يقولون الفيروس صديقك وليس بعدو، وكما قال باستور "لا شيء يأتي من الخارج، كل الذي يأتيك لا يأتي إلا من الداخل، داخلك".. ومن هنا يذهب الروحانيون للقول بأن الميكروبات والفيروسات ما هي إلا أداة كاشفة، ضوء قوي يتوجه لباطن الفرد ويكشف مواطن الضعف والهشاشة، ويقوم بمهاجمتها وتأليب الجسد بأجهزة مقاومته ومناعته للتجند لإصدار مواد مقاومة بل وتحفيز جهاز المناعة لشحذ فعاليته، تقول "إيرين غروسجين Irene Grosjean 1930" الرائدة في علم النبات وطبيبة العلاج الطبيعي. منذ عام 1958، والمتخصصة في استخلاص المستحضرات الشافية من النباتات التي تشرف على زراعتها في مزارع ضخمة جنوبفرنسا، والتي لا تكل مخلصة بشغف لتعاليم أبقراط و مقولة "اجعل طعامك هو دواؤك الوحيد"، وتدعو لإعادة التفكير في فلسفة الصحة، وخصوصاً في هذا الوقت الذي تتحول فيه الدول والقارات لمحاجر صحية وينحبس البشر في مكعبات بيوتهم، تقول: "الفيروس أشبه بالمرسول، فلا يقع بشكل عشوائي وإنما يحل أينما كان هناك خلل في المناعة العامة، مثل الذباب الذي يقع على كومة قذارة، بوسعنا قتل الذباب لكن ما لم ننظف القذارة فستأتي موجة أخرى من الذباب وهكذا"، وتركز على فكرة أن البشر قد أفرطوا في الاستهلاك وإهمال نداءات الاستغاثة الصادرة من أجسادهم، وأن الطبيعة الآن تتدخل لتستوقف البشر وتجبرهم على إعادة النظر في نظم غذائهم، والسعي للتغذي بوعي بالقيمة الغذائية لكل ما يدخل أجوافنا، وأننا يجب ألا نهمل أن تحوي وجباتنا كميات متعادلة من الأطعمة المطبوخة والنيئة، بل والتركيز على تلك النيئة غير المطبوخة من الخضار والفواكه خاصة، بل وأن تتقنن الكميات، لأنه حسب رأيها فإن ما نتناوله لا يغذي أجسادنا بقدر ما يغذي الأطباء ومصنعي الأدوية". نعود للتركيز على الميزان الذي وضعه الخالق أول خلقه للسموات والأرض. حين يختل الميزان تفتح الأبواب لظواهر مثل الكورونا، والتي تصل حين تكون الأجساد قد أنهكها اللا توازن والحشو الذي بلا نهاية، فلا تعود قادرة على المقاومة، ذلك أن الجسد البشري الصحيح قادر على تصنيع المضادات أسرع بكثير من معامل البحوث التي تلهث للبحث عن حلول.