انتقل ولي العهد الأمير الشاب محمد بن سلمان من سيئول معقل التكنولوجيا إلى مدينة أوساكا اليابانية والمعروفة ب«مطبخ الأمة»، مترئسا وفد المملكة في قمة مجموعة العشرين التي تفتتح اليوم، وهي القمة التي ينظر إليها المواقبون بأنها قمة من نوع آخر، تختلف عن القمم الماضية، بحضور قادة الدول التي تمثل أضخم اقتصاديات العالم في وقت يشهد فيه العالم تنامي حدة التوتر في المنطقة على ضوء استمرار التصعيد الإيراني وتحذيرات الولاياتالمتحدة باستخدام القوة العسكرية تارة وتشديد العقوبات على نظام قم تارة أخرى فيما ستسعى الدول المشاركة إلى التهدئة. ومن المؤكد أن أنظار العالم ستنصب على الأمير الشاب محمد بن سلمان، خلال إطلالته في قمة الكبار؛ باعتباره مهندس مسيرة التحديث والإصلاح عبر برنامج التحول المحوري الذي تشهده المملكة وفق منطلقات الرؤية 2030، وهو يحمل تطلعاته في قمة أوساكا لمستقبل جديد خال من الحروب والأزمات وإرساء الأمن والسلام في المنطقة والسلم والاستقرار العالمي. وتقود المملكة من خلال (رؤية 2030) التغير الاقتصادي والاجتماعي في المملكة والمنطقة، والذي سيسهم في دفع المنطقة بأكملها نحو آفاق أوسع من الازدهار والرفاهية للشعوب بعيدا عن الصراعات والحروب. وبحسب المصادر، فإن برنامج الأمير الشاب محمد بن سلمان مزدحم للغاية في أوساكا؛ حيث طلب العديد من قادة دول العشرين لقاءه، ومن أبرزهم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب حيث دعا الأمير محمد بن سلمان لفطور عمل، فيما أعلن الكرملين عن لقاء بين الرئيس بوتين مع ولي العهد.. وأفصحت المصادر أن رئيس الوزراء الهندي مودي والرئيس الصيني والرئيس الإندونيسي جاكوي والرئيس الفرنسي ماكرون سيعقدون محادثات مستفيضة مع ولي العهد لبحث سبل تعزيز العلاقات بين دولهم والمملكة التي تعد أحد الاقتصادات المؤثرة في القرار العالمي، بما تملكه من مقومات وإمكانات مهمة، إذ إنها أكبر مصدر للنفط في العالم، فضلا عن امتلاكها صناعات بتروكيماوية متطورة، ولديها خبرات لا يستهان بها، وتتأهب حاليا لتطوير قطاعات أخرى، مثل السياحة والتقنية الحديثة، والتي ستكون مصدرا رئيسا من مصادر الدخل الجديدة لها، بهدف تقليص الاعتماد على دخل النفط، وهو ما دعت إليه رؤية المملكة (2030) التي أعلنها ولي العهد. يذكر أن فكرة استضافة المملكة للقمة نشأت عندما عرض ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أثناء مشاركته في قمة هانغجو الصينية في عام 2016 لتتم الموافقة عليها في قمة هامبورغ بألمانيا في عام 2017. وأوضح مراقبون يابانيون أن قمة أوساكا ستناقش بشكلٍ خاص، ترتيب الاقتصاد الرقمي والمجتمع والشيخوخة، للوصول إلى مجتمع يمكن فيه لجميع الناس أن يلعبوا دوراً فعالاً، فيما ستقدم طوكيو مبادرات يابانية، وتأتي القمة في ظل حزمة من الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية التي تهز العالم أجمع وفي مقدمتها مواجهة التطرف والإرهاب بكافة صوره والحرب التجارية بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والصين والعلاقات الأمريكية الروسية الفاترة والعلاقات الأوروبية الروسية مرورا بالأزمات في المنطقة. من سيئول انتقل الأمير الشاب محمد بن سلمان إلى أوساكا «مطبخ الأمة».. وفي أوساكا سيتسابق قادة قمة العشرين على لقاء ولي العهد.. المحصلة النهائية محمد بن سلمان يصدح في قمة العشرين.. ويطرح رؤية المملكة في قمة الكبار.