يستمر التميز باستمرار حرص الإنسان على تطوير معارفه ومهاراته، وقدرته على التكيف مع ثقافة المنظمات التي يعمل بها، يستمر الإنسان ناجحاً عندما يكون جزءاً من الحلول وليس المشكلات، ويتجاوز في أدائه وإنجازاته الحد الأدنى، ويحدد لنفسه أهدافاً خاصة في مسيرته المهنية.. التميز هو الأداء الذي يتجاوز مستوى الأداء المطلوب وامتلاك صفات ومهارات فريدة يتميز بها عن الآخرين. هذا المفهوم ينطبق على التميز الفردي والتميز على مستوى المنظمات. تتميز بعض المنظمات بثقافة تنظيمية تتسم بالجودة والانضباط والإنجاز وقيادة التطوير، تصبح أيقونات في العمل الإداري والمعايير الصارمة والصورة الذهنية الرائعة في المجتمع، التحدي يكمن في استمرارية التميز والصورة الذهنية. بعض المنظمات تنجح في هذا التحدي لسنوات طويلة، وبعضها يفقد بريقه ويتراجع في سلم التميز. من أسباب التراجع عدم انتقال الثقافة من جيل إلى جيل، وارتباط النجاح بأفراد وليس بسياسات وثقافة راسخة، وعدم مواكبة المتغيرات، وفقدان الهوية، وعدم وجود حوافز تعزز الانتماء والولاء للمنظمة. من أسباب هذا التراجع أيضاً الوصول إلى درجة عالية من الثقة إلى مستوى الغرور، هذا المستوى من الثقة يرفض التقييم الذاتي أو التقييم الخارجي، فيتكون شعور لدى قياديي هذه المنظمة بأنها فوق النقد. ومن الأسباب كذلك عدم وجود استراتيجية، وعدم المحافظة على قيم المنظمة، والإدارة غير المؤسساتية، إضافة إلى ظهور منظمات قوية في المجال نفسه، يضاف إلى كل ما سبق عامل مهم ومؤشر قوي وهو عدم القدرة على الصمود والتكيف وقت الأزمات. ثمة وجهة نظر أخرى ترى أهمية مبدأ الرمزية في إدارة المنظمات، فوجود شخصية قيادية مؤثرة هو في نظر البعض سبب كاف للنجاح، هذا الرأي له منطقه ومبرراته وهو فعلاً عامل مهم في تحقيق النجاح، ومن زاوية أخرى تنظر إلى المستقبل يطل رأي آخر يقول إن النجاح الذي يعتمد على شخص واحد لا يستمر إلا إذا انتقلت المنظمة إلى العمل المؤسسي، هذا أحد الأسباب الذي يدفع بالقيادي المميز في الشركة العائلية المميزة للتحول إلى شركة مساهمة لأنه يدرك أن النجاح الذي يعتمد على شخص واحد معرض للتراجع وحدوث المشكلات، وهو نجاح مؤقت بعكس العمل المؤسسي. على مستوى الأفراد يستمر التميز باستمرار حرص الإنسان على تطوير معارفه ومهاراته، وقدرته على التكيف مع ثقافة المنظمات التي يعمل بها، يستمر الإنسان ناجحاً عندما يكون جزءاً من الحلول وليس المشكلات، ويتجاوز في أدائه وإنجازاته الحد الأدنى، ويحدد لنفسه أهدافاً خاصة في مسيرته المهنية، ويساهم في جعل بيئة العمل بيئة إيجابية تتسم بالعمل بروح الفريق والعلاقات الجيدة مع المديرين وزملاء العمل، ويحرص على تطوير نفسه. النصيحة التي تقول للموظف: كن جزءاً من الحل، هي التي تجعله عضواً فعالاً في المنظمة، وهذا لا يتحقق إلا بتفهم ثقافة المنظمة والقناعة بها والعمل وفق مبادئها، ومن النصائح المهمة التي توجه للفرد الحذر من الاعتقاد بأنه أفضل من زملائه، اترك الغرور في بيتك قبل أن تذهب إلى العمل. إن المحافظة على التميز على مستوى الأفراد والمنظمات من شأنه استمرار الصورة الذهنية للمنظمة في المجتمع. هذا التميز المستمر لا يتحقق بسهولة، من شروطه المصداقية، واستمرار الجودة في الخدمات أو المنتجات، والمسؤولية الاجتماعية.