المنصات التعليمية وفرت الإمكانات لمواصلة مسيرة التعليم في ظل الجائحة لن يكون التعليم الإلكتروني بعد أزمة كورونا كما هي الحال قبلها كما سبق وأوضحه وزير التعليم د. حمد آل الشيخ، وهذا دليل على أن القيادة الحكيمة حريصة على مواكبة التوجه العالمي المتسارع نحو التعليم الإلكتروني وتقنياته باعتباره خياراً مستقبلياً، وليس مجرد بديلٍ للحالات الاستثنائية، وهذا بلا شك سيسهم في التسريع نحو تحقيق رؤية المملكة 2030. وقد جاءت منصة مدرستي في وزارة التعليم كإحدى الأدوات لضمان استمرارية التعليم في الفترة الحالية وتطويرها فاستطاعت بجدارة مواكبة تطوير التعليم عن بُعد وإحداث نقلة نوعية بعد أزمة كورونا، فساهمت بمعلميها في انسيابية واستمرار العملية التعليمية، ونجاحها رغم الصعوبات والعوائق التي واجهتها في بدايتها. وقد عكست الأرقام التي كشفتها الوزارة مدى قدرتها وتمكنها من استيعاب ملايين الطلاب والطالبات في منصة واحدة وبمعلمين أثبتوا كفاءتهم في التعليم عن بعد، ساعدهم في ذلك توفير البدائل المناسبة لاستمرار الرحلة التعليمية عن بُعد، فقدمت الوزارة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة حزمة من التطبيقات الداعمة للعملية التعليمية، ليستفيد منها الطلاب والطالبات والمشرفون التربويون والمعلمون والمعلمات، وهذا بلا شك توجه محمود نحو تحقيق رؤية 2030. المعلمون ومدرستي وقد ساهم المعلمون في إنجاح منصة مدرستي بتفانيهم وتضحياتهم فرأينا بعضهم آلوا على أنفسهم وهم تحت العناية الطبية ليتواصلوا مع طلابهم ووقفوا معهم لمواصلة تعليمهم بالرغم مما يعانون من مرض. وهذا ما رواه مدير مكتب التعليم بمحافظة الدرعية فواز آل داوود، يقول: إنه في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد، وفي هذه الأزمة التي لم يشهد لها العالم مثيلاً خصوصاً في آثارها التي نتجت عنها والإجراءات التي سارت عليها الدول والمجتمعات في التعامل معها والتحديات التي ظهرت ولا زالت تظهر في كافة المجالات، يبرز التعليم ومنتسبوه في الصف الأول لمواجهة آثارها وتحدياتها، فالتعليم يقوم أساساً على الموارد البشرية التي تنتج وتطور كافة الموارد الأخرى لتحقيق المستهدفات الوطنية. فخلال الأيام الماضية شاهدنا نماذج أبهرتنا في قطاع التعليم، لفتت الأنظار وصارت مضرب أمثالٍ ومثار أحاديث، حتى وقف الناس مترددين في التعبير عن مشاعرهم نحوها بين الإعجاب والشكر والمكافأة.. من هذه النماذج المذهلة المعلم محمد الفيفي معلم اللغة العربية في مدرسة أبي عمرو الداني الابتدائية، الذي شارك زملاءه وطلابه التعلم والتعليم في هذه الأزمة العالمية، وهو يواجه وأسرته أزمة صحية مزمنة وخطيرة، ألزمته السرير الأبيض. فقبل كل شيء ليعرف الجميع أن له الحق النظامي والأدبي ألّا يعمل وأن يلزم الراحة مدة ستة أشهر براتب كامل، ثم تختلف المعاملة الإدارية والمالية حسب وضعه الصحي، أقول ذلك ليعلم القارئ الكريم جزءاً من تضحية هذا المعلم النبيل - وغيره الكثير - ليواصل التعليم عبر الوسائل التقنية المتوفرة