المغاتير.. كلمة مشهورة لدى سكان الجزيرة العربية، وهي تعني الإبل ذات اللون الأبيض، كما يطلق عليها أيضاً اسم (الوضح) وتتميز بجمالها، وكان الرجل البدوي في الجزيرة العربية هو أول من استأنس الإبل واهتم بتربيتها ولا يزال يوليها العناية الفائقة، وابن البادية أحب الإبل وعشقها ولم يهتم بحيوان غيره، لذلك فإن الإبل لها منزلة عالية في نفسه باختلاف ألوانها، فهي بالنسبة إليه مصدر فخر واعتزاز، وتميزه وسط قبيلته من غيره خاصة إذا كانت كثيرة العدد، ومن سلالات طيّبة، حيث يعدها أنيس وحدته ورفيق دربه في الصحاري الجافة والفيافي القاحلة والأرض الشاسعة منذ قديم الأزل، وهذا أمر معروف فابن البادية دائماً فخور بإبله ولا يمكن أن يعادلها أي شيء آخر عنده. ولاشك أن للإبل أهمية كبيرة في حياة القبائل البدوية بجميع أشكالها المختلفة ومن دونها ما كان الناس سيتمكنون من غزو الصحراء المترامية الأطراف، وتعد رمزاً للخير، والعطاء، والصبر، والتحمّل، وقد سخّرها الله - سبحانه وتعالى - للإنسان لتكون وسيلة نقله في الأزمنة القديمة، فتحدثوا عنه بأجمل الكلمات وأحلى القصص وأعذب الأشعار فقد وصفها كثيرون وعديد من الشعراء في قصائدهم وشبهوا كبارهم بالجمل الذي يتحمّل الصعاب والعنا والصبر. عبدالله بن عون ومن الشعراء الذين عُرف عنهم تولعهم بعشق الإبل ومحبتهم لها الشاعر الكبير عبدالله بن عون العتيبي، فقد كتب عددا من القصائد الرائعة التي تدل على هذا العشق وهذه المحبة لسفينة الصحراء خاصة الإبل الوضح فقال: يا للي تسوم الوضح ماهيب للبيع اللي يوسّع خاطري لا تسومه دور وتلقى البيع عند الطماميع اللي تصفي كل يومٍ بيومه ويش اتسلا به ليال المرابيع لا ناض براقٍ ثقالٍ غيومه لا قالوا الحاشي علق فالطواليع والسيل عساسه عطانا علومه كذلك من الشعراء الذين عرف عنهم الحب الشديد للإبل الشاعر الفارس مشعان بن هذال العنزي، الذي أنشد في إحدى قصائده الشعرية هذه الأبيات الرائعة: يالله طلبتك مع تقاويد الادباش إبلٍ مغاتير ويبرى لها سود مرباعها الصمان تبعد عن الطاش ومقيضها دخنه ليا صرم العود أبغى إليا جا من ورا المال شوباش وتناسعن من بين الاسلاف عرجود من لا يروي شذرة السيف لا عاش عسى عليه مورس الجيب مقدود