طاف الخيال وعن ذكراك ما طافا فكان أكرم طيف طارق ضافا توقفنا في الجزء السابق عند كلمة طاس من باب الطاء الثلاثي واليوم ما زلنا في هذا الباب ومع كلمة: «طاش» جاء في لسان العرب طاش فعل: ثلاثي لازم، متعد بحرف وطَاشَ، يَطِيشُ، مصدر طَيْشٌ. طاش طَيْشاً، وطَيَشَاناً: اضطرب وانْحَرَفَ وزاد. مرباعها الصمان تبعد عن الطاش ومقيضها دخنه إذا صرم العود وهو معنى مجازي يقول الشاعر الجاهلي بلعاء بن قيس الكناني: وأبغي صواب الظّنّ أعلم أنّه إذا طاش ظنُّ المرء طاشت مقادره وفي العامية وعلى نفس المعنى الفصيح يقول الشاعر الحميدي فهاد الحربي: ومن كثر مآنا ضعت وأعماني الطيش إذا سألوني كيفك آجاوب بخير وفي المعنى الشعبي المجازي الطاش البحر لأنه يطيش بأمواجه يقول الشيخ مشعان بن هذال: مرباعها الصمان تبعد عن الطاش ومقيضها دخنه إذا صرم العود وكذلك معناها المجازي في قول الشاعر ماجد سليمان: صوتك نسيم الغرام وطاش به طايش حزن السواني وميلات الهواويه.. «طاع» جاء في الغني طَاعَ فعل ثلاثي متعد طُعْتُ، أَطُوعُ، طُعْ، مصدر طَوْعٌ وطَاعَ الوَلَدُ أَوَامِرَ أَبِيهِ: أَطاعَها، اِنْقَادَ لَهَا، أَيْ فَعَلَ مَا أُمِرَ بِهِ. يقول أبوتمام: تَجانَفَ بي نَهجُ الشَآمِ وَطاعَ لي عِنانٌ إِلى أَبياتِ مَنبِجَ مُطلَقُ وفي العامي كما هي في الفصيح يقول دغيم الظلماوي: ياما عذلت القلب لا شك ما طاع ولا هو على بعض المعاني سنوعي وكثيرا ما سمعنا بكلمة إخوان من طاع الله والتي منها أوبريت وطني للأمير بدر بن عبدالمحسن. «طاف» جاء في اللسان: طَافَ حَولَهُ، وبه، وعليه، وفيه طَافَ طَوْفاً، وطَوَافاً: دارَ وحامَ. وطَافَ الخيالُ وغيرُه به، أَو عليه: أَلمَّ. وطَافَ الكَرَى أَو النومُ به، أَو عليه: نَعَسَ يقول بن الرومي: طاف الخيال وعن ذكراك ما طافا فكان أكرم طيف طارق ضافا وهو كذلك في المعنى الشعبي يقول الشاعر غريب الفاران رحمه الله: طاف الخيال بخاطري واستهاما وهلت دموعي من عيوني مساريب ويقول الشاعر راضي الربوض رحمه الله: الله من هم على خاطري طاف غلق علي بيبان حوشه وضبي.. «طاق» جاء في الغني طاق مَا جُعِلَ وَعُطِفَ مِنَ البِنَاءِ مِنْ قَنْطَرَةٍ أَوْ ناَفِذَةٍ كَالقَوْسِ. يقول بن الرومي: وقفت وقفة بباب الطاقِ ظبيةٌ من مخدرات العراقِ وطَاقَ العَمَلَ: قَدَرَ عَلَيْهِ والحقيقة أن هذه الكلمة بالمعنى الشعبي ليس لها وجود إلا إن كان بزيادة التاء المربوطة فالطاقة هي النافذة المستخدمة في البناء واستخدمت أيضا طاقة بمعنى التحمل كما في الفصيح فعلى المعنى الأول يقول الشاعر محمد الشهري: أبشّرِك يا جرحي بتبطي مخاويني ميانة غلا ما هي من الباب للطاقه وعلى المعنى الآخر يقول الشاعر بدر السنافي: لو الغياب أيام والا أسبوع كان الصدر يصبر على ما طاق «طال» جاء في المحيط: طالَ طُولاً: امْتَدَّ، كاسْتَطالَ، فهو طَويلٌ وطُوالٌ، وهي طَويلَةٌ وطُوالَةٌ يقول حاتم الطائي: أَماوِيُّ قَد طالَ التَجَنُّبُ وَالهَجرُ وَقَد عَذَرَتني مِن طِلابِكُمُ العُذرُ أَماوِيُّ إِنَّ المالَ غادٍ وَرائِحٍ وَيَبقى مِنَ المالِ الأَحاديثُ وَالذِكرُ وفي العامية وبنفس المعنى يقول الأمير الشاعر خالد الفيصل: طال السفر والمنتظر مل صبره والشوق يا محبوب في ناظري شاب «طام» جاء في الوسيط الطَّامُّ: الشيء العظيمُ. وماء طام :كثير ومن العصر الجاهلي يقول المتنخل: وَماءٍ قَد وَرَدتُ أُمَيمَ طامٍ عَلى أَرجائِهِ زَجَلُ الغَطاطِ وفي العامية لا يختلف المعنى في ذلك يقول الشيخ مشعان بن هذال: وجيناه مثل السيل طام للاوعار يا ما غدت عنه البوادي شعاثير.. ساحل البحر كان يطلق عليه الطاش عادي الشمري