وأظنه هو الذي وفرها مجتهداً متبرعاً مستمتعاً، ليستمر في أداء عمله وتعليمه لطلابه وتواصله معهم في مشهد لا يعرفه إلا من كابده وعايشه. ويضيف آل داوود: هذا النموذج من المعلمين والمعلمات ليس فريداً في بلادنا ولله الحمد، فقد وقفت على حالات عديدة منها حالة المعلمة منيرة الشيباني في مدرسة هجرة بوضة الابتدائية التي تدرس طالباتها وهي ترقد في العناية الطبية في المستشفى، وغيرها كثير ممن تحاملوا على معاناتهم الصحية فقطعوا إجازاتهم المرضية وأقبلوا يُعلّمون طلابهم وطالباتهم، تضحية منهم حتى لا يتوقفوا عن التعلم، وهي تضحية كبيرة ولها معانٍ جليلة، يقدمها المعلمون والمعلمات بصدقٍ، بعيدين عن الأضواء إلا حينما يتحدث عنهم الزملاء والآباء والطلاب وينشرون صورهم بتقدير وإعجاب. مسيرة جديدة ويرى مدير المعهد العلمي بالدرعية د. خالد الرومي أننا اليوم نقف عند مسيرة جديدة من التعليم وصفحة مميزة من صفحات التعليم وهو التعليم الإلكتروني الذي يشهد تجربة مميزة للتعليم من خلال المنصات التعليمية والتعليم الإلكتروني حيث وفرت دولتنا المباركة جميع الإمكانات لمواصلة مسيرة التعليم في ظل جائحة كورونا، فحظي التعليم برعاية وعناية كبيرة وفائقة، وفي محافظة الدرعية كغيرها من سائر مناطق ومحافظات المملكة يحظى التعليم عن بعد برعاية ومتابعة واهتمام من سمو المحافظ. وفي المعهد التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية توفرت جميع الإمكانات التعليمية وعلى وجهة الخصوص من خلال منصة معهدي التي تتيح للطالب والمعلم التفاعل وتقديم تجربة تعليمية مميزة ومبتكرة ويستفيد من المنصة 600 طالب و65 معلماً، يقدمون خلالها دروسهم عبر الفصول الافتراضية ومحتوى تعليمي تفاعلي من خلال النشاطات التعليمية، والواجبات وغرف النقاش ومحاضرات الفيديو والعروض التعليمية والملفات المرفقة. أموال ضخمة لتذليل التعلم وأشاد د. عبدالعزيز العسكر بما تبذله حكومتنا من أموال ضخمة لتذليل التعلم عن بعد من أجل تحقيق هدفين مهمين أحدهما: استمرار عملية التعليم حتى لا يضيع مستقبل الأجيال الناهضة والهدف الثاني: المحافظة على سلامة جميع منتسبي التعليم طلاباً ومعلمين وإداريين وكذا سلامة أسرهم من العدوى ولقد تنبه الناس من خلال هذا التصرف إلى أهمية التقنية واستخداماتها المبهرة. لذا فبالرغم من الكلفة الضخمة ووجود بعض سلبيات الدراسة عن بعد إلا أنها نقلت الناس فنياً وتقنياً وهذا يسرع من عملية التحول الرقمي الذي هو هدف من أهداف رؤية المملكة 2030. ويرى سلطان بداح العشان عضو مجلس محافظة الدرعية وولي أمر طلاب أن المتتبع لنهج قيادتنا الحكيمة في كل الظروف التي أحاطت بالعالم في ظل جائحة كورونا يجد أنها قدمت الكثير من الوسائل والطرق لراحة شعبها وحمايته من هذه الجائحة ويظهر ذلك جلياً في كل القطاعات الحكومية والخاصة، فأولت اهتماماً بالغاً في تعليم أبنائنا وبناتنا بتوفير كل ما هو من شأنه استمرار العملية التعليمية ومن أهم ذلك توفير منصة مدرستي التي تخدم هؤلاء الفئة من خلال معلمين وإداريين