دار حوار في أحد المجالس بين مضاربين، فقال الأول: أنا ما أضارب إلا في أسهم العوائد.. فإن ارتفعت خففت.. وإن انخفضت زدت.. وإن نزلت عن مشتراي قلبتها لاستثمار.. فقال الثاني: وأنا ما أناظر أسهم العوائد أصلًا.. أضارب في الخشاش.. وفي ما خف وقلت أسهمه.. هل تصدق أني حاليًا أضارب في شركة... وذكر اسم شركة تآكل رأس مالها من تراكم الخسائر.. فقال له صاحبه وهو يحاوره: لقد ظلمت نفسك.. ألا تدري أن هذه الشركة خسرت نصف رأس مالها وأكثر؟ وأنها من ذوات الأعلام؟ وأنه قد يتم توقيفها؟ وقد يتم طردها؟.. هل أغراك قوة تذبذها؟ قد تبرقعت لك وهي شوهاء! قال ضاحكا: إن تبرقعت لي فقد تعممت لها! رد صاحبه: كيف تطيعك نفسك على شراء الكثير من أسهم شركة عاثرة خاسرة؟ رد عليه: أنا لا أبحث عما يقنع نفسي بل عما يقنع الكثيرين في السوق فنحن في عصر عجيب: قلة يريدون سماع عبدالحليم وأم كلثوم وكثرة من يسمعون أصواتا راقية.. أمشي على (ما يطلبه المستمعون) أو صغار المضاربين وهم جيش كثير.. فأنا إذا أردت صيد السمك وضعت في السنارة ما يحبه السمك ولو كنت لا أحبه ولا أطيقه.. لو وضعت له الفراولة والتفاح ما صدته.. عطه ما يريد هو لا ماتريد أنت! قال صاحبه: الأصل المحافظة على رأس المال ثم محاولة تنميته وأنت تغامر برأس المال.. رد: أرباحنا في الخشاش أضعاف أرباحكم في العوائد.. قال: وخسائركم أضعافًا مضاعفة رد: أعرف أنها شديدة الخطورة لكنها تحتاج لمضارب محترف (قلبه جامد)! رد عليه: يا جامد! أظن وقت خسوف الخشاش أنك (أصبح القلب يرجف مثل رجف المكينة)! ضحك شاب في المجلس وسأل: تعممت لها وتبرقعت لي .. هل هذه ألغاز؟ قال: لا، هذي قصة أعرابي أصلع رأى أعرابية متبرقعة فأعجبته عيناها وتقدم لخطبتها فوافقت، قالوا لها: تراه أصلع قبيح الصلع وقد تعمم لك ليخفي ذلك! فقالت: إن كان قد تعمم لنا فقد تبرقعنا له..! وكان فمها شديد التشويه فلم تصدق وجود خاطب فرحبت به ودعته لخباء أهلها فذهب معها ثم ترجل عن جواده فزاد إعجابها به وأوقدت النار وأخذت تشوي له اللحم ونسيت فخلعت البرقع فحين رأى فمها قفز على حصانه كالملدوغ فقالت: أينك؟ قال: ذكّرني فوكِ أهلي! وأمعن هاربًا غبار حصانه يملأ خباء المخطوبة التعيسة! وقد تفعلها إحدى شركات صاحبنا ف(يتحرول) هو وحصانه إن كان عنده حصان! ولا يستطيع الهرب منها ولا الفكاك!