كشفت دراسة أجرتها مجموعة من الباحثين في "هولندا" وعلى رأسهم الدكتور "أريك جيلتاي" الخبير في مؤسسة الصحة النفسية، أن التفاؤل بالنسبة للرجل يجنبه الإصابة بأمراض القلب، وأن الرجل المتفائل يظل متفائلاً حتى بعد تقدمه في العمر، حيث يكون في أشد الحاجة إلى هذا التفاؤل. أكد الدكتور "جيلتاي" أن التفاؤل يرتبط بصورة قوية بالحفاظ على صحة الإنسان البدنية ويجنب الوفاة بمرض الشريان التاجي. وعلى الرغم من أن الدراسة التي شارك فيها 545 رجلاً بين عمر 64 و84 واستمرت ل 15 عاماً متصلة لم تتضمن امرأة واحدة، إلا أن الدراسة تؤكد أهمية التفاؤل لقلب المرأة، وهو ما أشار إليه الدكتور "جيلتاي" وزملاؤه في دراسة أخرى، أكدوا فيها أن التفاؤل يعني الاندماج في الأنشطة الحياتية اليومية مع التزود بالتوقعات العامة الإيجابية حول المستقبل. لم تثبت الدراسة أن التفاؤل وحده ينقذ قلب الرجل، لكنها أوضحت أن الإنسان المتفائل بوجه عام يميل إلى الاعتناء بنفسه وإلى التكيف بصورة أفضل مع المشاكل، وإذا كان البعض يولدون متفائلين بصورة طبيعية فإن البعض الآخر عليهم تعلم النظرة الإيجابية للحياة حتى يمكنهم جني ثمارها، لكن كيف السبيل إلى تعلم تلك النظرة الإيجابية للحياة؟ تجيب عن هذا التساؤل الدكتورة "دانا لاتيمان" في كتابها قوة التفاؤل: "استمتع بحياتك واخلق نجاحك"، فتقول إن عملية تعلم النظرة الإيجابية للحياة تشبه إعداد الأرض للزراعة وذلك بالبدء في إزالة الأعشاب الضارة والأحجار منها حتى يمكن زراعة محصول جديد يفيد الإنسان، وبالتالي فإن تعلم الإنسان النظرة الإيجابية للحياة يكون بالبدء في إزالة الأفكار السلبية من داخله، وهي الأفكار التي تعيقه عن رؤية الحياة بالصورة السليمة والتي تؤدي به في النهاية إلى الانهيار والفشل في الحياة. وعندما تصبح الأرض معدة لغرس بذور التفاؤل يتم البدء بنشر البذور الجديدة التي هي عبارة عن المواقف المسؤولة والعقل المتفتح الذي يميل إلى الابتكار والمعلومات الجيدة تجاه نواحي الحياة المختلفة. إن الفوائد التي يجنيها الإنسان من التفاؤل تستحق منه العناء المبذول فيها، فالتفاؤل لا يقي صحة الإنسان فقط من الأمراض المتوحشة بل يجعله يعيش نوعاً أفضل من الحياة، خاصة في هذا الزمان المعقد المتسارع الإيقاع.