كنا قد توقفنا في الحلقة الماضية عند كلمة "شاذ" من باب الشين الثلاثي، وهذه الحلقة نكمل مع: "شاش" جاء في الوسيط الشَّاشُ؛ نسيج رقيق من القطن تُضمَّدُ به الجروح ونحوها، ويستعمل أيضًا لفافة للعمامة. يقول معروف الرصافي: وقد لاحت مبرقعة المحيّا من الغيم الرقيق بثوب شاش وفي المعنى الشعبي وعلى سياق المعنى الفصيح يقول الشاعر غريب عمر الفاران -رحمه الله-: عيني تقول أسود سواده نواشي وقلبي يقول أبيض كما قطعة الشاش "شاط" جاء في الغني؛ شَاطَ، يَشِيطُ، مصدر شَيْطٌ، شِيَاطَةٌ. -شَاطَ الطَّبِيخُ : اِحْتَرَقَ. -شَاطَتِ القِدْرُ: لَصِقَ بِأَسْفَلِهَا الطَّعَامُ الْمَطْبُوخُ وَاحْتَرَقَ فِيهَا. قال العجاج: يَحُوذُهنَّ رَهبَةَ الخِلاطِ بِوَلقِ طَعنٍ كَالحَريقِ الشاطِ وفي المعنى الشعبي كما هو في الفصيح، يقول الشاعر اللحالي: وين أنت يا دارس ليوتن ورمسيسه تشوف الأستاد وش به شاطت احماقه "شاع" جاء في المحيط؛ شاعَ يَشيعُ، شَيْعاً وشُيوعاً ومَشاعاً وشَيْعوعَةً وشَيَعاناً: ذاعَ وفَشا. يقول جرير: أُمامَةُ لَيسَت لِلَّتي شاعَ سِرُّها بِإِلفٍ وَلا ذاكَ المُريبُ خَدينُ وفي العامية لا يختلف المعنى، تقول الشاعرة سليلة عطا: شاع الخبر ونقول ليته إشاعات ضاقت علينا عند ربي أملنا "شاف" جاء في الغني؛ شَافَ الرَّجُلُ: أَشْرَفَ، نَظَرَ. يقول ذو الرمة: بِأَحسَنَ مِن خَرقاءَ لَمّا تَعَرَّضَت لَنا يَومَ عيدٍ لِلخرائِدِ شائِفِ و"شائف" اسم فاعل من شافَ. وفي الشعبي نجد المعنى كما هو، يقول العوني: شهر من النقرة وشاف بعينه بشوف كفه من قد مخلابها "شاق" جاء في الرائد؛ شاق: متعب، صعب. وشَاقَهُ الحُبُّ إليْهِ: حَرَّكَهُ وَهَاجَهُ. وشَاقَهُ إلَيْهِ: مَالَتْ نَفْسُهُ إلَيْهِ وحَنَّ. يقول ابن الرومي: سقى الله قصراً بالرصافة شاقني بأعلاه قصري الدلال رصافي وفي اللهجة العامية تأتي هذه الكلمة بالمعنى الفصيح نفسه، فعلى المعنى الأول يقول محمد البحيري: غصب نبي نصبر لو أن البحر شاق وعلى المعنى الآخر يقول الشاعر في الموروث الشعبي: شاقني بلحونه شاقني بلحونه حمام غنا ويقول الأمير الشاعر خالد الفيصل: أنا شاقني بالحيل منظر حمام شهار صلاة العصر يوم انحدر بأسفل الوادي "شال" جاء في الوسيط؛ شال - يشول، شولا وشولانا، شال الشيء: رفعه. يقول أوس بن حجر الجاهلي: وَلَو أَدرَكَتهُ الخَيلُ شالَ بِرِجلِهِ كَما شالَ يَومَ الخالِ كَعبُ بنُ أَصمَعِ وجاء في الرائد؛ شال - وشالة: رداء يوضع على الأكتاف ويجمع على شيلان وشالات. وفي العامية على المعنيين نفسهما، فعلى المعنى الأول يقول الأمير محمد السديري: حملى ثقيل وشلت حملى لحالى واصبر على ضيم الليالى والأتعاس وعلى المعنى الآخر يقول جزيان بن هادي: ليتك بديت القوز يالابس الشال حتى تشوف فعولنا اللي جرنا "شام" شام لها معان كثيرة ومنها بلاد الشام، أو أخذ ناحيَتها واتجه لها جاء ذلك في الرائد يقول بن المعتز: زَفَفنا إِلى الشامِ رَجراجَةً تَسُلُّ عَلى مَن عَصى سَيفَ باسِ وجاء في الوسيط؛ شَامَ مخايلَ الشيءِ: تطلُع إِليها مترقباً، وشَامَ السَّحَابَ والبرقَ: رفع رأسه إِليه يتحقَّق أَين يكون مَطَرُه. وفي العامية وعلى المعنيين نفسهما، ففي الأولى تقول زوجة وديد بن عروج: ركب عليك من الحسا للقطيفي لحوران والحرة إلى نقرة الشام والمعنى الآخر هو الترفع عن النظر لما دون، وكأن هذا المعنى من النظر لأعلى، يقول الشيخ شايع بن مراس بن رمال: قال بن مرداس فتى الجود شايع أشوم كما حر المراقب شام