من يُراقب شاشة الأسهم باستمرار، يجد العجب العجاب، فأكثر من ترتفع بالنسبة القصوى عندنا (أسهم الخشاش) يسطع برقها الخُلِّب في الشاشة ويتلألأ كأضواء لاس فيغاس التي تُحيل الليل إلى نهار، جذبا واصطياد لهواة ومدمني القمار .. من النادر أن ترتفع أسهم العوائد بالنسبة القصوى! ومن النادر أن تنخفض إلى النسبة الدنيا!.. أما (أسهم الخشاش) فهي الغالبة في سطوع الأضواء وخفوتها!.. ترتفع لأعلى نسبة وتنخفض لأقل نسبة بسهولة! وبلا أي مبرر.. لا يوجد أي سبب جوهري! وأسهم الخشاش هذه هي التي تجذب الجاهلين بسوق الأسهم ومخاطره كما تجذب النار الفَرَاش .. وكما تجذب أضواء لاس فيغاس هواة القمار.. (غناة الذيب أو موته) عبارة سادت وتردّدت كثيراً لدى فئة من المضاربين ودوّنوها في المنتديات والتوصيات المشبوهة (بربكم هل يوصي أحد على سهم إلا لهدف اصطياد الأغرار؟!) .. إن (أسهم الخشاش) هذه يتلاعب بها بعض المضاربين المحترفين ممن يديرون محافظ في الظلام وضد النظام فيجمعون فيها على مهل وتحت الضغط (بعدة محافظ ووسائل ملتوية) فإذا امتلأ الدلاء رفعوها للأعلى بسرعة حتى يدخل الأغرار ممن خدعهم الارتفاع و(طقّهم الطمع) عندها يريقون الدلاء على رؤوسهم ويغرقونهم! وكلمة (خشاش) فصيحة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دَخَلت امْرَأةٌ النَّارَ في هِرَّةٍ ربطتها، فلم تُطْعِمها، ولم تَدَعْها تأْكُل مِن خَشاشِ الأرض) فما بالكم بمن يغرر بالمسلمين؟