لماذا شهدت رابطة العالم الإسلامي نشاطا كبيرا ونتاجا إيجابيا ضخما عبر السنين الأربع الماضية؟.. لا أعتقد أن الإجابة تخفى على أحد.. ففي ظل التشويه القائم للإسلام واستغلاله سياسيا لأهداف بعيدة كل البعد عن التسامح والسلام والرحمة وهي الصفات التي هي أساس هذا الدين ولا يتخلى عنها أبدا.. كانت انطلاقة الرابطة لتعيد صياغة برامجها وتوجهاتها بما يتفق مع نشر القيم الحقيقية للإسلام ومحاربة الزائف الذي تبنته أجندات العنف. الإسلام دين الوسطية والحقوق والعدالة والتسامح والتلاقي مع الآخرين وحفظ دمائهم وأموالهم.. وهو الشعار الذي حمله أمين عام الرابطة الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى وهو يجوب أصقاع الأرض.. مستمدا الرؤية من خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهي الكلمة "المنهج" التي انطلقت منها رسالة الأمين العام التي قال فيها خادم الحرمين: "إن مسؤوليتنا أمام الله ثم أمام شعوبنا والعالم أجمع أن نقف متحدين لمحاربة قوى الشر والتطرف أيا كان مصدرها امتثالا لأوامر ديننا الإسلامي الحنيف، لقد كان الإسلام وسيبقى دين الرحمة والسماحة والتعايش، تؤكد ذلك شواهد ناصعة، ولقد قدم الإسلام في عصوره الزاهية أروع الأمثلة في التعايش والوئام بين أتباع الأديان السماوية والثقافات لكننا اليوم نرى بعض المنتسبين للإسلام يسعون لتقديم صورة مشوهة لديننا تريد أن تربط هذا الدين العظيم بالعنف". والأمر نفسه مرتبط بما أعلن عنه قائد الرؤية السعودية، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حينما أكد كثيرا أن السعودية متمسكة بثوابت الدين الحنيف، دين الوسطية والاعتدال، ومحاربة التطرف والإرهاب. لذا تبنت الرابطة مواجهة التحديات والعمل على نشر المفهوم الحقيقي للإسلام وكشف زيف العابثين، ممن يستغلون الدين سياسيا، ولم تتوانَ في المشاركة في حوارات ولقاءات مع الثقافات والأديان الأخرى والإعلان عن تلاقي عنوانه الحب والتسامح.. والأهم تصدت بكل جرأة لمن يريدون جعل الإسلام مطية لأهدافهم ولذا كانت حواراتها إيجابية في جميع أنحاء العالم، مع كبار السياسيين والمنظمات الكبرى كالأمم المتحدة والبرلمان الأوروبي، وحتى المفكرين والمؤثرين لأجل تصحيح المفاهيم المشوهة حيث بينت أن كل ظواهر التطرف والتكفير والإرهاب هي غريبة عن الإسلام الذي يدعو إلى الحوار والتلاقي مع أتباع الديانات السماوية كافة، ويحرّم استهدافهم وقتلهم بسبب انتمائهم الديني. المهم في القول إن الرابطة ومن خلال عملها الكبير أصبحت مرجعية إسلامية إنسانية كبرى فاعلة إيجابية تحظى بالتقدير والاحترام الكبير في العالم الإسلامي ولدى الغرب وغير المسلمين، فمن خلالها أدرك كثير منهم حقيقة الإسلام، بل ورأي المسلمين فيما يحدث من استغلال للدين، وماهية العلماء المسلمين الذي يجب الأخذ بأطروحاتهم.. لذا وعبر الوسطية التي نعيش في ظلها.. نتمنى ألا تتوقف الرابطة في دعواتها ورسائلها وبرامجها لكل بقعة في العالم.. لأنها تحقن دماء كثيرة وتهدّئ من نفوس غاضبة.. والأهم أنها تساهم في نشر التسامح والسلام.