تحالف العلم والطبيعة ينتج معجزات جديدة تضاف إلى معجزات الطبيعة. تجارب واعدة تجرى في المختبرات العلمية لتطوير أمصال لذيذة المذاق يتناولها الأطفال مع الطعام لا تبعث الدموع في عيونهم وتساعد على وقايتهم من الأمراض. وتعتمد التجارب على ايلاج فيروسات الأمراض داخل النباتات، ويعتقد العلماء بأن الهندسة الجينية ستتيح في المستقبل انتاج أمصال من فاكهة الموز تؤكل للوقاية من أمراض الايدز والتهاب الكبد المعدي. ونجحت التجارب في انتاج نوع من البطاطس يمكن أن تستخدم كعلاج لأمراض السكري وتصلب الشرايين والتهاب المفاصل. أمصال نباتية نجحت التجارب في صنع أمصال للوقاية من الأمراض داخل الثمار والنباتات. الأمصال التقليدية تستخدم عادة كميات معتدلة من فيروس المرض المعدي لحفز جهاز المناعة وتعزيز مقاومة الجسم. الأمصال النباتية تستخدم الحمض النووي لصنع فيروس غير ضار لحفز مناعة الجسم. وتستخدم الشركة البريطانية Axis Genetics في كيمبردج الهندسة الجينية لتعديل جزيئات فيروس النبات. تعتمد التقنية على ايلاج جزء من الفيروس الذي يسبب المرض للانسان داخل فيروس آخر يعدي النباتات فقط. واستخدم في التجارب نبات الفول وتم خلالها مسح سطح أوراق النبتة التي تعرفت على المادة الجينية التي ادخلت فيها وشرعت باستنساخ ملايين النسخ منها. وخلال اسبوعين أو ثلاثة أنبتت النبتة أوراق كثيرة تحتوي جميعها على جزيئات الفيروس المعدّل. وجمعت الأوراق فيما بعد واستخلصت منها الجزيئات. اختراق الحاجز وتكمن أهمية التجارب في اختراق حاجز الأنواع بين مملكتي النبات والحيوان. وكشفت امكانية انتاج كميات كافية من الفيروسات الحيوانية بهذه الطريقة. واستخدمت الفيروسات لحفز جهاز المناعة لدى الفئرات لانتاج الأجسام المضادة للفيروسات المرضية. السؤال الذي يواجهه الباحثون الآن، هو هل يمكن أن تقدم التقنية الجديدة وقاية كافية للاستخدام كمصل مضاد لأمراض تصيب الانسان.. تجارب عدة تجري حالياً على انتاج أمصال نباتية مضادة للأمراض المعدية التي تصيب الكلاب والقطط، كما تجري التجارب على انتاج أمصال للوقاية من امراض تصيب البشر كالايدز والتهاب الكبد المعدي. ويعتقد الدكتور بيل هاملتون رئيس الشركة التي تقوم بالتجارب أنها يمكن أن تؤدي في مستقبل قريب الى انتاج نوع من علف حيواني يتضمن مواد واقية من الأمراض التي تصيب البقر والماشية الاخرى. البطاطس الشافية ونجحت تجارب قام بها علماء كنديون في انتاج بطاطس تحمل جينات واقية من نوع خاص من مرض السكرى ينشأ بسبب عطل الجهاز المناعي للجسم. وتؤدي الاصابة بهذا النوع من المرض الذي يدعى "سكري الفئة واحد" الى مهاجمة جهاز المناعة في الجسم البروتينات التي توجد في البنكرياس. ويؤدي عطل هذه البروتينات الى عدم انتاج الانسولين واعتماد المريض علي حقن الأنسولين طوال حياته. ودلت نتائج التجارب التي نشرت في المجلة الطبية "نيتشر مديسين" Nature Medicine على أن الفئران التي اطعمت بطاطس تحتوي على هذه الجينات أبدت مناعة ضد الاصابة بالسكري. وذكر رئيس الفريق الدكتور انطوني جافنكر من جامعة ويسترن أونتاريو Western Ontario University الكندية أن الفئران المستخدمة في التجربة من نوع خاص يحمل استعداداً كبيراً للاصابة بالسكري البشري. ولم تظهر الاصابات بالسكري على 12 من الفئران التي تناولت البطاطس مقابل اصابتين، في حين كانت نتائج الاصابات معكوسة تقريباً بين الفئران التي لم تتناول البطاطس. وذكر العالم الكندي أن هدف التجارب التوصل الى بطاطس لعلاج البشر من السكري. وفي حال نجاحها فإنها تفتح الطريق لانتاج أطعمة لعلاج أمراض اخرى تصيب الانسان بسبب عطل جهاز المناعة، مثل تصلب الشرايين والتهاب المفاصل.