لن أكون مبالغاً إذا قلت إن استضافة المملكة لقمة مجموعة العشرين تحمل 20 مكسباً وأكثر، في ظل حزمة من الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية التي تهز العالم أجمع، في مقدمتها مواجهة التطرف والإرهاب بكافة صوره، والحرب التجارية بين الولايات المتحد الأميركية والصين، والعلاقات الأميركية الروسية الفاترة والعلاقات الأوروبية الروسية مرورا بالأزمات في المنطقة. ويصف المراقبون قمة مجموعة العشرين بأنها مجلس أمن عالمي. إن استضافة المملكة لقمة مجموعة العشرين ستفتح أبواب المجد من كل الاتجاهات نحو بلد محوري يقود قاطرة التنمية الشاملة عربياً وإقليميا، حيث ستخطف الرياض أنظار ثلثي سكان العالم على مدار 48 ساعة، عندما تحتضن 20 ألف شخصية سياسية واقتصادية واجتماعية يؤثرون بشكل مباشر في صناعة القرارات المفصلية في عشرين دولة تمتلك أربعة أخماس الناتج المحلي الإجمالي في العالم، وثلاثة أرباع التجارة العالمية. ولقد جسد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، الهدف الأساسي من استضافة قمة العشرين بقوله "باستضافة المملكة مجموعة العشرين، سيكون لها دور مهم في إبراز منظور منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وستركز على الهدف العام، وهو اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع، فنحن نؤمن أن هذه فرصة فريدة لتشكيل توافق عالمي بشأن القضايا الدولية". المكاسب لن تتوقف على الجوانب السياسية والاقتصادية، بل ستصب في القطاعين السياحي والتجاري، وستؤدي إلى تعزيز الثقة في البيئة الاستثمارية والترويج لبرامج ومبادرات رؤية المملكة 2030، ودورها المحوري في تعزيز الاستقرار المالي والاقتصادي الدولي، وستنتزع اعترافاً بأهميتها ليس في الوقت الحاضر فحسب، وإنما في المستقبل أيضاً. ستذهب المكاسب السعودية بعيداً حيث سيحقق توافد الآلاف من الزوار والصحفيين والدبلوماسيين رواجاً واسعاً لأصحاب المحال والتجار وملاك الفنادق، وستشكل عامل جذب لأصحاب الأعمال من مختلف دول العالم للاستثمار في المملكة مستقبلا، كما أنها ستشكل وجهة للسياح من مختلف العالم، وستخلق عشرات الفرص الذهبية لدول العالم ذات الاقتصاد الأقوى لتبادل الفائدة والطروحات والخبرات، وستكون فرصة للتسويق الأمثل لبرامج المملكة الإصلاحية والاستفادة من الزخم المرافق لها لدعم المشروعات الكبرى التي تنفذها المملكة، وقد شرعت المملكة في تنفيذ سلسلة من المشروعات العملاقة لخلق مجتمع منفتح متسامح يتطلع للمستقبل، ويستند في الوقت ذاته إلى تراثه وماضيه العريق وفي مقدمتها مشروع "نيوم" والبحر الأحمر وآمالا وغيرها من مشروعات تمثل نقطة جذب تسعى كبريات الشركات العالمية المشاركة فيها، وجذب استثمارات متنوعة قادرة على تحقيق أهداف رؤية المملكة، وستؤدي إلى تعميق الشراكات التجارية الدولية والاستفادة من الفرص الاستثمارية الكبيرة المتاحة داخل المملكة، الأرقام أيضاً تدعم المكاسب الكبيرة التي ستحققها المملكة، فهناك ما يزيد على 100 اجتماع لوزراء ومسؤولين وخبراء من المجموعة للتمهيد للقمة، 73 اجتماعا ستعقد في الرياض، والبقية في جدة والخبر ومدن سعودية أخرى. ما سيعزز صورة المملكة على الساحة الدولية بشكل كبير، ويقدمها كعاصمة محورية للعالم خلال الحدث العالمي الاستثنائي.