لم يكن قرار وزارة التعليم ببدء العام الدراسي لأول سبعة أسابيع عن بعد مفاجئاً للمتابعين ولا لأولياء الأمور والطلاب فحسب المعطيات التي تعيشها المملكة وكافة دول العالم بسبب أزمة جائحة كورونا كان من الطبيعي أن تكون بداية العام الدراسي عن بعد حفاظا على سلامة الطلاب والطالبات وأسرهم والحيلولة دون أي تفشيات للوباء قد تحدث بسبب التجمعات والتي لم يكن بالإمكان منع حدوثها في المدارس إلا باعتماد التعليم عن بعد. وزارة التعليم وفقت في قرارها والذي تضمن اعتماد منصة مدرستي بديلا عن الحضور للطلاب والطالبات كما وفقت في توزيع اليوم الدراسي على فترتين ليتسنى للأسر متابعة أبنائهم دون أن يكون هناك ضغوط في عامل الوقت أو توفير مزيد من الأجهزة في الأسر التي لديها عدد من الأبناء والبنات في مراحل التعليم المختلفة. وعلى الرغم من أن قرار وزارة التعليم المتضمن السماح للطلاب والطالبات الذين لا تتوافر لديهم أجهزة يمكنهم من خلالها متابعة تعليمهم عن بعد بالحضور للمدرسة ليوم واحد في كل أسبوع بالتنسيق مع المدرسة إلا أن هذا الحضور يحتاج لاتخاذ المزيد من الضوابط للحد من حضور الطلاب أو الطالبات أو أولياء أمورهم بأعداد كبيرة وبالتالي حدوث تجمعات تزيد من احتمالية انتقال الفيروس وانتشار العدوى. الأنموذج المشرق في كورونا وإذا نظرنا إلى بعض الجوانب الإيجابية التي أفرزتها أزمة كورونا نجد أن هناك الكثير من الشواهد التي برهنت على كفاءة الأجهزة الحكومية في التعامل مع هذه الأزمة والخروج بأقل الخسائر فما حققته وزارة الصحة بالتضافر مع الجهات الحكومية المختلفة من قدرة فائقة في التعامل مع هذه الجائحة والحد من الإصابات والوفيات بشكل خاص مقارنة مع دول العالم يمثل نموذجا مشرقا ومفخرة للوطن. كما أن قدرة الأجهزة الحكومية في تفعيل التقنية والحكومة الإلكترونية والعمل عن بعد يؤكد على نجاح الخطط والجهود التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين في تفعيل التقنية والاستفادة من تطبيقاتها في كافة شؤون الحياة المختلفة بما يحقق خدمة الوطن والمواطنين وهو ما تضمنتها رؤية المملكة 2030م. البدائل التعليمية وزارة التعليم استطاعت منذ إعلان تعليق حضور الطلاب والطالبات لمقاعد الدراسة في الفصل الدراسي الثاني من العام المنصرم توفير العديد من البدائل التعليمية للطلاب والطالبات في مراحل التعليم العام وفي وقت وجيز بتفعيل القنوات التعليمية ومنصات التعليم الرقمي والتي تمكنت من خلالها الوزارة استكمال المناهج الدراسية.. وبالرغم من أن تلك الحلول كانت بحاجة لتفعيل التواصل المباشر بين المعلم والطالب بالإضافة لوجود آلية للمتابعة والتقييم وقياس الأثر التعليمي على الطالب والطالبة إلا أنها استطاعت أن تصل بالعام الدراسي المنصرم لبر الأمان وتحقق نتائج كبيرة في مستوى تحصيل الطلاب والطالبات من العلم والمعرفة. منصة مدرستي اعتمدت وزارة التعليم منصة مدرستي وستكون عمليات التعليم والتعلم عبر هذه المنصة والتي وضعت عليها كل الكتب الدراسية التي يحتاج إليها الطلاب والطالبات في كل الصفوف، بالإضافة لفيديوهات لشرح المواد التعليمية وسيجد الطلاب المادة العلمية التي سوف يدرسونها. كما يمكن للمدارس الأهلية والعالمية الاستفادة من المنصة، وتشتمل المنصة على المحتوى الرقمي وهو محتوى إلكتروني تعليمي مساند ومتنوع وميسر للتعليم، يلبي كافة الفروق الفردية. وتقدم فيها الأنشطة التعليمية وتشمل إجابات واختبارات إلكترونية وأدوات تعليمية مساندة لتخطيط وتنفيذ التعليم والتطوير الذاتي المستمر. مما يمكنها من تحقيق التواصل الفعّال عبر قنوات متنوعة ومتجددة للتواصل بين منتسبي المدرسة فيما بينهم وأولياء الأمور. كما تتيح قياس المؤشرات والإحصائيات من خلال استبيانات إلكترونية لقياس الأداء وتحليل النتائج، وستقدم تقارير وإحصائيات توضح مستوى الانضباط وتقدم التعلم. المعلمون والمعلمات أكد قرار وزارة التعليم للعام الدراسي الجديد على أن يكون حضور المعلمين والمعلمات مع طلابهم عن بعد مع الحضور للمدرسة ليوم واحد في الأسبوع لمتابعة الطلاب أو الطالبات الذين لا يتمكنون من الدخول عبر منصة مدرستي ومتابعة التكليفات وإجراء التقييمات لهم. ولا شك أن المعلمين والمعلمات سيكون عليهم عبء أكبر ومهام ستتطلب بذل المزيد من الوقت والجهد خاصة وأن المتابعة ستتطلب من كل معلم معلمة تخصيص وقت لكل وطالب وطالبة في الشرح والتدريب والتقييم. أولياء الأمور في الفصل الدراسي الثاني من العام المنصرم كان العبء الأكبر في العملية التعليمية بعد تعليق الحضور للمدارس على الآباء والأمهات في متابعة أبنائهم والتأكد من انتظامهم في حضور الحصص الدراسية عبر قنوات عين أو المتابعة عبر المنظومة التعليمية التي طبقت في بعض المراحل الدراسية وفي هذا العام تتواصل المسؤولية على الآباء والأمهات ليكونوا جنبا إلى جنب مع المعلمين والمعلمات لمتابعة حضور أبنائهم الحصص الدراسية ومتابعة أدائهم للتكليفات والواجبات اليومية والتعاون مع المعلمين والمعلمات بما يحقق لأبنائهم وبناتهم أفضل مستوى من التعليم وبما يحقق الأهداف المرجوة من توفير التعليم الإلكتروني عبر المنصات التعليمية والقنوات الفضائية كبدائل وحلول لمواجهة جائحة كورونا. منصة مدرستي حل جديد لاستمرار العملية التعليمية التعليم عن بعد خيار مهم للمحافظة على سلامة الطلاب والطالبات