسية، التي تمثل حوالي نصف وارداتها من الغاز والفحم وأكثر من ثلث وارداتها النفطية. ان استبدال الكميات الهائلة من الوقود والنفط الروسي في السوق تثير مخاوف بشأن المعروض من تجار النفط، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار. وقال ان اس راماسوامي، رئيس السلع في فنشرا سيكورتز "إن حظر صادرات النفط الروسية حوالي 7 ملايين برميل يوميًا من النفط الخام والمنتجات النفطية هو سبب كبير لارتفاع آخر متوقع في أسعار النفط، وحتى ذلك الحين، سيكون 125 دولارًا إلى 130 دولارًا نطاقًا متقلبًا". وحذرت روسيا يوم الاثنين من أنها قد توقف تدفق الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب من روسيا إلى ألمانيا ردا على قرار برلين الشهر الماضي بوقف افتتاح خط أنابيب نورد ستريم 2 الجديد المثير للجدل. وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك في بث تلفزيوني رسمي يوم 7 مارس إن روسيا قد تقطع إمدادات الغاز الطبيعي عن أوروبا رداً على أي حظر روسي على استيراد النفط. وقال محللون إذا تم حظر دخول جميع صادرات النفط الروسية إلى الأسواق العالمية، فإن الأسعار قد ترتفع إلى 200 دولار للبرميل، بينما قال نائب رئيس الوزراء الروسي إن النفط قد يرتفع إلى أكثر من 300 دولار للبرميل. وقال محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) للصحفيين في مؤتمر للصناعة في هيوستن يوم الاثنين "لا توجد طاقة في العالم في الوقت الحالي يمكنها أن تحل محل سبعة ملايين برميل من الصادرات." من جهتها قالت شركتا التكرير الأستراليتان ، فيفا إنرجي، وأمبول المحدودة إنهما توقفتا عن شراء الخام الروسي بعد غزو موسكو لأوكرانيا. كما أن التباطؤ الواضح في المحادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي، والذي سينهي العقوبات المفروضة على مبيعاتها النفطية، يزيد أيضًا من ضغوط الأسعار بعد أن قال مبعوث الاتحاد الأوروبي بشأن المحادثات إن الأمر متروك لإيرانوالولاياتالمتحدة لاتخاذ قرارات سياسية للوصول لاتفاق. وقال سوغاندا ساشديفا، نائب الرئيس لأبحاث السلع والعملات في ريلقير بروكنق، "بالإضافة إلى ذلك، يؤدي التأخير في رفع العقوبات عن النفط الإيراني إلى الكثير من التوتر في السوق". وتأتي اضطرابات إمدادات النفط مع استمرار انخفاض المخزونات في جميع أنحاء العالم ومنها انخفاض مخزونات الخام الأمريكية بنحو 800 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في الرابع من مارس. بينما جاءت التحركات غير المنتظمة في الأسعار في أعقاب ارتفاع حاد يوم الاثنين إلى ما يقرب من أعلى مستوياتها في 14 عامًا عندما قالت إدارة بايدن إنها تتحدث مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا بشأن فرض حظر على النفط الروسي. وقال مايكل مكارثي، كبير المسؤولين الإستراتيجيين في تايقر بروكرز استراليا: "كان تحرك السعر للأعلى عدوانيًا للغاية في فترة زمنية قصيرة جدًا، والرسوم البيانية تخبرنا أن سعر النفط يحتاج إلى بعض الهضم قبل أن يتحرك أعلى بشكل كبير".