أكد محللون سياسيون واقتصاديون أهمية دور المملكة في مجموعة العشرين واستضافتها لأعمال الدورة الخامسة عشرة لاجتماعات قمة قادة المجموعة في العاصمة الرياض خلال 21 و 22 من شهر نوفمبر من العام القادم 2020 م.والتي تشكل دولها ثلثي سكان العالم، وتضم 85 % من حجم الاقتصاد العالمي، و75 % من التجارة العالمية. وقالوا إن استضافة المملكة للقمة تعكس مكانتها السياسية وقوة اقتصادهاعالميا ، كما تعزز الثقة المتزايدة لدى دوائر الاقتصاد وقطاعات الأعمال في العالم تجاه الاقتصاد السعودي وما حققه من شراكات استراتيجية مع الاقتصاديات الكبرى والشركات العملاقة بما في قطاع الاقتصاد الرقمي والاستثمارات الذكية التي انطلقت على أرض الواقع في مشاريع غير مسبوقة في كافة مجالات التنمية الصناعية والسياحية والترفيهية والصناعية ، وفي مقدمتها مشروعات (مدينة الملك سلمان للطاقة ، ونيوم ،والقدية ، ومشروع البحر الأحمر ، وجدة داون تاون) واستراتيجية التنمية المستدامة في كافة المناطق ترجمة لبرنامج التحول الوطي لتنويع مصادر الدخل والأهداف الطموحة لرؤية 2030 . وأكد الخبراء أن المملكة ومن خلال سياستها الحكيمة ورؤية 2030 باتت تمتلك مقومات وفرصا هائلة ومتنوعة لتعزيز اقتصادها ، ونجاحات خططها في برنامج التحول لتنويع قاعدة الاقتصاد ومصادره غير النفطية والاستثمار الأمثل لثرواتها ومواردها الطبيعية الهائلة جنبا إلى جنب مع خطط التنمية البشرية ودعم قطاعات الأعمال ، والدفع بها نحو خطط استثمارية طموحة تتعاظم من خلالها قوة الاقتصاد والموارد العامة للتنمية المستدامة. وأضافوا أن اقتصاد المملكة ضمن مجموعة دول العشرين يشكل عمقا اقتصاديا داعما للاقتصادات العالمية وتعزيز استقرار وتوازن أسواق لطاقة النفطية العالمية باعتبارها العصب الأهم للنمو الاقتصادي العالمي ، خاصة مع سياستها الثابتة لتحقيق مصالح الدول المنتجة والمستهلكة على السواء. وتعد قمة العشرين في الرياض الأولى من نوعها على مستوى العالم العربي؛ مما يعكس الدور المحوري للمملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي ، فالمملكة الدولة العربية الوحيدة العضو في أكبر 20 اقتصادا حول العالم يضم في منظومته بلدانا صناعية كبرى ، أبرزها، الولاياتالمتحدة، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، والهند والصين ، كما يعتبر الاقتصاد السعودي الأكبر عربيا بإجمالي ناتج محلي إجمالي تفوق قيمته عن 2.57 تريليون ريال ، وسبق أن توقعت وزارة المالية أن يحقق خلال العام الجاري 2019 3.1 تريليون ريال، ويستمر تصاعديا إلى 3.2 تريليون ريال في 2020، ثم 3.4 تريليون ريال في 2021، و3.6 تريليون ريال عام 2022، ليصل إلى 3.8 تريليون ريال عام 2023. وجددت المملكة ترحيبها باستضافة القمة حيث يترأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – اجتماع قادة المجموعة ، والتي تعد أهم منتدى اقتصادي دولي، يعنى ببحث القضايا المؤثرة على الاقتصاد العالمي ويرسم معالم مستقبله ، كما تتطلع خلال رئاستها للقمة في عام 2020 م إلى تعزيز التعاون مع شركائها من الدول الأعضاء لتحقيق أهداف المجموعة، وإيجاد توافق دولي حول القضايا الاقتصادية المطروحة في جدول الأعمال، بهدف تحقيق استقرار الاقتصاد العالمي وازدهاره. كما ستسهم استضافة القمة في طرح القضايا التي تهم منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وسيشارك في قمة الرياض العام القادم قادة الدول الأخرى الذين تتم دعوتهم ، وعدة منظمات دولية وإقليمية، وسيتناول جدول أعمال القمة عدداً من القضايا المالية والاقتصادية والاجتماعية، التي من بينها الطاقة والبيئة والمناخ والاقتصاد الرقمي والتجارة والزراعة والرعاية الصحية والتعليم والعمل ، وتطوير سياسات فعالة لتحقيق تنمية مستدامة ومتوازنة، وخلق وظائف حقيقية لرفع مستويات المعيشة والرفاهية بين شعوب العالم. وتسبق قمة المجموعة في الرياض اجتماعات وزارية ، كما تستضيف المملكة مجموعات العمل من كبار المسؤولين بالدول الأعضاء وممثلي المنظمات الدولية والقطاع الخاص ، لمناقشة القضايا والموضوعات التي ستبحثها القمة. وعلى صعيد قمة العشرين في اليابان خلال نوفمبر القادم ،وضمن الاجتماعات التحضيرية لها ، ترأس معالي وزير المالية محمد بن عبدالله الجدعان وفد المملكة المشارك في اجتماع وزراء مالية المجموعة الذي انعقد في واشنطن يومي 11 و 12 أبريل الجاري ، وهو أول اجتماع يُعقد قبل قمة أوساكا اليابانية خلال شهر يونيو المقبل، كما ترأس وزير المالية وفد المملكة المشارك في اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين في العاصمة الأمريكية ، وشارك فيه محافظو البنوك المركزية بالدول الأعضاء، حيث تم استعراض الوضع الحالي للاقتصاد العالمي واستشراف مستقبله، وناقش الوزراء عددا من الموضوعات ذات الصلة بتعزيز البنية المالية الدولية، ومن أبرزها: قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والنزاع التجاري بين الولاياتالمتحدة والصين. وسبق ذلك مشاركة وفد مجلس الغرف السعودية بالتعاون مع الشركة السعودية للصناعات الأساسية ” سابك”، بوفد من أصحاب الأعمال السعوديين في اجتماعات قمة مجموعة الأعمال لمجموعة العشرين التي عقدت في العاصمة اليابانيةطوكيو ، وتناول رئيس وفد القطاع الخاص السعودي يوسف البنيان رؤية 2030 التي جذبت اهتمام الدول الصناعية وسارعت من الشراكات والاستثمارات الضخمة في التنمية السعودية الحديثة ومشروعاتها غير المسبوقة، وتأكيد حرص المملكة على أهمية العمل والتعاون مع الشركاء الدوليين. كما عقد وفد القطاع الخاص السعودي المشارك عدداً من اللقاءات الجانبية ، منها لقاء مع قيادات من غرف التجارة الدولية وغرفة التجارة الأمريكية وقيادات منظمة تحالف الشركات العالمي ، وتم الاتفاق على عدد من المحاور وعقد ورش عمل في المملكة ضمن الاستعدادات المبكرة لوضع الإطار العام للتعاون مع المملكة في استضافتها للعام القادم 2020 .