وقيادات ومشرفين فربطت بينهم بغرض متابعة الشروحات والواجبات والاختبارات والحضور عن بعد عبر منصة مدرستي وتطبيقاتها التابعة لها، فوفرت الجهد واستعملت الوقت فيما يعود بالنفع واستمرارية التعليم ولم تدخر جهداً لنجاحها، وبالفعل أثبت المعلمون والمعلمات والإداريون والإداريات والقادة والقائدات والوزارة أنهم قادرون بجهودهم المشكورة والمعتمدة على توفيق الله في جعل التعليم عن بعد أمراً حتمياً. كما يرى المواطن سعود الناصر أنه خلال فترة كورونا برزت العديد من النتائج الإيجابية لأبنائنا طلاب وطالبات ومنها: تنمية الاستخدام الأمثل للحاسب الآلي والشبكة العنكبوتية لمنتسبي التعليم والطلبة، ومنح الطلبة مرونة في وقت تلقي التعليم وفي المكان الذي يوجدون فيه دون تقيد بالحضور لقاعات الدراسة التقليدية. ويرى د. حسين القريني أن وزارة التعليم قامت بالاستعداد لمنصة مدرستي منذ الإعلان عن انطلاق التعليم عن بعد وبحكم عملي كمعلم للمرحلة الابتدائية أعمل في وقت مختلف عن الوقت الذي يدرس فيه أبنائي، والمنصة ساعدتني على التوفيق بين متابعتهم والتدريس ومتابعة أبنائي الطلاب عبر منصة مدرستي، وهذا أثبت أن المملكة في تجربتها مع التعليم عن بعد، أنها قادرة بحول الله على إدارة الأزمات والتغلب عليها بما وفرته وزارة التعليم من إمكانات مادية وبشرية بدعم من القيادة الحكيمة. نجاح بالأرقام وما يؤكد نجاح التعليم عن بعد ما تحقق من نجاحات كشفتها إحصائيات منصة مدرستي للتعليم عن بُعد في المدارس الحكومية، حيث بلغ عدد الطلاب المستفيدين منها 4,215,027 طالباً وطالبة يمثلون 84 % من إجمالي الطلاب والطالبات في المراحل الدراسية الثلاث البالغ عددهم 5.020.088، إضافةً إلى 411,963 معلماً ومعلمة، و20,709 من قادة المدارس في مختلف المناطق والمحافظات. وسبق وأعلنت الوزارة بعد انطلاق منصة مدرستي عن ارتفاع عدد الدروس الافتراضية من 37,081 درساً خلال يوم ليصل إلى 1,324,758 درساً خلال يومين بارتفاع يصل إلى الضعفين ونصف الضعف ونسبة 280 %، فيما بلغ عدد مشاهدي قناة عين يوتيوب 99 مليون مشاهدة خلال ثلاثة أيام. فيما بلغت عدد الواجبات المنزلية للطلاب والطالبات عبر منصة مدرستي خلال يوم واحد 696,497 واجباً مدرسياً، فيما بلغ إجماليها خلال يومين 972,444 واجباً، فيما سجلت المنصة ارتفاعاً في أرقام المستفيدين بلغ نسبة 140 % خلال أسبوع التهيئة الأول فقط والذي بلغ فيه عدد المستفيدين 2,989,908 طلاب وطالبات. وهذا التحول السريع في تعليمنا إلى العالم الرقمي يعد من أهم ما تضمنته رؤية المملكة 2030 الرامية لتسريع التعاملات الإلكترونية، وجاءت جائحة كورونا لتسهم في ذلك - فرب ضارة نافعة - فمنصة مدرستي كأحد الحلول للتعليم عن بعد التي سهلت للمواطنين والمقيمين التعلم تقنياً عبر منصات إلكترونية وتطبيقات متعددة تهدف لتحسين جودة الحياة وتحقيق معدلات عليا لرفاهية المواطنين والمقيمين، وتشكيل نمط حياة مجتمع يعتمد في تواصله وتفاعله على التقنية. فواز آل داوود د. خالد الرومي سلطان العشان سعود الناصر