لا تملك إلاّ أن تشعر بالزهو وأنت تشاهد تلك القفزات والتوثّبات التي تشهدها وزارة الثقافة في مشروعات ومبادرات ثقافية تتجاوز التنميطات الطبيعية، وتؤكّد - في كلّ مرة - أنها تتعاطى مع الشأن الثقافي كفعل حضاري؛ إذ إنّ الثقافة لا تنمو ولا تتمدّد إلاّ في ظلّ بيئة حضارية تمنحها فرصة النماء والارتقاء في مدارج المعرفة، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على الثقافة وتثميرها وزيادة الرأس المال الثقافي في مملكتنا الحبيبة، مستفيدين من مقوّماتها الحضارية والتاريخية فضلاً عن موقعها الاقتصادي والسياسي المميز. هذا الأسبوع أطلقت وزارة الثقافة مبادرة الجوائز الثقافية فاتحة المجال للمشاركة والترشيح للعموم وفق مسارات متنوعة، تشمل جميع المجالات الإبداعية في القطاع الثقافي السعودي. وهي مبادرة تأتي ضمن برنامج جودة الحياة، أحد برامج تحقيق رؤية 2030، وتقدمها وزارة الثقافة لتكريم المبدعين في المجال الثقافي السعودي، وفي مختلف الأفرع الثقافية، متضمنة 14 جائزة ثقافية، سيتم منحها بشكل سنوي لأهم الإنجازات الثقافية التي يحققها الأفراد السعوديون أو المؤسسات الناشطة في المملكة. وتتوزع الجوائز إلى جائزة شخصية العام الثقافية، وجائزة الثقافة للشباب وجائزة المؤسسات الثقافية، بالإضافة إلى جائزة الأفلام والأزياء والموسيقى والتراث الوطني والأدب والمسرح والفنون الأدائية وغيرها. وتسعى وزارة الثقافة من خلال هذه الجوائز - كما أشارت في إعلانها - إلى تقدير المساهمات التي يقدمها المثقفون في المملكة والاحتفاء بإنجازات الموهوبين من أفراد ومجموعات ومؤسسات بشكل سنوي في القطاعات الثقافية والفنية كافة، وذلك من منطلق مسؤولياتها تجاه دعم الإنتاج الثقافي المحلي وتمكين المبدعين من مواصلة منجزاتهم الثقافية. لا شك أن هذه المبادرة تعكس الحراك الديناميكي للحالة الثقافية؛ إذ إنها ستخلق نوعاً من التنافس بين المثقفين على اختلاف مراحلهم العمرية، وكذلك المؤسسات على تقديم منتج ثقافي وإبداعي لافت؛ الأمر الذي سيخلق حالة حيوية تنتعش معها الأفكار وتنطلق القدرات الكامنة لدى المثقفين خصوصاً الشباب، واستثمار المواهب والقدرات المختلفة لدى المبدعين، وهو ما سيضفي السعادة والحيوية وتعزيز القدرات الإبداعية لدى الجنسين. وتشكّل الجوائز المادية المرصودة حافزاً مهماً لدى المشاركين، فضلاً عن التقدير المعنوي الذي يعزز من ثقة المبدع والمثقف، وبما يسهم في تفعيل الحراك الثقافي في شتى حقول المعرفة والثقافة والفنون.