يرتبط الإنسان بمحل إقامته، منذ ولادته، وينمو معه ذاك الحس المتفرد، متعلقاً قلبه الصغير بهذا المكان وما يحيط به من تفاصيل ويكبر، وتكبر معه الأحلام، في الصبا وتكبر التفاصيل، فيغدو معها متشبثاً بتلك الروح التي ارتبطت بالمكان الوطن. مهوى الأفئدة، وحلم الحالمين من بعيد، لأرض مباركة، بلد التوحيد. أتحدث بالمختصر وبشكل عام، لأن التفاصيل نثرها جداً كثير ومشاعر الولاء والوفاء مهما ترجمت، ومهما احتلت المساحات، في ثناياها تلك الأحاسيس التي لا يمكن وصفها لأن أحرف الأبجدية، قد لا تعطي حقها في وصف تلك المشاعر في حب الوطن، عشق وغرام فموطن الحب هو الجزيرة تحديداً الأرض المباركة ونخلاته الباسقات، بطموح أبنائها وبناتها ، طموح يعانق صدر السماء يتسابقون نحو المجد والعلياء، والخفاق الأخضر رايتهم ليس بجديد، منذ عهد المؤسس -طيب الله ثراه- برز الشعر الوطني، بنماذجه المشرفة أيقونة عشق وغرام. كما لا يكاد أن يخلو مجلس أو ديوان من الشعر الوطني والشعر الوطني الغنائي، المتعمق بعاطفة الحب والإخلاص قصائدهم ترسم اللحمة الوطنية الرائدة، تشاطر ألوان قوس قزح تجعل آمالنا تمتد لآفاق وآفاق. لقد احتل الشعر الوطني الجزء الأكبر في الساحة الفنية والأدبية للمملكة العربية السعودية. نماذج مشرفة من جميع الفئات العمرية على مر الزمان ودفء المكان في الريف وفي المدينة، في كل شبر من أرضها تطالع الإحساس بصور الإبداع الشعري الوطني، متجملاً بجميل الوجدان وجمال المقومات قصائد حب الوطن حديث الأوقات وجميع المناسبات بين شمس وقمر، تسعف الكلمات الروح الحنونة، بارتقاء المعنى، وبالفصحى كجبال راسخات حروف مرصوصة، وايقاع يزف القصيد بانبهار بكل الألوان والحركات والمتأمل في بحور الشعر يدرك أن المملكة أنجبت الكبار الذين نسجوا من خيوط الشمس وظل القمر عشق الغرام للوطن العظيم وكل ما فيه ودرر النشيد والسلام الملكي للشاعر إبراهيم خفاجي رحمه الله: سَارِعِي لِلْمَجْدِ وَالْعَلْيَا مَجِّدِي لِخَالِقِ السَّمَاء وَارْفَعِ الخَفَّاقَ أَخْضَرْ يَحْمِلُ النُّورَ الْمُسَطَّرْ رَدّدِي الله أكْبَر يَا مَوْطِنِي مَوْطِنِي عِشْتَ فَخْرَ الْمسلِمِين عَاشَ الْمَلِكْ: لِلْعَلَمْ وَالْوَطَنْ إلى كلمات الشاعر مصطفى بليلة رحمه الله: روحي وما ملكت يداي فداه وطني الحبيب، وهل أحب سواه وطني الذي قد عشت تحت سمائه وهو الذي قد عشت فوق رباه وقصيدة الشاعر بدر بن عبدالمحسن شدا بها الراحل طلال مداح رحمه الله: الله الأول وعزك يا وطن الثاني لأهل الجزيرة سلام وللملك طاعة حنا جنود الحرس للقائد الباني رمحه ودرعه وكف الشيخ وذراعه مثل السيوف البواتر وإن جني الجاني يضرب بها أرقاب من بالدار طماعة وعلى مر الأزمان تزدهر المكتبات بدرر الأدب السعودي متطوراً ليغدو مع رؤية المملكة وأميرها الشاب مهندس التطوير صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- في زهو وبريق يكبر القصيد معه ويشدو على وتر النقاء يمتطي الخيل ويصوغ من القوافي درر عشق وغرام. فما حظيت به اليوم مملكة الثقافه والفنون من رعايته الكريمة، تمنحنا الإلهام، كنجوم مرصعة في سماء الشعر، بأروقة مخضبات. وبمشاعر الحب والإنسانية تبحر أشرعة الوفاء للوطن وقادته ويتألق نسيج الشعر الوطني كل يوم، بمداد أصحابه وأمراء الشعر بعذوبة ورقة وإنسانية قصائد من نور سمو الأمير خالد الفيصل: ارفع راسك انت سعودي طيبك جاوز كل حدودي ما لك مثيل(ن) بالدنيا غيرك ينقص وأنت تزودي فارس وأجدادك فوارس وأصبحت لبيت الله حارس مغروس بالمجد وغارس في ميدان العز شهودي * وجمال المعنى أيضاً بالفخر والانتماء: أنا السّعودي رايتي رمز الإسلام وأنا العرب واصل العروبة بلادي وأنا سليل المجد من بدء الأيام الناس تشهد لي ويشهد جهادي دستوري القرآن قانون ونظام وسنة نبي الله لنا خير هادي امشي على الدنيا وأنا رافع الهام وافخر على العالم وأنا اجْني حصادي وتألقت كلمات سمو الأمير سمو الأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد: لا يا أيها الوطن المفدى ولاء قلوبنا لك لا يهزُ نراك نعيمنا لو ضاق رزق ويشبع جوعنا تمر وخبز ونحن جحيم من عاداك دوما وتنكيد وتنكيل ورجزُ ختاما مثل ما قد قلت بدأ سلاما أيها الوطن الأعزُ وسمو الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن وحب للوطن: يا سائلاً عمّا تمثّله الأوطان وليه الوطن حقّه كبير عليّه ترى الوطن ما هو بربع وجيران ولا هو عناوينك ولا هو هوية هذا الوطن له موضع بين الأجفان والقلب له مشكاة والصبح ضيّه حفظهم الله وحفظ الوطن وقادته وأهله وكل ما فيه ودامت المملكة بلد الأمن والحب والأمان. ناهد الأغا