مقولة: (لا تضع لنفسك منزلة عالية عند الآخرين فتسقط في بحر الندم). إن صدق ظني فهناك كثير من الناس خاضوا بحر الندم وعانوا ويلات توقعاتهم التي أخذتهم إلى محيط من الآثار العاطفية والعصبية والنفسية والمشاعر السلبية وخيبة الأمل والإحباط وليس في محيط العسل. كما أنّ لنفسك عليك حقًا فلا تزد الأمور سوءًا بالبحث في بقايا الذكريات الصعبة مع أولئك الذين لا يدركون منزلة الإنسان. نعم أحسست فترة من حياتي، ولا أزال بندم شديد على الثقة العمياء، التي منحتها، وعدم الاستماع لنصيحة الناصحين بتغيير اتجاه دفة سفينة حياتي. ترى: هل الندم بداية إيجابية أم سلبية؟ الندم في كثير من الأحيان لتصحيح الأوضاع، ووضعها في المكان السليم حتى يستطيع العقل أن يدرك الصواب من الخطأ، وإلا مضت أيامنا ندمًا على ما فات، وانهارت القيم الشخصية التي يعتز بها كل إنسان. «اعمل المعروف وارمه في البحر»، ولِمَ الندم والله - سبحانه وتعالى - خلق لنا عقولاً لنفكر ونتدبر أمورنا؟ البحر عميق ويخفي في أعماقه كثيرًا من التناقضات، لكنه الضمير الذي يسكن في أعماقنا ويتعذب معنا إذا تجاوزت أفعالنا المنطق والمعقول». لا يطفئ نار الندم وغصّته وويلاته إلا التوبة وتصحيح ما يبرر ذلك الندم. أجزم أن هناك كثيرًا ممن ذاق ويلات الندم، وهناك كثيرًا ممن تجاوز ويلات الندم حين ذاق طعم بحر العسل وأعاد الأمور إلى نصابها. كم من إنسان تنازل عن منزلته التي أهانت نفسه ووضعت رجله في طريق مظلم، وكم من إنسان لم يعط نفسه حقها فشعر بالندم لكن بعد حين. قال الرئيس الأميركي السابق ثيودور روزفلت «المقارنة هي لص السعادة». فهناك من لا يستطيع الشعور بالرضى عن ذاته أو حياته؛ لأنه يقارنهما بما يمتلكه الآخرون بشكل يقزّم ما يمتلكه، ومن أسوأ المشاعر الإنسانية التي تعيق التفكير والتأمل أحيانًا نتمنى لو اتخذنا قرارًا مختلفًا عن هذه المشاعر قد تغرقنا في بحر الندم الذي لا شاطئ له، فهو يتسع لكل مَن رفع سقف توقعاته. ونفشل في الوصول إلى الأهداف الشخصية التي وضعناها لأنفسنا. همسة لأولئك المتحمسين: خفّضوا من مستوى توقعاتكم مع الآخرين لكيلا تصدموا بالواقع الموجع المؤلم. وفي الختام؛ من المؤسف لكنه واقع في قاموس حياتنا الاجتماعية هناك عبارات تقلل من شأن الإنسان، وتأخذه إلى قعر بحر الندم حين يسمع تلك العبارات التي تقصده مثل («ما عندك ما عند جدتي»)، مع العلم أن الجدة أخبر وأعلم من كثير، فكيف بعصرنا الحالي، و(ما عنده سنع)، وهو ذو خبرة ودراية.. إنها عبارات تندم على سماعها، تتداول بين طبقات المجتمع. ترفّع عن أصحاب المواقف السلبية، لكن لا ترفع رأسك كثيرًا، وتتوقع كثيرًا ممن لهم في العقل والقلب مكان. من أقوالي (خيبة أمل حين تظن مكانك في القمة عند الآخر فتجد نفسك في الحضيض).