حين نعزز الإيجابية بين أفراد المجتمع فإننا نغير حياتهم نحو الأفضل، ونعطيهم الأمل بمستقبل أفضل، نوضح لهم أن الوقت الحاضر هو الميدان الذي نستطيع فيه أن نحقق كل ما نريد من إنجازات، فالشعوب الحية المنتجة هي التي تدرك أن الوقت الحالي هو وقت الإنجاز واكتساب القوة والصحة.. توقف المسافر لتعبئة سيارته في محطة الوقود، كان متذمراً وبمزاج متعكر، سأل عامل المحطة: هل سكان القرية القادمة بنفس جلافة وقساوة سكان هذه القرية؟ أجابه العامل: أعتقد أن هذا ما ستجده، بعد قليل وصل المحطة مسافر آخر، سلم على عامل المحطة وهو يبتسم، وقبل المغادرة سأل العامل: هل تظن أن سكان القرية القادمة بنفس أريحية وصداقة هذه القرية؟ أجاب العامل: أعتقد أن هذا ما ستجده. حياتنا تعبير وانعكاس لما نحمل من توجه سواء كان إيجابياً أو سلبياً، فالإنسان هو المشكل والمبدع لظروفه في الحياة، وقد منحنا الله الحرية لنختار أفكارنا، وأن نتحدث إلى أنفسنا بالأفكار البناءة وكلمات القوة والمحبة والتعاون، أو أن نختار عكس ذلك. تغيير بوصلة الحياة للأفضل يتطلب تبني أفكاراً بناءة وإيجابية، ليس على مستوى الأفراد فقط ولكن على مستوى المؤسسات والشعوب والدول. من السهولة أن يتسلل الإحباط والتذمر إلى الإنسان حين يبرمج عقله الباطني بأفكار سلبية، فيظل يبحث عن السلبيات في كل ما يواجهه، تحدثه عن أي إنجاز فيذكرك بما سمع أو قرأ من عقبات أو إهمال، تتحدث له عن المستقبل فيحدثك عن الماضي، تحدثه عن النور الذي في آخر النفق فيحاول إقناعك أن الظلام يزداد شدة وأنه لا نهاية للنفق. كل المنجزات العظيمة في التاريخ صنعها عصاميون إيجابيون متفائلون، لديهم أحلام كبيرة يسعون بجد وثقة لتحقيقها، يستمتعون بكل مراحل البناء، إن سقطوا قاموا من جديد، وإن أفلسوا بحثوا عن مصدر آخر للتمويل، وإن فشلوا عشرات المرات حاولوا ولو للمرة الواحدة بعد المئة حتى ينجحوا. حين نفكر بإيجابية تتراءى لنا كل النجاحات التي حققناها في حياتنا مهما كانت صغيرة مما يشعرنا بالسعادة ولذة الإنجاز، ويمنحنا الثقة بأنفسنا، وعندما نفكر بالفشل يبدأ العقل الباطني في فتح الملفات السلبية التي يحتفظ بها في الذاكرة فيستعرض أمامنا تجارب الفشل ويكررها. من صفات الإيجابية أن يكون الشخص ودوداً ومنطلقاً وسعيداً، وأن يكون متفائلاً وينظر إلى الجانب الأكثر إشراقاً في الحياة، وأن يهتم في جعل العالم مكاناً أفضل نحيا فيه جميعاً. حين نعزز الإيجابية بين أفراد المجتمع فإننا نغير حياتهم نحو الأفضل، ونعطيهم الأمل بمستقبل أفضل، نوضح لهم أن الوقت الحاضر هو الميدان الذي نستطيع فيه أن نحقق كل ما نريد من إنجازات، فالشعوب الحية المنتجة هي التي تدرك أن الوقت الحالي هو وقت الإنجاز واكتساب القوة والصحة، وأن نستمتع بالمتع الكثيرة المتاحة لنا في الحياة. من هذا المنطلق علينا أن ننطلق لنبني مجتمعاَ صحياَ منتجاَ وذلك بوسائل كثيرة من أهمها: أولاً. تعزيز النظرة الإيجابية لنا ولمن حولنا ممن نتعامل معهم لما لها من دور مهم في تكوين شخصية الإنسان، فهي القوة التي تجعله يتمتع بالصحة البدنية والنفسية، وتجعله محباً للحياة محافظاً على صحته ومحارباَ للأمراض قبل حدوثها، فالنظرة الإيجابية هي التي تبعد الخوف والقلق والوساوس والسلبية والتوتر، كما تسهم في التغلب على مصاعب الحياة. ومن هنا يجب أن تكون الإيجابية مكوناً أساسياً في مناهج التعليم العام والجامعات وسلوك معلميها وقادتها، فالإيجابية تعطي الأمل وتفتح العقول للإبداع والتميز، الشخص المتفائل يتمتع بروح قادرة على الإنجاز، ويستطيع أن يرى الفرص في كل التحديات. ثانياً. المملكة تتمتع بميزات نسبية لا تتوافر لغيرها، ففيها مكةالمكرمة والمدينة المنورة وما لهما من مكانة روحية عظيمة، وما يعنية ذلك من قوة ناعمة وفرص اقتصادية تجعلنا نتفاءل ونشكر الله على هذه النعمة العظيمة، والمملكة هي الأولى في العالم بالنسبة للطاقة الأحفورية القابلة للاستخراج بأسعار منافسة، ولديها الموقع المتميز بين قارات العالم، ولديها قيادة متحفزة ومستعدة للمزيد من التقدم والإنجاز، قيادة تقول لنا بكل صراحة: حدودنا السماء وهمتنا وطموح شعبنا مثل جبل طويق بشموخه الجغرافي والتاريخي. كل ذلك يدفعنا إلى المزيد من العمل الجاد والتفاؤل والنظرة الإيجابية. يقول صلى الله عليه وسلم: "إن من البيان لسحرا" والإعلام بكل قنواته يجب أن يبين عظمة هذه البلاد وقيمتها وثرائها وقدرتها على أن تصبح دولة كبيرة متقدمة، بل ونموذجاً يحتذى في طيبة أهلها ونظرتهم المتفائلة للحياة وحسن تعاملهم مع من يفد إليهم، أو حين يذهبون للخارج حاملين معهم رسالة الحب والسلام وكل ما يتمتع به هذا الشعب من كرم وطيبة ووفاء، واثقين بأنفسهم وبما تتمتع به بلادهم من نعم الله الكثيرة.