أكد سعادة السفير سعد بن محمد العريفي رئيس بعثة المملكة لدى الاتحاد الأوروبي أنه في ظل ما يعيشه العالم في هذه الفترة الراهنة من انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19)، تميزت القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله-، في اتخاذها للقرارات الحكيمة التي كان لها الفضل بعد توفيق الله تعالى في احتواء المملكة لتفشي هذا المرض ومكافحة انتشاره والآثار الجسيمة المترتبة عليه التي ظهرت في دول أخرى من العالم، وكان الهدف الأسمى لهذه القرارات في المقام الأول صحة الإنسان مواطناً ومقيما، وسخرت الدولة كافة إمكاناتها لقاء ذلك، وأكدت على ذلك مضامين كلمة مولاي خادم الحرمين الشريفين التي ألقاها بهذه المناسبة. وفي سياق الحديث حول رئاسة المملكة العربية السعودية لمجموعة العشرين قال سعادة السفير سعد العريفي: إن المكانَة التي تحظى بها المملكة على المستويين الإقليمي والدولي بادرت من خلالها لتنسيق الجهود الدولية وتعزيزها في مكافحة هذه الجائحة، جاء ذلك من خلال الاتصالات الهاتفية التي تبادلتها القيادة في هذا الشأن مع قادة الدول المختلفة، وتُوجت بالقمة الافتراضية لمجموعة العشرين برئاسة المملكة، وما صدر عنها من بيانٍ ختامي يؤكد على التضامن مع الشعوب التي تعرضت لهذه الجائحة، وموحدة للجهود الدولية في مواجهتها، ومعيدة الثقة للاقتصاد العالمي. وتلبيةً لما تم الالتزام به في هذه القمة تبرعت المملكة بمبلغ 500 مليون دولار أمريكي مع دعوتها لكافة الدول والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الخيرية لسد الفجوة التمويلية اللازمة لمكافحة هذه الجائحة والمقدرة بأكثر من 8 مليارات دولار أمريكي. وفي صدد مكافحة هذه الجائحة على المستوى الدولي ولريادة المملكة في هذا المجال أضاف السفير: فقد دعت السيدة اورسيلا فان ديرلاين رئيسة المفوضية في الاتحاد الأوروبي المملكة، لتشارك في استضافة مؤتمر المانحين (Co-host) للتصدي لجائحة كورونا كوفيد 19 المقرر عقده افتراضيا في 4 مايو القادم. ونحو مواصلة هذه الجهود أشار سعادة السفير بأنه عُقدت عدة اجتماعات وزارية على مستوى مجموعة العشرين برئاسة المملكة العربية السعودية لوزراء المالية والطاقة والصحة والسياحة والزراعة، وكذلك اجتماع مجموعة عمل التجارة والاستثمار، والاجتماع الاستثنائي لمجموعة أصدقاء التنمية المستدامة بمشاركة المندوب الدائم للمملكة لدى الأممالمتحدة، وكانت مخرجاتها متركزةً حول الأولوية المشتركة في التصدي لجائحة كوفيد 19 وآثارها الصحية والاجتماعية والاقتصادية المتداخلة، مع إعداد خطة عمل مشتركة حول هذه الأزمة من خلال إجراءات متوسطة وطويلة المدى لتنفيذ ما أكدت عليه قمة مجموعة العشرين لدعم الاقتصاد العالمي واستقرار اسواق الطاقة وأمنها، والعمل مع المنظمات الدولية لمساعدة البلدان النامية، والالتزام بمعالجة الآثار المباشرة للأزمة وحالة التعافي منها، ودشنت المجموعة في سبيل ذلك مبادرة تسريع الوصول للأدوات الصحية الخاصة بالجائحة، ومحاولة سد الفجوة التمويلية القائمة في القطاع الصحي، مع تأكيد وزراء صحة المجموعة بأن صحة الشعوب وسلامتها هي هدف جميع القرارات المتخذة لحماية الأرواح ومعالجة المرضى من فيروس كورونا المستجد، وتعزيز الأمن الصحي ورفع فاعلية النظم الصحية العالمية، والقدرة على الاستجابة للوقاية من التهديدات الوبائية، والاستعداد التام لاتخاذ أي اجراءات اضافية لاحتواء المرض. وقال السفير سعد العريفي أنه في سياق متصلٍ بذلك تبرعت المملكة ب10 ملايين دولار أمريكي لمنظمة الصحة العالمية، إضافةً إلى تقديم مبلغ 25 مليون دولار لمكافحة هذا الوباء في الجمهورية اليمنية، وتوقيع عقود تأمين خدمات وأجهزة ومستلزمات طبية للشعبين اليمني والفلسطيني. ونوه سعادة السفير الى أن الريادة المتميزة للمملكة في قيادة الجهود الدولية وتنسيقها، واكبها ريادة وتميز على المستوى المحلي تمثَّلَ في تنوع وشمول القرارات الحكيمة الداعمة خصوصاً للقطاعات الصحية والاقتصادية والزراعية، وكان لها أثرها البالغ في تعزيز الأمن الصحي للمملكة، والحفاظ على الاستقرار الاقتصادي وتعزيز الثقة به، والمحافظة على الأمن الغذائي واستقرار أسواق السلع الغذائية للمواطنين والمقيمين، وذلك من خلال الأوامر والتوجيهات الكريمة بمجانية العلاج للمواطنين والمقيمين ومخالفي أنظمة الإقامة وأمن الحدود بجميع المستشفيات الحكومية والخاصة، وتخصيص مبالغ إضافية للقطاع الصحي وصلت إلى 47 مليار ريال، وتغطية الدولة ل60 % من رواتب العاملين السعوديين في شركات القطاع الخاص المتأثرة بالجائحة، وتخصيص ملياري ريال لتمويل استيراد المنتجات الزراعية، وحسم 30 % على قيمة فاتورة الكهرباء للقطاعات التجارية والصناعية والزراعية. وثمن سعادته القرارات الحازمة والشجاعة لتعزيز الإجراءات الاحترازية بتعليق جميع رحلات الطيران الداخلية والخارجية مع استثناء الرحلات المرتبطة بالحالات الإنسانية والضرورية وطائرات الإخلاء الطبي، وتعليق الدخول للمملكة اعتباراً من 27 فبراير حتى إشعارٍ آخر، وتعليق أداء العمرة اعتباراً من 4 مارس مع الدعوة للتريث في إبرام عقود الحج لهذا العام، وتعليق الصلاة والتواجد في ساحات الحرمين الشريفين وكذلك تعليق الصلاة في عموم المساجد الأخرى، وتعليق النشاط الدراسي في الجامعات والكليات والمعاهد المتخصصة والمدارس العامة والخاصة، وإغلاق المجمعات والأنشطة التجارية باستثناء منافذ بيع التموينات الغذائية والدوائية، وإيقاف كافة الأنشطة الرياضية والترفيهية، ومنع التنقل بين المناطق والتجول داخل المدن. وفي سياق المعالجة الشاملة لآثار هذه الجائحة ذكر سعادة السفير سعد العريفي : جاء أمر خادم الحرمين الشريفين بالعمل على إجراءات عودة المواطنين في الخارج إلى أرض المملكة حرصاً منه -أيده الله- على صحتهم وسلامتهم، وإنفاذاً لتوجيهات المقام الكريم -حفظه الله- أعلن سمو وزير الخارجية إطلاق منصة إلكترونية لتسجيل طلبات المواطنين الراغبين في العودة للمملكة، بالتنسيق والتعاون مع كافة الجهات المعنية بالمملكة، ومن خلال سفارات المملكة وقنصلياتها حول العالم، مع خطة متكاملة تضمن سلامة المواطنين والمواطنات العائدين إلى أرض الوطن. وقال رئيس بعثة المملكة لدى الاتحاد الأوروبي السفير سعد العريفي أن منظومة القرارات الحكيمة للقيادة الرشيدة تتواصل بالتوجيه الكريم بإبرام عقدٍ من أكبر العقود التي تم توقيعها على مستوى العالم لمواجهة فيروس كورونا "كوفيد 19"، بالشراكة مع جمهورية الصين الشعبية الصديقة قيمته 995 مليون ريال بهدف إجراء 9 ملايين فحص لفيروس كورونا المستجد، وتوفير معدات طبية وإنشاء مختبرات إقليمية موزعة على مناطق المملكة وتدريب للكوادر الصحية السعودية وتحليل للخريطة الجينية لعدد من العينات داخل المملكة، وغيرها من أوجه التعاون في هذا المجال.