إِذا أَنتَ لَم تَجعَل لِنَفسِكَ شُعبَةً مِن السِرِّ ذاعَ السِرُّ كُلَّ مَكانِ ماذقت ألذ من التمشي ليا أرقبت اطرد هموم القلب عقب انطوايا كنا قد توقفنا عند كلمة ذاب من باب حرف الذال الثلاثي وهذا اليوم نكمل مع هذا الباب بكلمة ذات: الذَّات: شّخصية الكائن الحي وطبيعته أو قدراته أو حدوده، وعي بالمميِّزات والخصائص المكوِّنة له يقول النابلسي: ذاتٌ تبدَّت في بديع حُلاها مخفية عمن يكون سواها ومعناها في الشعبي لم يتغير أقول من قصيدة: لا عل رجل مايقدر لذاته ويعود تقديره على سمعة العود «ذاد» جاء في لسان العرب: ذائد وذادة وذود وذواد وذاد حمى ودافع يقول زهير بن ابي سلمى وَمَن لا يَذُد عَن حَوضِهِ بِسِلاحِهِ يُهَدَّم وَمَن لا يَظلِمِ الناسَ يُظلَمِ وفي المعنى الشعبي وعلى نفس المعنى: يقول الشاعر الجهيلي: ياسرع خيل القوم يوم اقفى به يذود تال الخيل باللقواتي « ذار» جاء في المحيط ذار فزع وجفل وقال ابن الاعرابي انزعج وفَزِع وفي اللهجة العامية ذار الظبي وتذير وظبي ذائر يقول الشاعر عبدالله بن عون: ياخشف ريم ذار واوحى شوابيش بدو طلوع الشمس ذاره وغشها «ذاع» جاء في لسان العرب ذاع: فشا، وانتشر، وشاع، وصار معلومًا يقول قيس بن الملوح: إِذا أَنتَ لَم تَجعَل لِنَفسِكَ شُعبَةً مِن السِرِّ ذاعَ السِرُّ كُلَّ مَكانِ وفي العامية يقول عادي ين محمد بن رمال رحمه الله: يذكر البيض منهن خفرة ذاع صيته وكل ماله بعز وكل اظهر ثناها «ذاق» جاء في الغني: ذاقَ الطَّعامَ: أَدْرَكَ طَعْمَهُ بِلِسانِهِ. وذاقَ العَذابَ: أَحَسَّ بِهِ، وقاساه وهو معنى مجازي فعلى المعنى الاول يقول امرؤالقيس: إِذا ذُقتُ منها قُلتُ طَعمُ مُدامَةٍ مُعَتَّقَةٍ مِمّا تَجيءُ بِهِ التُجُر وعلى المعنى الثاني يقول الفرزدق : فَصَبراً أَخا حَجناءَ إِنَّكَ ذائقٌ كَما ذاقَ مِنّا قَبلَكَ اِبنُ وَثيلِ وفي المعنى الشعبي لا يختلف البتة عن الفصيح فعلى المعنى الأول يقول الشاعر ناصر بن حبينان العازمي رحمه الله: هذي ثلاث اوجاب ماذقت مطعوم ياكود بن محرقات الدلالي وعلى المعنى المجازي يقول الشاعر راضي الربوض رحمه الله: ماذقت ألذ من التمشي ليا أرقبت اطرد هموم القلب عقب انطوايا «ذاك» جاء في الوسيط ذاك: اِسْم إِشارَةٍ لِلْمُتَوَسِّطِ الْمُذَكَّرِ يقول المتنبي: لَم تَرَ مَن نادَمتُ إِلّاكا لا لِسِوى وُدِّكَ لي ذاكا وفي المعنى الشعبي تقول الشاعرة سحايب الخير: يا حاضر الحب لا تنشد عن الماضي ذاك انتهى والزمان المر ناسيته «ذال» جاء في المحيط الذال المشي في سرعة والمطرود المحتقر يقول امرؤ القيس: عَلى رَبِذٍ يَزْدَادُ عَفْواً إذَا جَرَى مِسَح حَثِيثِ الرَّكْضِ وَالذَّلانِ وفي المعنى الشعبي قد تكون تعدت هذا المعنى إلى الخائف وكأن صفة الركض « الذال» يتصف بها الخائف في جريه يقول الشاعر خلف أبوزويد: ياراكب اللي مالقي له تواصيف اللي من الثنتين يامن به الذال