هل سمعت بشركة ماي سبيس؟ الكثيرون لا يعرفونها، لكنها كانت ذات يوم من أشهر شبكات التواصل الاجتماعي في العالم، واجتمعت مع مالك شركة فيسبوك منافسها، وذلك قبل أن تكون فيسبوك بضخامتها اليوم آملة أن تدمج الشركتين، وعرض عليها المالك شراء فيسبوك بمبلغ 75 مليون دولار فاستكثرت المبلغ ورفضت، واليوم فيسبوك قيمتها مئات المليارات من الدولارات، وماي سبيس اشترتها شركة فيما بعد بمبلغ 35 مليون دولار. الشركات الكبيرة تسير على مناهج مدروسة لكنها تصنع أحياناً أخطاء هائلة، فمثلاً لماذا أعلنت شركة كوداك إفلاسها العام 2012م؟ كوداك تعمل في عدة مجالات لكنها تركت المجال الذي اشتهرت به: الكاميرات في السبعينات الميلادية اخترعت كوداك أول كاميرا رقمية في وقتٍ كانت فيه الكاميرات العادية هي السائدة، وأيقنت أنها ستسيطر على السوق، لكنها تراجعت بعد أن أدركت أنها تسيطر على سوق الكاميرات التقليدية، وإذا بدأ الناس بشراء الكاميرات الرقمية سيؤثر هذا عليها، فألغت مشروع الكاميرا الرقمية. بعد 20 سنة بدأ منافسوها ينتجون الكاميرات الرقمية وصارت هي السائدة، حينها بدأت كوداك في إنتاجها لكن سبقها المنافسون الآن، وخرجت كوداك خاسرة. في أوائل الإنترنت قد تتذكر بعض المواقع مثل لايكوس وياهو، لكن كان موقع إكسايت الناجح من أوائلها، ولما كانت غوغل شركة ناشئة عرضت على إكسايت أن تشتريها بمليون دولار فرفضت إكسايت، وفاوضتها حتى خفضت غوغل المبلغ إلى 750 ألفاً، ومع ذلك رفضت، ونعرف اليوم شعور إكسايت تجاه هذا القرار. وفي قصة تشبه قصة ماي سبيس فإن هناك منافسة قديمة شرسة بين الأبطال الخارقين، فهناك مارفل كوميكس والتي تمتلك شخصيات إكس مان وسبايدر مان وهولك، ومنافستها دي سي كوميكس، وفي الثمانينات عانت دي سي من مشكلات إدارية فرغبت في بيع شخصياتها الشهيرة على المنافسة مارفل والتي رفضت العرق بازدراء، ظانة أن شخصيات دي سي فاشلة، وبعد 10 سنين ترنّحت مارفل وهَوَت في حضيض الإفلاس، وفي آخر لحظة اشتُريت وأُنقِذت بعد أن رفضت شراء شخصيات دي سي ومنها أسماء لا شك أنك تعرفها: سوبرمان، باتمان، وندر وومان! غلطة الشاطر بعشرة، والخسارة بعشرات الملايين!