نجحت القمة التي جمعت الشمل بأرض المملكة بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -يحفظهما الله- وستبقى مؤثرة بقراراتها ونتائجها.. مثلما ستظل مؤثرة بما التقطته العدسات وخصوصاً عناق الإخاء والمضامين بين سمو ولي العهد وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد أقول صادقاً: لعلي أنا وغيري من المواطنين السعوديين والخليجيين استوقفتنا رمزية الصور التي التقطتها عدسات المصورين أثناء استقبال قادة دول الخليج.. تلك الصور حملت المعاني كافة وراءها؛ صدق اللقاء ونجاح القمة منذ نقطة البدء. تلك الصور بالفعل شدت كل مواطن خليجي وأسكتت تلك الأصوات المريضة، تلك الصور التي عكست عناق الإخاء بين سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وسمو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. اللقطات والمقاطع التي وجدت المتابعة اللصيقة من أجهزة الإعلام في كل العالم حملت عنواناً كبيراً فحواه أن إرادة أهل الخليج ماضية في ارتياد آفاقها، وأن مساحات التلاقي بين الأشقاء تتسع لتشمل الجميع تفهماً وتفاهماً ورحابةً. العنوان الكبير لم تختزل معانيه الصور ومقاطع الفيديو وحدها، بعد أن لاقت تداولاً شعبياً غير مسبوق في وسائل التواصل الاجتماعي.. لكن الأنظار ظلت ملتفتة إلى المخرجات الموثقة من لقاء الأشقاء، فالتحديات تطل بأعناقها على شعوبنا وإقليمنا من كل صوب، وتطلعات أهل الخليج تنتظر دوماً أن ترى النور على أيدي أولي الأمر بما يملكون من رصيد الثقة العميقة لدى شعوبهم. هكذا توقف الجميع كثيراً عند محطة البيان الختامي، الذي احتشد بمئة وسبعة عشر بنداً، لم يترك في خيمة محتواه مجالاً للاهتمام الخليجي إلا وطرقه.. شاملاً من التفاصيل ما يجعله دليلاً واضح المعالم للمنهج والمراجعة والرقابة على التنفيذ. شخصياً توقفت عند تأكيد المجلس الأعلى حرصه على "قوة وتماسك مجلس التعاون، ووحدة الصف بين أعضائه، لما يربط بينها من علاقات خاصة وسمات مشتركة أساسها العقيدة الإسلامية والثقافة العربية، والمصير المشترك ووحدة الهدف التي تجمع بين شعوبها، ورغبتها في تحقيق المزيد من التنسيق والتكامل والترابط بينها في جميع الميادين". هذا التجديد المتعلق بالحرص على الثوابت المذكورة يجعل أرضية العمل المشترك واضحة المعالم، ويحصنها من بؤر التباينات المفضية لاختلال الصف، فهناك دائماً هذه الأرضية الثابتة، وكفى بها من حصن يجنب المزالق ويتجاوز العثرات. إن ما يرفد هذا الحرص هو ما أبداه قادة المجلس من ترحيب بالتوقيع على "بيان العلا" الهادف لتعزيز وحدة الصف والتماسك بين دول مجلس التعاون وعودة العمل الخليجي المشترك إلى مساره الطبيعي، مع الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، وهذا ما يبشر بالاستفادة من رصيد التجربة التي عاشها المجلس منذ إنشائه لتكون طاقة دافعة للانطلاق المستمر إلى الأمام. كذلك ظلت المتابعة لسجل القرارات السابقة يقظة في ذهنية قادة الخليج، فاطلاعهم، وفق البيان، على ما وصلت إليه المشاورات بشأن تنفيذ قرار المجلس الأعلى في دورته الثانية والثلاثين حول مقترح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-، بالانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، يحمل إشارة قوية إلى أن الهدف ما زال جليّ المعالم، خصوصاً حين نقرؤه في سياق التوجيه بالاستمرار في مواصلة الجهود للانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، وتكليف المجلس الوزاري ورئيس الهيئة المتخصصة باستكمال اتخاذ الإجراءات اللازمة، مع رفع ما يتم التوصل إليه إلى المجلس الأعلى في دورته القادمة. نجحت القمة التي جمعت الشمل بأرض المملكة بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -يحفظهما الله- وستبقى مؤثرة بقراراتها ونتائجها.. مثلما ستظل مؤثرة بما التقطته العدسات وخصوصاً عناق الإخاء والمضامين بين سمو ولي العهد وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد.